إحنا ضحية الفقر والجوع .. تركنا منازلنا للبحث عن لقمة العيش ولم نكن نعرف ان مصيرنا هو التشرد والنوم على الأرصفة أو الوقوع فى أيدى الشرطة.. بهذه الكلمات تحدثت مجموعة من الأطفال الذين ساقهم حظهم العاثر للتسول فى الشوارع و الوقوع فى فخ من لا يرحم من الخارجين على القانون لاستغلالهم فى التسول والاعتداء على طفولتهم لإجبارهم على الخضوع لهم وعدم التفكير فى العودة الى منازلهم. «الوفد» تقابلت مع بعض الضحايا بعد القبض عليهم وإيداعهم دور الأحداث.. بداية يقول محمود سعيد عبدالواحد، 13 عام، عندى 7 أشقاء ووالدى على باب الله لا يقدر على توفير العيش الحاف للأسرة، فقررت ترك منزل أسرتى بشبرا الخيمة و البحث عن اى عمل فى القاهرة لتوفير لقمة العيش. ويصمت محمود للحظات وكأنه يستعيد ما حدث له فى الشارع ويتابع لفيت كتير وتعبت من البحث عن أى عمل لصغر سنى نمت فى الشارع وكنت آكل من أكياس الزبالة وفى أحد الأيام تعرفت على شخص يدعى إبراهيم بدوى عفيفى كانوا ينادونه «عم جيكا»، راجل كبير عرض على العمل معه فى جمع علب الكانز وبيعها وافقت فى الحال، لم أكن وحدى كان معى مجموعة من الاطفال ولكنى فوجئت فى أحد الأيام به وهو يتحرش بى ويحاول الاعتداء على جنسيا قاومته كثيرا إلا انه نجح فى النهاية فى النيل منى وعلمت فيما بعد انه يقوم بذلك لإجبارى على العمل معه واستمر الحال على ذلك حتى تم القبض علينا وجئت إلى دار الرعاية. وبعينين زائغتين قال إبراهيم منصور الأنصارى 14 عاما: أنا من الاسكندرية تركت أهلى وجئت الى القاهرة من حوالى عامين ولا أعرف عنهم شيئاً لم أكن أعرف ان هذا المصير ينتظرنى، كنت أنام بمحطة مترو الأوبرا وهناك تعرفت على «جيكا» كان معه مجموعة من الأطفال مثلى علمنا جمع علب الكانز ليقوم ببيعها وكان لا يعطينى أى فلوس. ومضى إبراهيم قائلاً: بعد اللف طول النهار لجمع البضائع يحضر لنا «جيكا» طبق كشرى أو سندوتش فول ليسد به جوعنا والمصيبة الأكبر انه يقوم بالاعتداء علينا جنسيا بعد تهديدنا إن لم نخضع لرغباته سيقوم بتقطيعنا «بموس الحلاقة» وكنا نخضع له خوفا منه وكان يكرر ذلك كل فترة.. إحنا ضحية الفقر والجوع والمجتمع لم يرحمنا.. كنت أتمنى ان أعيش مثل باقى الأطفال فى سنى ألعب وأجرى وأعيش لكن ربنا خلقنا فقر هنعمل إيه فى حكمه. وتضيف شيماء رضا عبدالحميد 14 عاما كنت اعمل بائعة مناديل لأساعد أمى فى تربية إخوتى الصغار وفى أحد الأيام تعرفت على إسلام سمير مهنى 19 عاما واحمد صلاح حامد 18 عاما بائعين خردة واستدرجانى إلى شارع البستان وأعطيانى قرصين من الترامادول المخدر على أنها أقراص فيتامينات ورحت فى عالم تانى واعتديا على وهتكا عرضى ومن بعدها لم أعد أستطيع العودة إلى المنزل مرة أخرى وأعتادا على ممارسة الفحشاء معى إلى ان تم القبض علينا، وتتابع شيماء والدموع تنهمر من عينيها تم وضعى فى دار رعاية الأحداث ومش عارفة أقابل أهلى إزاى بعد اللى حصل حسبى الله ونعم الوكيل إحنا عملنا إيه فى حياتنا علشان نتعذب بالشكل ده فقر وجوع وحبس كمان. ويقول اللواء بهاء الدين حسين، مدير الادارة العامة لمباحث الأحداث ان الإدارة قامت بعمل حملة مكبرة لضبط مستغلى الأحداث من الذكور والفتيات القاصرات جنسيا وهتك عرضهن بالقوة و الحصول على أموالهن من التسول والأعمال الأخرى وتم ضبط تشكيلين من المسجلين خطر الذين يقومون بهتك عرض القاصرات وأطفال الشوارع بالقوة واعترف الجناة بجريمتهم بقصد إرهاب ضحاياهم وإجبارهم على عدم العودة لذويهم واستغلالهم لحالة ضعفهم وقلة حيلتهم مما يمثل ارتكابهم لجريمة الاتجار بالبشر وبالكشف عليهم تبين انهم مسجلون خطر ولهم العديد من القضايا. وأضاف اللواء بهاء الدين انه تم ضبط عاطلين وهما هاني عيد عدلي حنس وشهرته «أوشو» 26 عاما ومقيم دائرة قسم شرطة حلوان والسابق اتهامه في القضية رقم 959 لسنة 2012م السيدة زينب «مخدرات»، محمد عبد النبي عبد العال وشهرته «أحمد الدولي» 33 عاما ومقيم بدائرة قسم شرطة السيدة زينب لاستقطابهما أطفال الشوارع الهاربين من ذويهم وإيوائهم بحجرة مستأجرة بأحد العقارات بشارع الفتح بدائرة قسم شرطة دار السلام والتعدي عليهم جنسيا مما يمثل جريمة اتجار بالبشر حيث تم ضبط 5 أطفال بالحجرة المشار إليها وتم إيداعهم دار الأحداث.