هذه رسالة أخاطب فيها بقلب مفتوح المجلس العسكري والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء.. أقول لهم بمنتهي الصدق والحب والشجاعة .. من رجل في الحلقة السابعة من عمره.. ليس هكذا يكون الحكم. فليس من المنطق أن نطبق سياسة (نانسي عجرم) في الطبطبة و(الهشتكة) ونحن نقود بلد قامت فيها ثورة. ليس من المنطق أن نسعي إلي أن نكون محبوبين علي حساب أشياء أخري أكثر أهمية. فالأب قد يضطر لضرب ابنه ليس من باب إيلامه ولكن من منطلق الحرص علي مصالحهم. كذلك الجراح قد يضطر لبتر عضو أو جزء من الجسم ليضمن سلامة المريض ويقوم بعدها ويتعافي. ليس معني التواضع ودخول المطاعم الشعبية والوقوف لمتابعة مصاب بالموتوسيكل أن هذا عين الحق والعدل ونبراس الحكم.. والتسامح فيما لايجب التسامح فيه ليس من حسن الإدارة. ياسادة.. ياكل من يهمه أمر مصر.. خذوا العبرة من حكم محمد علي الذي لم يكن يقرأ ولا يكتب.. وهو الذي نفي محمد كريم الذي كان سببا في توليه الحكم، حتي تستقر الأمور في البلاد. وهو الذي أمر بحبس مشايخ بعض القبائل، التي كانت تهاجم القوافل وتنهبها وتسرقها وهدد القبائل بقتل شيخ من شيوخها مع كل قافلة سيقومون بسرقتها.. فكان هذا هو الردع الذي أعادهم إلي رشدهم، وبحثوا عن عمل شريف فقام محمد علي بتوزيع الأراضي عليهم لزراعتها.. فكان في ذلك حياة شريفة لهم، وأمان للقوافل في نفس الوقت. إن الحكم يتطلب الشدة والحكمة والقرار الحاسم.. أما الطبطبة فلها مجالات أخري لسنا في مقام الحديث عنها.