كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية ان تل أبيب وأنقرة تقتربان من توقيع اتفاق مصالحة بينهما، وأن اتصالات تجرى بين الجانبين قد تنضج خلال أيام ، لافتة الى ما ذكرته القناة العاشرة الإسرائيلية عن زيارة قام بها وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية، فريدون سينيرلي، لإسرائيل منذ الأحد الماضي، للتفاوض حول التعويضات التي ستدفعها إسرائيل لعائلات القتلى الأتراك، الذين قتلتهم قواتها الخاصة أثناء اقتحامها سفينة مرمرة عام 2010. واوضحت الصحيفة أن الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إسرائيل وتركيا جرت في إسطنبول مطلع فبراير الماضي، وأن الجانب التركي أبدى مرونة حول قيمة التعويضات المطلوبة ، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن المبلغ الجديد الذي يطالب به الأتراك هو 30 مليون دولار، فيما تبدي تل أبيب استعدادها لدفع 15 مليون دولار فقط وتصر إسرائيل في المقابل على عدم دفع الأموال مباشرة إلى عوائل القتلى والجرحى، بل على إيداعها في صندوق إنساني يجري تحويل الأموال منه إلى العوائل وفقا لمعايير محددة. واكدت الصحيفة أن إسرائيل معنية من خلال إبرام اتفاق التعويضات مع تركيا بتطبيع العلاقات مع تركيا على نحو كامل، وعدم الاكتفاء بالخطوة الشكلية لإعادة السفير التركي إلى تل أبيب، والسفير الإسرائيلي إلى أنقرة. وفي هذا الإطار تطلب إسرائيل استئناف الحوار السياسي بين الحكومتين، وكذلك استئناف اللقاءات بين الوزراء والزيارات المتبادلة وغير ذلك من أوجه التطبيع، كما تتوقع إسرائيل تعهد الجانب التركي عدم العمل ضدها في الهيئات الدولية، ووقف مهاجمتها في وسائل الإعلام المحلية. وكان نائب رئيس الوزراء التركي، بولانت أرينتش، أكد حصول تقدم في المفاوضات مع تل أبيب، وان حكومة بلاده معنية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لافتا إلى أنه في اللحظة التي يجري فيها التوصل إلى اتفاق سيباشر الجانبان تطبيع العلاقات وسيُعين كل منهما سفيرا جديدا لدى الآخر. وأوضح المسئول التركي أن الاتفاق سيُحال بعد توقيعه على البرلمان التركي للموافقة عليه، ثم يتحول إلى قانون ملزم. وفي هذه الحالة، سيلغي القانون الدعاوى المقدمة أمام القضاء التركي ضد ضباط وجنود إسرائيليين متورطين في عملية اقتحام السفينة التركية، كما سيمنع تقديم دعاوى مماثلة في المستقبل. ونقلت الصحيفة عن مراسل الشؤون الإقليمية الاسرائيلية تسفي هارئيل قوله إن المصالح بين إسرائيل وتركيا تفوق المشاعر، و الاتفاق من شأنه أن يضع تركيا أمام جملة استحقاقات، إذ سيتعين عليها أن تفكر كيف سيؤثر استئناف العلاقات مع إسرائيل في حملة بناء العلاقات مع إيران، وإذا كان من الحكمة استئناف العلاقات في وقت تبدو فيه محادثات السلام مع الفلسطينيين على شفير الانهيار، وهل سيكون لاستئناف العلاقات تأثير في إعادة ترميم مكانة أردوغان، الذي ينظر إليه على أنه دفع تركيا نحو العزلة الإقليمية.