خصصت اللجنة المُنظمة للدورة الرابعة والعشرين من صالون الشباب والمٌقرر افتتاحها غدا الأحد بقصر الفنون، إحدى قاعاته الرئيسية لعرض مجموعة من أعمال الفنانين الراحلين سعيد العدوى وصالح عبدالصبور تخليدًا وتكريمًا للأثنين من الرموز الفنية التى رحلت فى زهرة شبابها لكن تركا بصمة واضحة وميراثًا إبداعيًا جعل منهما علامات مضيئة فى مسيرة الحركة التشكيلية المصرية، وهو تقليد يُقام للدورة الثانية على التوالى يهدف به قطاع الفنون التشكيلية تسليط الضوء على كل عطاءٍ حقيقى وإبداعٍ أصيل. سعيد محمد محمد رمضان وشهرته سعيد العدوى (1938 – 1973) وُلد بحى بحرى بمحافظة الأسكندرية، تقول عنه د. أمل نصر فى كتاب "الدراسات النقدية" أحد إصدارات قطاع الفنون التشكيلية : "رغم مروره الخاطف بالحياة نرى تجربته تطل علينا من تجارب فنية عدة بعضها يأخذ من تفصلياته ويتكئ عليها ليُقيم تجربة شاملة وبعضها يأخذ منطقه فى توليد العناصر من بعضها البعض وتحويرها وهذا شأن الإبداع الأصيل الذى تتردد أصداؤه عبر السنوات، إن إبداعه مازال يتنفس فى أعمال كثيرة تخلد دون أن تدرى روح سعيد العدوى الزائر العابر للحياة." وكتب عنه أيضًا د. نعيم عطيه فى مجلة "الكاتب عدد نوفمبر1974" : "الحق أن سعيد العدوى كان يتعدى على الدوام الموضوع الذى يرسمه، فقد كان الموضوع مجرد تكأه ليبدأ العمل، مثل المُغنى القدير يبدأ الحفل بطقطوقة صغيرة، ومع تنويعاته وحميته يحيل اللحن الصغير إلى أغنية تملأ الدنيا طولًا وعرضًا، ولقد كان سعيد العدوى ممتازًا حقًا فى التنويعات على اللحن الواحد، وبناء الملاحم التشكيلية..." أحد عشر عامًا هى مشواره الفنى منذ تخرجه عام 1962 فى أول دفعة تخرجت من كلية الفنون الجميلة بالأسكندرية بتقدير أمتياز تخصص حفر وطباعة، وحتى وفاته عام 1973، أقام خلالها معرضًا شخصيًا واحدًا قبل وفاته بثمانية أشهر لكنه شارك بالعديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية بمصر والخارج، وله مقتنيات لدى أفراد ومتاحف ومؤسسات بمصر والخارج أيضًا. أما الفنان الراحل صالح عبدالصبور (1976 – 2013) فيقول عنه الفنان ا.د. صلاح المليجى : "ربطتنى وصالح علاقة صداقة رائعة رغم أنه كان أحد تلامذتي، وخلال عمره القصير شاركنى وشاركته الأحلام والطموحات، بعد رحيله علمت أسباب نشاطه الذى لم يخمل أبدًا حتى لحظاته الأخيرة وكأنه كان يشعر كونه زائر سريع بهذا العالم، فترك لنا تجربة فنية جعلت هذا العمر القصير أكثر إثمارًا وعطاءًا من أضعافه من الأعمار .. وأحب أن أبدأ بما تفرد به "صالح" عن غيره من الفنانين حيث كانت له تجربة خاصة فى طباعة قوالب من الرخام المصرى وهو الوحيد الذى قدم هذا الأداء التقنى فى الطباعة البارزة كما أستخدم أسطح الزنك والخشب المُصنع، وأتسم أداؤه بالجرأة فى التناول فى مجمل أعماله وبأسلوب تجريدى وتجريبى عالى المستوى.. كما كانت له تجارب متميزة رغم قلتها فى مجال التصوير، وتجربة أخرى فى كتاب الفنان، وكانت له أيضًا أفكار فى الفيديو آرت حصل بها على جائزة صالون الشباب، بالإضافة إلى تصميمه لكثير من المطبوعات وأغلفة الكتب والكتالوجات ... كما أشار "المليجى" إلى جانب مضىء أخر فى حياة "صالح" وهو الدور المهم الذى لعبته مؤسسته الخاصة "آرت زوون" التى قدم من خلالها كثير من المواهب والأسماء تُشارك الآن فى الحركة التشكيلية المصرية بل ومنها من يُشارك فى صالون الشباب هذا العام. وأختتم حديثه بقوله .. رحل شابًا تاركًا ذكرى جميلة فى القلوب وكأنه أدى دوره ورسالته كما يجب."