تناثرت فى الصحف انتقادات متنوعة للمسلسل التاريخى المعاصر «صديق العمر» الذى يحكى حالة صداقة تطورت إلى أخوة عميقة ما بين قائد ثورة 23 يوليو 1952 جمال عبدالناصر ورفيق سلاحه وفترة رئاسته وزعامته المشير الراحل عبدالحكيم عامر، وتتلاحق الأصوات خلال تولى عبدالحكيم عامر قيادة الجيش وراء زعامة سياسية كاسحة لمصر والعالم العربى وما وراء هذه الحدود، وتدخل مصر فى تجربة اشتراكية تكللت بالوحدة بين مصر وسوريا، لتنتكس هذه الوحدة بعد ذلك بانقلاب سورى أطاح بها، وكان مما تأثرت به أخوة «صديقى العمر» بعض الأخطاء التى تورط فيها بعض ضباط الجيش المصرى خلال وجودهم فى سوريا، والثقة المفرطة التى أولاها عبدالناصر للسياسى السورى عبدالحكيم السراج مما ضايق المشير!، ووقوع الهزيمة الساحقة على جيش مصر فى يونيو 1967، حتى هبطت صداقة و أخوة «عامر عبدالناصر» لتنتهى العلاقة الى تراجيديا كاملة تركت فيها واقعة انتحار عامر لتتناثر الشائعات حول اغتيال عبدالناصر لصديق العمر! وخلال أيام عرض حلقات مسلسل «صديق العمر» تابعت ما تناثر من انتقادات للمسلسل وتنوعها من أخطاء فى التواريخ الى سوء اختيار لبعض الممثلين، وعدم التوفيق فى إسناد دورى «صديقى العمر» إلى الفنان السورى جمال سليمان فى دور ناصر، والفنان المصرى باسم سمرة فى دور المشير عامر، ولكن أكثر ما قرأته كوم، وما سجله السيد «سامى شرف» من أخطاء أخذها على ما عرض من المسلسل كوم آخر، وذلك ما سجله فى مقاله بصحيفة الأهرام الجمعة 4يوليو، وما أقوله إننى قرأت أكثر من مرة هذا المقال، حيث هوصادر من رجل هو والتجربة الناصرية شىء واحد، وله فى تاريخه الذى وثقه ولا شك ما يجعل من انتقاداته للمسلسل قيمة مضاعفة، وليس أمامى إلا أن أصدقه فى كل ما ذكر من انتقادات، ليس فى مجال الأخطاء التاريخية فقط، بل وفى الطبيعة التى جرت عليها الأمور فى مصر عبد الناصر عامر، والتى تنكر البعض من وقائع المسلسل حيث يصوب سامى شرف مواضع من عدم وعى المسلسل بطبيعة الأحداث والتى كانت البطولة فيها لصديقى العمر فقط، قرارات اشتراكية صدرت فى يوليو 1961، بينما نرى الرئيس عبدالناصر يجتمع مع رفاق الثورة ليتحدثوا عن رفض السوريين القرارات الاشتراكية التى لم تكن فى هذا التاريخ قد صدرت بعد!، ولم يكلف صناع المسلسل خاطرهم بالرجوع الى بعض الكتب المهمة التى تقدم حقائق حول سحب عبدالناصر لقواته من اليمن لتشهد على أن انسحاب القوات من اليمن قد تم بخطة عسكرية مصرية خالصة، طبقاً لما ذكره الشهود العدول على هذا الحدث مثل الراحلين أمين هويدى، والفريق أول محمد فوزى!، ويرى سامى شرف أن الأستاذ محمد حسنين هيكل قد بدا وكأنه المستشار الوحيد للرئيس، ولم تكن هناك مؤسسة قوية اسمها رئاسة الجمهورية ومجلس الأمن القومى!، ويوضح سامى شرف أن الفنانة الراحلة برلنتى عبدالحميد زوجة المشير فيما بعد قد التقت بالمشير لأول مرة فى سهرة خاصة أقامها صلاح نصر فى احدى الفيلات التابعة للمخابرات العامة فى منطقة الأهرامات، وشاركت فيها بعض الفنانات من العاملات تحت سيطرة المخابرات العامة!، ويضحك صلاح نصر وهو يرى المسلسل يقدم تكليف عبدالناصر للمشير عامر وصلاح نصر بمقابلة السفير الأمريكى الأمر الذى يراه سامى شرف أنه لم يحدث ويتحدى فى ذلك!، ويكشف سامى شرف ان أول كتاب صدر لبرلنتى عبدالحميد المشير والرئيس وقد حرره لها الكاتب الراحل مصطفى أمين، أما كتابه الثانى الطريق الى قدرى.. الى عامر «فقدحرره له الكاتب الراحل أنيس منصور، ويلقى سامى شرف الضوء الكاشف على شخصية عبدالحميد السراج كشخص مخلص لمصر والثورة وعبدالناصر، وقد رأى سامى شرف أن يقدم فى المقال ملاحظات مضحكة حول السيول والأمطار التى غمرت سوريا فى شهر يونيو!! عز الحر فى سوريا ، ويصف سامى شرف المغالطات التى أوردها المسلسل بأنها فجة، ويصف ما رآه من حلقات المسلسل فى بداياته بأن أول القصيدة كفر.. والله أعلم،ويوقع سامى شرف بعد أن يفرغ من المقال: سامى شرف مواطن قومى عربى ناصرى 3 يوليو 2014، وبعد قراءة مقال السيد سامى شرف لم أصدق أن أحداً من صناع المسلسل قد ذهب اليه يسأله فى أى حاجة تلزم المسلسل!.، فلست أدرى لمن توجهوا يسألون!