دشن مجموعة من الصحفيين الشباب صفحة علي الفيس بوك تحت اسم "دعوة للتفاؤل...مصر أجمل بعد الثورة" بهدف نشر الأخبار المبشرة بالخير لمصر بعد الثورة. وأكد مدشنو الجروب أن هناك من يكرس لنشر الأخبار المحبطة بعد الثورة حتي يصاب الشعب بالإحباط وهذا يدفع للهدم وليس للبناء . لذلك قرروا تنقية تلك الأخبار واختيار ما يدعو للتفاؤل والأمل الذي يعتبر سر نجاح ثورة 25 يناير التي أحيت الأمل في تغيير مصر، بعد أن حققت أول نجاحاتها بتنحي مبارك عن الحكم بعد 30 عاما في السلطة يوم 11 فبراير- وتسليمها إلى الجيش. وتلى ذلك حل البرلمان بمجلسي الشعب والشورى وتعيين حكومة تسيير أعمال جديدة يحظى رئيسها عصام شرف بقبول في الشارع وإجراء استفتاء على تعديلات دستورية وحل الحزب الوطني الحاكم. وأوضح الصحفي محمود عبد الله الباز مؤسس الصفحة أن كل إنجازات الثورة تدعو للتفاؤل، واستشهد ببعض آراء السياسين والمفكرين في أقوالهم عن الثورة، حيث قال حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية والناشط السياسي البارز: "أهم إنجازات الثورة هي سقوط رأس النظام وتقديمه للمحاكمة موضحا أنه لم يكن أحد يتوقع أن يقدم الرئيس ورموز نظامه للمحاكمة." مضيفا أن من نتائج الثورة كذلك "كشف كل هذا الكم الهائل من الفساد الذي يؤكد أن الثورة كانت حتمية وأن البلاد كانت ذاهبة إلى مصير مقلق جدا." وقال أيمن نور، مؤسس حزب الغد والمرشح الرئاسي المحتمل: "أهم النجاحات هي بداية تفكيك منظومة الفساد الضخمة التي حكمت مصر 30 سنة، وقضت محكمة مصرية يوم الخميس بالسجن لمدة 12 عاما على حبيب العادلي، وزير الداخلية في عهد مبارك، عن تهمتي التربح وغسل الأموال وتغريمه نحو 14 مليون جنيه (2.4 مليون دولار) ورد ومصادرة أكثر من تسعة ملايين جنيه أخرى. وهو أول مسؤول في حكومة مبارك يصدر عليه حكم في قضية فساد. ولكن يرى المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح أن أبرز إنجازات الثورة التي كان من بين أسباب نجاحها اعتصام شارك فيه مئات آلالاف واستمر 18 يوما في ميدان التحرير بوسط القاهرة وتجمعات حاشدة أخرى في عدد من المحافظات ما كسر حاجز الخوف لدى المصريين من مواجهة السلطة السياسية، وأضاف: ساهمت الثورة كذلك في عودة الحريات الشخصية والكرامة الإنسانية. وعانى دور مصر الاقليمي ومؤسستها الدبلوماسية من انكماش وتراجع ملحوظ في السنوات الأخيرة لكنها تمكنت من استعادة قدر من عافيتها وإحراز عدة نجاحات بعد الثورة. وأشارت صفحة دعوة للتفاؤل إلى أن مصر نجحت في إنهاء حالة الانقسام بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين بعد أربع سنوات من عدم قدرتها على تحقيق المصالحة بين الجانبين في عهد النظام السابق، وأجريت مراسم الاحتفال بتوقيع اتفاق المصالحة بين الحركتين وباقي الفصائل الفلسطينية في القاهرة يوم الأربعاء الماضي الذي وافق اليوم المائة لانطلاق الثورة. وأضافت الصفحة خبراً آخر يدعو للتفاؤل بإعلان أثيوبيا مؤخراً عن تأجيل التوقيع على الاتفاقية الإطارية الجديدة الخاصة بتوزيع مياه النيل، والتي ترى مصر أنها قد تضر بحصتها وذلك بعد زيارة قام بها وفد دبلوماسي شعبي مصري لأديس أبابا بهدف فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. كما قطعت الدبلوماسية المصرية خطوات إلى الأمام على صعيد العلاقات مع إيران ودول الخليج وأفريقيا. وقال نافعة في هذا الشأن "إن ما جرى في الخارجية المصرية تغيير حقيقي وطبيعي ومنطقي وليس تغييرا تكتيكيا بسبب انتهاء مشروع التوريث. فقد أصبحت المصالح الوطنية وليس مصالح النظام والتمهيد للتوريث هي المحور الذي تقوم عليه الخارجية في الوقت الراهن.