أعتقد أن إزالة التعديات علي أرض الدولة وكذلك البناء علي الأرض الزراعية.. ثم مواجهة قضية الباعة الجائلين، هي البداية الصحيحة لاستعادة هيبة الدولة.. بل هي المعركة الأولي لكي نقول إن مصر عادت اليها كلمة الدولة، من هذه المعركة ولهذا فان الشراسة التي نراها من جانب المعتدين هي محاولة لاستمرار ضياع هيبة الدولة.. وهي أيضاً إصرار من الحكومة الحالية علي ألا تضيع «الدولة» في مصر.. فإذا ضاعت في هذه المعركة قولوا علي مصر السلام.. ولعشرات عديدة من السنين. وهذا ما أراه في معركة إزالة العمارات الشاهقة العديدة في محيط المحكمة الدستورية العليا.. وأيضاً في عمارات أخري علي ترعة الجبل القريبة من القصر الرئاسي بالقبة.. فالمعني هنا هو المطلوب.. وليس مجرد إزالة عدة عمارات. وهذه المعركة ليست فقط في القاهرة المحروسة.. بل هي في كل مكان. وفي اجتماع مجلس جامعة دمياط الذي تشرفت بحضوري جانباً منه تحدث اللواء محمد عبداللطيف منصور، محافظ دمياط، عما يواجهه في هذا المجال في دمياط.. قال ان المنطقة من شطا إلي الشهابية وهي المدخل الشرقي لدمياط من ناحية بحيرة المنزلة ومنطقة قناة السويس بها اشغالات تحتل أكثر من 81 ألف متر تتمثل في وجود 82 مغلق خشب أي منطقة تخزين أخشاب تكاد تسيطر علي هذا المدخل الحيوي الشرقي لدمياط.. وحاول المحافظ ان يلتقي بتجار الأخشاب وأصحاب المعارض المخالفة هناك.. وقال لهم ان من معه مستندات تسمح له بتخزين هذه الأخشاب.. ومن ليس معه، عليه أن يتقدم لنجد حلاً.. ولما لم يجد المحافظ استجابة، اعتبر المحافظ ذلك نوعاً من التحدي للسلطة ولهيبة الدولة.. هنا تم تنظيم حملة مسلحة من القوات المسلحة وقوات الشرطة مع 5 سيارات إسعاف وأخري للمطافى تحسبا لأي اعتراض، أو مقاومة لعملية الإزالة.. وتحركت القوة وفي مقدمتها المحافظ نفسه لتنفيذ القانون وإعلاء كلمة الدولة.. ونجحت الحملة.. والآن يحس كل دمياطي بقيمة هذا العمل ومدي انسياب المرور علي طول هذا الطريق.. وأضاف المحافظ أن هناك مناطق اختناقات عديدة، ليس فقط في وسط مدينة دمياط، ولكن أيضاً علي الطرق الخارجية وأمام بعض المراكز.. وكذلك مشكلة تبوير الأراضى الزراعية. وتناول قضية محارق النفايات بالنسبة للمستشفيات والعيادات وأماكن الغسيل الكلوي.. وقال المحافظ إن هذه النفايات ليس فيها أي نفايات نووية، لسبب بسيط هو أن مستشفيات دمياط لا يوجد بها أي علاج نووي.. وبالتالي فان هذه النفايات عبارة عن قطن ملوث.. وشاش ملوث.. وسرنجات ولكننا لا نعرف في المستشفيات وحتي عيادات الأطباء لا نعرف كيف نتعامل معها بسبب زيادة أمراض الكبد والكلي وفيروس سي لأن الخطر كله يتمثل في إلقائها في القمامة العادية وأي «شكة» من أي سرنجة يمكن أن تصيب بالمرض اللعين.. وهذا يعني أن علينا التخلص منها بطريقة صحية.. لمنع انتشار الأمراض.. وضرب المحافظ مثلاً لحسن الإدارة في دمياط بما حدث يوم شم النسيم في رأس البر. فقد دخل المصيف حوالي مليون ونصف مليون مواطن أمضوا يومهم بلا أي اختناقات فقد وفرت المحافظة بكل أجهزتها 30 ألف أنبوبة بوتاجاز للمصيف.. مع 250 طناً من الدقيق في رأس البر المشهورة بجودة الخبز بها.. حتي أن المحتفلين بشم النسيم كانوا يحرصون وهو يغادرون المصيف أن يحملوا معهم كميات كبيرة من خبز رأس البر الشهير.. حتي إنه تم زيادة كميات البنزين والسولار بنسبة 10٪ عن متوسط الاستهلاك العادي.. ثم نظمت الجامعة مع وزارة الشباب والرياضة ندوة تحدثت فيها في كلية التربية النوعية عن «العودة للجذور» وهكذا أتيحت لي فرصة أن ألتقي وأتحدث مع براعم الكلية من طالبات وطلبة.. رغم أن الكل كان يستعد للامتحانات.. فماذا قلت عن الجذور الدمياطية وكيف نعود لها.. لنبني مصر من جديد.