استمعت منذ يومين لمداخلة د.سعد الدين إبراهيم فى برنامج صح النوم مع الصديق الإعلامى محمد الغيطى، وإعلان سعد الدين لأول مرة قنبلة لقائه بالسيدة موزة حرم أمير دولة قطر السابق ووالدة أمير الدولة الحالي، حكى أنها سمعت بوجوده فى دبي، ودعته لزيارة قطر، وفى الدوحة طلبت السيدة موزة من د.سعد الدين أن يتوسط فى مصالحة بين المثقفين المصريين والقطريين، وفى رواية أخرى لسعد الدين: أن يسعى إلى مصالحة شعبية. الغيطى لم يتحمل المفاجأة، كما أنه لم يصدق ما يدعيه د.سعد الدين من أن حكومة قطر لا تمول الإرهاب ولا تحتضن الإرهابيين ولا تتدخل فى الخطاب الإعلامى لقناة الجزيرة، لهذا احتدت المناقشة وانتهت إلى قيام محمد الغيطى بإنهاء المكالمة مع سعد الدين. فى اليوم التالى انتشر خبر وساطة سعد الدين ورغبة السيدة موزة فى زيارة مصر، وانتظارها للدعوة، حيث إنها تحن(من الحنين والحنية) للبلد(تقصد مصر) الذى آواها هاربة هى وأسرتها وعلمها حتى الجامعة، وفى المساء د.سعد الدين بعون الله ظهر فى جميع برامج التوك شو، وحكى فيها واقعة السيدة موزة من طأطأ إلى سلام عليكم، وقد حالفنى الحظ أن تابعت بعضها، خاصة آخرها وهو برنامج العاشرة مساء والذى ظهر فيه مع د.جمال زهران، قال: الشيخة موزة سمعت بوجوده فى قطر، اتصلت به ودعته للعروج على قطر ولو لساعات، فى الدوحة أبدت موزة حزنها الشديد على ما وصلت إليه الأوضاع بين مصر وقطر، وطلبت من سعد الدين ان يبادر بمصالحة بين الشعبين، خاصة أن (على حد قولها ورواية سعد الدين) الكتاب والصحفيين والإعلاميين والسياسيين والمثقفين فى مصر يهاجمون الشعب القطري، وأنها تريد أن تبعد العلاقة بين الشعبين عن الخلافات السياسية الحكومية. د.زهران رفض بشدة ما حمله سعد الدين من عرض، ووجه اتهامات حادة لسعد لأنه قبل أن يكون وسيطا للتصالح مع من يمولون الإرهاب ويحتضنون الإرهابيين فى بلدهم، وأكد له أن هذه المبادرة أو المصالحة هى لعبة صهيونية أمريكية جديدة لشق الصف المصري. بالطبع أتفق مع جميع ما وجهه الصديقان محمد الغيطى ود.زهران من انتقادات إلى د.سعد الدين وإلى ما قالته السيدة موزة، وأضيف إلى جميع ما قيل: د.سعد حكى أن زيارته للدوحة كانت قبل خمسة أيام من إعلان مبادرته، والسؤال: لماذا لم تعلن عن هذه المقابلة والوساطة قبل خمسة أيام؟، لماذا لم تعلن عنها فور عودتك من الدوحة؟، لماذا أعلنت عن المبادرة بعد سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر؟، ولماذا أعلنت بعد اصدار المملكة العربية السعودية مرسوما بأن الإخوان جماعة إرهابية؟. د.سعد الدين أكد أن مبادرته للتوسط بين الشعبين القطرى والمصرى وليس بين الحكومتين، وأنها محاولة لكى يكف الكتاب والإعلاميون والصحفيون والمثقفون عن مهاجمة الشعب القطرى، السؤال الذى نوجهه للدكتور سعد الدين: هل الشيخة موزة تمثل الشعب القطرى الصديق أم تمثل الطبقة الحاكمة؟، يبقى لنا بعض الأسئلة نوجهها للدكتور سعد الدين إبراهيم: ما الهدف الحقيقى من هذه الحدوتة؟، هل تهيئة ضرب المواقف الشريفة للملكة العربية السعودية والامارات والبحرين؟، هل تسعى أن تجعل المعركة خليجية خليجية؟، هل تخطط لقيام مصر بطعن السعودية والإمارات والبحرين من الخلف؟. فرضا أنها تخطط لتوضيح الصورة لدى المثقفين المصريين، وتبصيرهم أن الخلاف بين حكومتين وليس بين شعبين، من الذى سيمول اللقاءات التى تدعو إليها؟، هل مركز ابن خلدون سيتحمل نفقات الجلسات التى ستعقد فى الفنادق الخمس نجوم؟، هل الهدف أن تشترى الشيخة موزة من تستطيع شراءهم من المثقفين والإعلاميين المصريين؟، هل الهدف تحييد النخب المصرية؟ د.سعد الدين يطالب كل من يتهم قطر أو قناة الجزيرة بتقديم مستندات، ما هى مستنداتك أنت يا د.سعد بأن قطر ليست أداة لمخطط صهيونى أمريكي؟، ما هى أدلتك على أن موزة وزوجها ونجلها لا يمولون الإرهاب فى مصر وبعض البلدان العربية؟. د.سعد لو عدت لمداخلاتك فى قناة الجزيرة أو فى القنوات المصرية ستعثر على الدليل الذى تطالب به منتقدى مبادرتك، فقد كنت أنت نفسك قبل لقاء موزة تقدمه، منها قيام مذيع الجزيرة باتهامك بالكذب وأنهى المكالمة معك.