تحولت جرائم الاغتصاب مؤخراً إلى ظاهرة ضربت أرجاء المجتمع وطفت على سطح الأحداث بصورة يومية، لا يفرق مرتكبوها بين نساء أو أطفال، وكأن لفظ الذئاب ينطبق عليهم، وأصبح المشهد صادماً من الواقع الذى وصلنا إليه لدرجة وضعت بلادنا ضمن البلدان الأكثر تحرشاً فى العالم، ورغم تغليظ العقوبات وإصدار أحكام مشددة مازالت الظاهرة مستمرة والحالات تتكرر كل يوم. وتحكى قصتنا هذه عن حادث اغتصاب جماعى لفتاة لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها على يد 5 ذئاب تجردوا من كل مشاعر الإنسانية واختطفوها بالقوة واصطحبوها إلى شقة بالمقطم بعد تهديد مالكها الذى يقيم فيها بمفرده وتناوبوا الاعتداء الوحشى عليها لمدة ساعتين وأصابوها بجراح فى ساقها، وتروى «الوفد» ثلاث مشاهد تحكى الواقعة. المشهد الأول المكان.. ميدان السيدة عائشة، كعادته مكتظ بالسيارات وزحام الباعة الجائلين والمارة، وبينما الجميع مشغول بحثاً وكداً عن لقمة العيش كانت هناك عيون ترقب المارة وتتفحصهم وفجأة شاهدوها، فتاة تدعى «صباح» تسير فى الميدان بمفردها، أحدهم كان على علاقة قديمة بها، بدأ يسترجع ذكرياته معها، ارتسمت خطة شيطانية فى رأسه من أجل الانتقام منها بسبب انفصالها عنه، همس بها إلى أصدقائه، قرر أن يغتصبها ويقدمها وليمة لهم، اقتربوا منها ووضع أحدهم المطواة فى جانبها وأمرها بالسير معهم فى هدوء، نظرت إليهم والخوف يتملكها، رأت «محمد» بينهم، استنجدت به أن يتروكها، ذكرته بعلاقتهما القديمة والأيام الخوالى، قال لها: مش هسيبك النهاردة وهعزم عليكى صحابى. المشهد الثانى 5 ذئاب بشرية حصلت على صيدها ويبحثون عن مكان يقضون فيه جريمتهم البشعة، بعد مشاورات عديدة بينهم تذكر «حسن» أن هناك شاباً يعيش بمفرده فى شقة بالمقطم، حيث يقيم، وافقوا على الفور وتوجهوا إلى هناك بسيارة مصطحبين ضحيتهم تحت تهديد الأسلحة البيضاء حتى لا تستغيث بالمارة لنجدتها. المشهد الثالث جرس الباب يدق، يسرع أحمد لفتح الباب، ويفاجأ بسكين مشهور فى وجهه و5 شباب يقتحمون شقته بصحبتهم فتاة، ألجمته المفاجأة لحظات قبل أن يصرخ في وجوههم «انتوا مين وعايزين إيه»، قال أحدهم: «اسكت يا روح امك لندبحك، إحنا هنغتصب البت دى هنا وبعد كدة هنمشى، ومش هتلاقينا» ثم اقتادوه إلى غرفة وأقفلوا عليه الباب وبدأت الذئاب حفلها فى اغتصاب الفتاة ولم يرحموا صراخها وتوسلاتها طوال ساعتين وأصابوها بجراح فى ساقها بالمطواة عندما قاومتهم. فى غمرة نشوتهم غاب عن المجرمين أن الشاب المحتجز فى الغرفة بحوزته تليفونه المحمول وقام بالاتصال بشقيقه ليطلب النجدة التى داهمت الشقة لتقبض عليهم وتنقذ ما تبقى من الفتاة، وتحرر المحضر للعرض على النيابة العامة التى أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات. كان المقدم أحمد هدية، رئيس مباحث قسم شرطة المقطم، قد تلقى بلاغاً من «محمد. ا. س - 18 سنة - طالب»، أفاد فيه بتلقيه اتصالاً هاتفياً من شقيقه «أحمد - 18 سنة - طالب بكلية الهندسة» يفيد بقيام 5 أشخاص مجهولين باقتحام شقة سكنه وبصحبتهم فتاة، وتهديده بسلاح أبيض واحتجازه بإحدى الغرف، وأنهم يقومون بتناوب التعدى الجنسى على الفتاة كرهاً عنها تحت تهديد السلاح الأبيض. على الفور انتقل النقيب عمر فاروق على، ضابط مباحث القسم، وبصحبته القوة المرافقة، وتمكن من ضبطهم وتبين أنهم كل من «محمد. خ. ع - 26 سنة - سائق»، و«حسن. ع. ج - 17 سنة - عاطل»، و«سيف. ع. ع - 17 سنة - تباع»، وبحوزته سلاح أبيض «مطواة»، و«محمود. ز. ش - 23 سنة - سائق»، وبحوزته سلاح أبيض «سكين»، و«محمود. ح. ه - 23 سنة - سائق»، وبصحبتهم «صباح. أ. ب - 15 سنة» مصابة بجرح قطعى بالساق اليمنى. وبسؤال شقيق المبلغ أيد ما جاء بالبلاغ، وبمواجهة المتهمين أقر الأول أنه على علاقة بالمجنى عليها، وأنه لدى تواجده بميدان السيدة عائشة دائرة قسم شرطة الخليفة وبصحبته باقى المتهمين حضرت المذكورة، فعقدوا العزم على ممارسة الفحشاء معها كرهاً عنها، ونظراً لكون الثانى من قاطنى المنطقة سكن المجنى عليه وعلمه بإقامته بمسكنه بمفرده اصطحبوا الفتاة عنوة، واقتحموا المسكن وقاموا بتهديده واحتجازه، وتناوبوا التعدى على الفتاة. وبسؤال المجنى عليها اتهمتهم بإحداث إصابتها والتعدى عليها جنسياً، فتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق وقررت حبسهم على ذمة القضية.