حادث يعيد لأذهاننا مرة أخرى ما حدث فى العامين الماضيين من قتل الجنود المصريين على أرض الفيروز فى أول ليلة لشهر رمضان الكريم، لم يرحم الإرهابيون الجبناء وقفتهم على الحدود لحماية الأراضى المصرية فى هذا الشهر الكريم. وكأن الارهاب يأبى أن يأتى الشهر الكريم دون أن يترك فيه بصمة أو ذكرى للشعب المصرى تنغص فرحتهم بأجواء الشهر الكريم، فمنذ عام 2012 والإرهاب يستعد لرمضان كما يستعد المصريون للصيام والصلاة فى الشهر الكريم، ولكن الإرهاب يستعد بطريقته الخاصة بتصفية وقتل الجنود وإفساد الشهر الكريم بدماء خير أجناد الأرض. مذبحة رفح الأولى "رمضان 2012" تعرضت رفح لعمليات إرهابية استهدفت جنود وظباط فى العام قبل الماضى، حينما فقدت مصر 16 شهيدًا من الجنود على الحدود فى رفح, حيث استهدف الإرهابيون كمينًا مع أذان المغرب أثناء إفطار الجنود فى شهر رمضان، بعد ترك الجنود لأسلحتهم وجلوسهم يتناولون وجبة الإفطار، فوجئوا بملثمين مجهولين يفتحون عليهم النيران دون شفقة، وذنبهم الوحيد أنهم جنود مصريون فقط. وكشفت التحريات أن الهجوم جاء عن طريق مسلحين مجهولين، شنوا هجومًا على نقطتين تابعتين لقوات الجيش قرب العلامة الدولية رقم 6 جنوب معبرى رفح وكرم أبو سالم بالمنطقة، مستخدمين الأسلحة النارية وقذائف "آر بى جى" وقنابل. وسادت حالة من الذهول والغضب من المواطنين ضد الإدارة المصرية والسلطة الحاكمة فى مصر الممثلة فى جماعة الإخوان الارهابية, لأنها كانوا يعلمون مسبقًا من هم قتلة الجنود المصريين، وغضوا البصر وتجاهلوا المطالبة بتسليمهم إلى مصر من أجل محاكمتهم بسبب تبعية حركة حماس التى ينتمى إليها هؤلاء. وذهب الرئيس المعزول محمد مرسى والمشير طنطاوى إلى سيناء لتناول الإفطار مع الجنود ومواساتهم فى زملائهم الجنود، ووعدهم بأنه سيأخذ بثأرهم, ولكنه لم يجلس معه على طاولة الإفطار سوى جنديين فقط, بينما جلس معه المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق, والفريق سامى عنان نائب رئيس المجلس العسكرى الأسبق, واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق, وعدد من قادة الجيش. "رمضان 2013" وفى العام الماضى رفضت يد الإرهاب بسيناء أن تودع شهر رمضان إلا بدماء الجنود والضباط بسيناء، حيث شنوا 3 هجمات مسلحة، أسفرت عن إصابة رائد بالمرور ومجندين واغتيال برلمانى سابق وعضو فى الحزب الوطنى عبد الحميد سلمى فى سيناء أثناء خروجه من مسجد, حيث أطلقوا عليه أربعة أعيرة نارية. وكان مقتل "سلمى"، وهو من وجهاء سيناء وينتمى لقبيلة الفواخرية التى تعد من أكبر قبائل العريشوسيناء, يُعد سابقة لاستهداف مدنيين فى سيناء، حيث كان المسلحون يقتصرون على استهداف رجال الجيش والشرطة فقط. "رمضان 2014" ولم يمر هذا العام مرور الكرام، فاغتالت يد الإرهاب أربعة جنود من خير أجناد الأرض فى رفح, حيث استشهد جنود الأمن المركزى برصاص مسلحين أثناء ركوبهم إحدى سيارات الأجرة فى الطريق الدولى "العريش", استهدف الإرهابيون الجنود أثناء عودتهم من الإجازة إلى معسكر الأمن المركزى برفح أمس السبت قبل انطلاق شهر رمضان بساعات قليلة. وفى مفأجاة جديدة من جماعة أنصار بيت المقدس، أعلنوا أمس أنهم المسئولون عن قتل الجنود المصريين فى رفح، متفاخرين بقتلهم لخير أجناد الأرض، زاعمين أنهم سيجعلون الجنود المصريين عبرة أمام العالم. ونشرت جماعة أنصار بيت المقدس فى حساب منسوب لهم على موقع التواصل الاجتماعى, قائلة إنه "تم الوفاء بالقسم، ولم نأخذ شفقة ولا رحمة بجنود رفح، وتم دهس أربعة منهم"، متوعدين باقى الجنود فى الأيام المقبلة. وتابع الحساب المنسوب للجماعة الإرهابية، "وعزتك وجلالك يا الله، لنجعلن الأرض تشتعل لهيبًا تحت أقدام الجنود، ولنجعلنهم عبرة أمام العالم، إلا من تاب منهم وأصلح وخرج من طوع السيسي وأعوانه". وأضاف الحساب، "صوموا وصلوا أيها الجنود، فمهما فعلتم لن تأخذنا بكم شفقة ولا رحمة فى دين الله أبدًا، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون".