الأسبوع الماضى وقبل أيام من تخرجها من مدرستها الثانوية، حصلت غريس بوش التى تبلغ من العمر 16 سنة على شهادة البكالوريوس فى العدالة الجنائية من جامعة بجنوب فلوريدا، لتحقق خطة والديها الفخورين بها فى توفير النفقات الدراسية. وستتخرج بوش من المدرسة الثانوية يوم الجمعة، لكنها قررت بالفعل العودة إلى جامعة فلوريدا أتلانتيك فى بوكا راتون للحصول على شهادة الماجستير بالإدارة العامة قبل السعى للحصول على شهادة فى القانون. وتقول أمها جيسلا بوش، إن غريس تعلمت فى منزل الأسرة حتى سن الثالثة عشرة مع إخوتها الثمانية، وبدأت القراءة فى نحو الثانية من عمرها. وقالت بوش "كنت أضعها فى حجرى وأقرأ عليها كل يوم لبضع دقائق حتى يمكننى أن انتقل لأداء ما ينبغى لى عمله لأطفالى الآخرين، وذات يوم رأيتها تقرأ بنفسها، ومنذ ذلك الحين كانت تفعل كل ما تفعله أخواتها الأخريات". وفى سن الثالثة عشرة بدأت غريس تحضر دروسا جامعية والتحقت بفصول دراسية صيفية لتكمل دراستها الجامعية فى ثلاث سنوات، وهى الثالثة بين أخواتها اللاتى جمعن بين الدراسة الثانوية والجامعية، ولكنها أصغر من أكمل الدراستين. كان اعتماد الأسرة على التعليم المنزلى لأطفالها وتخرجهم فى سن مبكرة يرجع إلى ضيق ذات اليد بقدر ما كان دافعه القدرات المذهلة للفتيات؛ فقد اكتشفوا أنه يمكنهن الحصول على شهادات عليا من جامعة فلوريدا أتلانتيك وفى نفس الوقت الدراسة بالمدرسة الثانوية، وفى ذلك توفير للوقت والمال. جيسلا بوش أم متفرغة لا تعمل، يبلغ عمرها 49 سنة، وأصغر أطفالها لم يتجاوز عمره 11 شهرا ويعمل زوجها محللا للموارد البشرية فى مدينة بومبانو بيتش، وهى ابنة سقاف لم ينل من التعليم إلا الفصل الدراسى الخامس، وهى نفسها واحدة من 10 إخوة تخرجوا جميعا من الجامعة. وقالت غريس "أتمنى فى نهاية المطاف أن أصبح قاضية فى المحكمة العليا.. ولكن بين كلية الحقوق وتلك الغاية لا أدرى ماذا أفعل". وعزت جيسلا بوش التى درست الهندسة المعمارية والقانون، الفضل فى أخلاقيات الأسرة من النبوغ وحب العمل إلى جد غريس وليام تشينولت، وهو من قدامى المحاربين فى الحرب العالمية الثانية وينحدر من أسرة من العبيد.