أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان الكريم، شهر الخير واليمن والبركات، شهر الصيام والقيام، شهر القرآن، ولهذا الشهر العظيم مشاعر وروحانيات ومظاهر، وكان من أهمها التى اشتهر بها المصريون خلال شهر رمضان المعظم هى صلاة التراويح أو صلاة القيام. صلاة التراويح أو صلاة القيام تؤدى كل يوم من أيام شهر رمضان بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى قبيل الفجر, وقد حث الرسول عليه الصلاة والسلام على قيام رمضان فقال «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». وأدى رسول الله صلة الله عليه وسلم صلاة التراويح فى جماعة، ثم ترك الاجتماع عليها مخافة أن تُفرض على أمته، كما ذكرت ذلك عنه أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها. وصلاة التراويح تصلى جماعة فى ليالى رمضان، والتراويح جمع "ترويحة"، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر. وتعرف كذلك بقيام رمضان، وفى بعض البلاد الإسلامية تقليد فى استراحة بين ركعات القيام تلقى موعظة وتذكرة على المصلين ليتفقهوا فى أمور دينهم وتذكرة من باب "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" ويقومون بتناول بعض المثلجات وأكل البلح فى هذه المدة. وصلاة التراويح ترقى بروحانيات المؤمن وتغيظ الشيطان وحزبه، ويحرص المصريون والعالم الإسلامى كله على صلاة التراويح والتى تكون عبارة عن ثمان ركعات على شكل ركعتين، ويُقرأ فى الركعة الواحدة بعض آيات القرآن الكريم، على أن يكون آخر يوم فى الشهر الكريم هو ختم القرآن الكريم. وتحرص المساجد فى مصر على إقامة صلاة التراويح مثل مسجد عمرو بن العاص الذى يشهد تجمع مئات المصلين قبيل صلاة المغرب وحجز مكان لأداء صلاة التراويح، وأيضًا مساجد السيدة نفيسة والسيدة زينب والأمام الحسين، ومساجد كثيرة فى جميع ربوع مصر تحرص على إقامة صلاة التراويح. وعن فضل صلاة التراويح فقد حث رسول الله وحض على قيام رمضان ورغب فيها، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها. فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه، فقد قرن بين الصيام والقيام، فعن أبى هريرة قال: "سمعت رسول الله يقول لرمضان من قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". وفى رواية فى الصحيح كذلك عنه: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».