لعلها المرة الأولى في تاريخ السينما المصرية التي يتم إيقاف عرض فيلم بقرار حكومي وشخصي من رئيس مجلس الوزراء، الغريب أن يحدث هذا بعد ثورتين، ومهما كان موضوع الفيلم أو جرأته الشديدة، ما كان يجب أن تتدخل الدولة بهذا الشكل السافر لوقف عرض الفيلم ومنعه. في عصور الديكتاتورية اعترضت الرقابة بشكل كامل على بعض الأفلام لأسباب سياسية أو أخلاقية، وكان تدخل الدولة في ذلك الوقت لصالح الإبداع والمبدعين. نحاول في هذا التقرير أن نذكر بعضاً منها: فيلم «شىء من الخوف» انتاج 1968 بطولة شادية ومحمود مرسي ومن إخراج حسين كمال، اعترضت الرقابة على الفيلم بشكل كامل لقناعتها بأن شخصية عتريس بها إسقاط واضح على شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وبعد قرار الرقابة قام المسئولون عن الفيلم بعرض الأمر على الزعيم الراحل الذي طلب مشاهدة الفيلم ووافق على عرضه وتم عرض الفيلم بموافقة شخصية من عبدالناصر. «المذنبون» إنتاج 1975 بطولة سهير رمزي وحسين فهمي ومجموعة كبيرة من النجوم ومن إخراج سعيد مرزوق اعترضت عليه الرقابة بسبب المشاهد الجنسية الواضحة وبعض المشاهد الأخرى التي تعكس الفساد في العديد من الجهات الحكومية، وتم عرض الفيلم بعد موافقة شخصية من الرئيس الراحل أنور السادات. «أهل القمة» إنتاج 1981، بطولة سعاد حسني ونور الشريف وعزت العلايلي اعترضت عليه الرقابة لأسباب سياسية بحتة، حيث جسد الفيلم الفساد وفي عصر الانفتاح، وذهب نور الشريف ومعه شريط الفيلم لمنزل الرئيس السادات حتى يشاهده ويوافق عليه وحدث ذلك فعلاً، وعرض الفيلم ليثبت نظام السادات أنه لا يخشى النقد أو إبراز السلبيات على شاشة السينما. فيلم «للحب قصة أخيرة» إنتاج 1982 بطولة يحيى الفخراني ومعالي زايد فيلم عادي ولكنه أثار جدلاً واسعاً بسبب مشهد جنسي فاضح بين أبطال الفيلم، ورفعت العديد من القضايا لوقف عرضه وتعرض الفيلم لمشاكل كثيرة بسبب هذا المشهد ولم تتدخل الدولة من قريب أو بعيد. فيلما «درب الهوى» بطولة محمود عبدالعزيز ومديحة كامل ويسرا وأحمد زكي، و«خمسة باب» بطولة عادل إمام ونادية الجندي وفؤاد المهندس انتاج 1983 عرضا في توقيت واحد وأثارا جدلاً واسعاً ورغم موافقة الرقابة على عرضهما تم رفع قضايا ضد الفيلمين لإخلالهما بالذوق العام، وتم وقف الفيلم عن العرض العام بناء حكم قضائي واستمر هذا الوضع لعدة سنوات. للحق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك لم تتدخل الدولة لمنع عرض أي فيلم مهما كانت درجة الجرأة وتدخل الدولة كان دائما في صالح عرض أي فيلم مثير للجدل، حدث ذلك في أفلام «جواز بقرار جمهوري» و«عمارة يعقوبيان» و«طيور الظلام». ربما الفيلم الوحيد الذي منع من العرض العام في عهد مبارك فيلم «ناجي العلي» لنور الشريف منذ حوالي 25 عاماً، منع من العرض لأسباب سياسية بحتة بل تعرض نور الشريف لحملة صحفية شرسة بسبب هذا الفيلم الذي جسد فيه حياة مناضل فلسطيني.