ما بين الدموع والغضب والخوف من المستقبل المقبل، جر أقدامه واحدة خلف الأخرى وهو متردد ليحكي قصة نجل شقيقته الذى تجرد والده من كل مشاعر الأبوة، وتحجر قلبه إلى درجة أنه لم يعد يستطيع إيقاف مشاعره الخاطئة تجاه والده ليتفنن فى أساليب تعذيبه كيا بالنيران وضربا بالأحزمة والكرباج، ليصل فى النهاية الطفل إلى حالة مآساوية، ألم نفسى وعصبى أكبر بكثير من الألم الجسدي. جروح كثيرة أصابت جسد الطفل بعد تعمد والده إيذائه بكافة السبل ولأتفه الأسباب حتى ضاق الذرع بوالدته المطلقة، وقررت أن تسترجع نجلها قبل أن تسترجعه جثة من يد والده. عبد الفتاح أحمد الحفناوى، اسم الطفل الذى ذاق مرارة التعذيب على يد والده كيا بالنار إلى أن أصبح جسده مشوها، وامتلك عددا من الندوب والعاهات المستديمة، انفصلت والدته عن والده منذ فترة، وحكمت المحكمة بضم حضانة الطفل إلى والده الذى لم يراعِ كيف تكون الأبوة، فقام مرات عديدة بضربه أمام الأهالي فى الشارع وقام بالاعتداء علية داخل المنزل. المرة الأخيرة والتي كانت الساعة تتراوح فيها إلى التاسعة والتاسعة والنصف من أحد أيام الثلاثاء حيث يكون “السوق”، استيقظ الأب منزعجا بعد مرور الوقت دون إيقاظه، وجد ابنه ملقى بجواره نائما هو الآخر، نسى أن يستيقظ ليوقظ والده ليذهب إلى عمله كبائع ملابس فى السوق. جلس الحفناوي يفرك عينيه من آثار النوم، والغضب يسيطر على جسده، إلى أن قرر أن يخرج الغضب بالكامل بأن يضرب الطفل بقسوة، متناسيا العلاقة الأسرية بينه وبين نجله، ليصل الأمر إلى حد الحروق الجسدية الكبيرة والآثار النفسية التي أحدثها التعذيب. هرب الطفل إلى والدته فى قرية مجاورة من أجل أن يحصل منها على الحنان الذى افتقده فى حضن والده، فما أن رأت آثار التعذيب على جسده، حتى قررت أن تحتفظ بالطفل، وقامت بتحرير محضر ضد طليقها تتهمه فيها بتعذيب نجلها وإحداث عاهات مستديمة فى جسده، إلى أن طليقها هددها هي وأسرتها بالقتل، لكنها لم تعبأ بتهديداته، وتوجهت إلى قسم الشرطة. الأب أقر فى المحضر رقم 31\334 جنايات مركز شبين الكوم أنه أحدث الاصابات فى نجله بهدف تأديبه وتعليمه كيف تكون الحياة، مضيفا أنه كولي أمر الطفل من حقه أن يقوم بتربيته كما يرى.