يشعر ما يقرب من 70 ألف قزم على مستوى مصر بالعزلة عن المجتمع لعدم اعتراف الدولة بحقوقهم فى العيش حياة كريمة, وقد رصدت الوفد معاناة الأقزام ومشكلاتهم والقضية المقدمة منهم ضد الدولة للحصول على حقوقهم وتمثيلهم فى البرلمان. وقد تقدم عصام شحاتة عوض الله بصفته رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأقزام ومقرها الأسكندرية برفع دعوة قضائية جديدة ضد رئيس الجمهورية بصفته، ورئيس مجلس الوزراء بصفته، ووزير الشئون الاجتماعية بصفته، ووزير العدل، ووزير التضامن الاجتماعى رقم 67638لسنة 67ق؛ لطلب إقرار نصوص قانونية تراعى حالات الأقزام الجسمنية بصفتهم قصار القامة؛ مما يؤدى إلى حصول مشكلات خاصة بهم وأصبحوا فئة مهمشة من المجتمع سوء من المسئوالين من أصحاب القطاع العام والخاص، وبطلب تمثلهم فى المجالس النيابية لأحد منهم؛ لأنه هو الأقدر على إثارة مشكلاتهم والحلول باعتبار أن عددهم يمثل ما يقرب من 80 ألف قزم، ولهم حقوق مثل باقى المواطنين بنص الدستور؛ ولكن الواقع أنهم غير مشغولين بأى حقوق من قبل الدولة؛ لذلك تطلب الدعوة تفعيل المساواة التى ينص عليها الدستور والقوانين دون استثناء. وقال المحامى الذى أقام الدعوى لطفى جيد إبراهيم:" إنه محدد لنظرها أمام الدائرة الأولى قضاء إدارى بمجلس الدولة، ولم يتحدد لنظرها جلسة بعد". وأضاف أنه قد أقام دعوى سابقة برقم 21763 لسنة 67 ق، وكانت قد قررت محكمة القضاء الإدارى تأجيلها إلى 19 نوفمبر القادم, وطالبت بضم الدعوة الجديدة للحكم فيهما معًا لوحدة الخصوم والموضوع. وأكد فؤاد مصطفى إسماعيل - 32 سنة - أنه يعانى من تهميش المجتمع له، وأنه لم يستطع الحصول على عمل حكومى أو خاص؛ بسبب أن هذه الجهات تطلب شهادة 5% والدولة لم تمنح الأقزام هذه الشهادة لهذا رفع الأقزام قضية على ممثلى الدولة؛ للحصول على حقوقهم، وأضاف فؤاد: لقد أحببت إحدى الفتيات من الأقزام، وتم عقد قراننا وسوف نتزوج خلال عيد الأضحى ومن أجل أن يتم زوجنا أقوم ببيع السمك لكى أستطيع الحصول على المال من أجل بناء بيت لأسرتى", وطالب سرعة البت فى مطالب الأقزام، حيث إنهم مواطنون مصريون، ومن حق الحياة الكريمة, وأشار إلى أن الأهالى لابد وأن يعلموا أبناءهم بأن القزم إنسان عادي مثله مثل غيره. وأضاف جمال رمضان سليمان - 36 سنة -: أحمد الله على ما خلقنى عليه، ولكنى أبحث عن عمل حتى الآن، ولم أجد، فلقد عملت عند نجار، ولكن بسبب أصابع يدى الصغيرة كنت لا أملك الإمساك بالأخشاب والأدوات؛ فتركت العمل وبدأت أبحث ولكن أصحاب الأعمال يرفضون أن يساعدونى؛ إلا أني عملت فى مقهى ظل الزبائن يسخرون من قماتى القصيرة، إلى أن أصبت نفسيًا بالإحباط، فالمجتمع لا يشعر بنا, وطالب جمال توفير سيارات خاصة, وأن يقوم رجال الأعمال بتوفير أعمال تتناسب مع تكوينهم الجسمانى, والمساعدة فى فتح مقرات جديدة لجمعية الأقزام على مستوى الجمهورية لاحتواء مشكلاتهم ولتقليل الإحساس لديهم بالتهميش المجتمعى". وأشارت نسمة خميس محمد -27 سنة - لقد عنيت كثيرًا بعد وفاة أمى وأبى، ولم أستطع العمل بسبب إصابتى بمرض الغضروف, ويقوم أخى 20 عامًا بالإنفاق علي وعلى علاجى، حيث إنه يعمل سائق توك توك، وهو ولد طبيعى، وليس قزم مثلى؛ لذلك يستطيع العمل فى أكثر من مجال, وطالبت نسمة بتأمين صحى للأقزام لرعايتهم وحمايتهم من الأمراض التى تفتك بأجسادهم، ولا يستطيعون الإنفاق على مصاريف العلاج الذى أصبح باهض الثمن، ومنح معاش للمصابين منهم بالعجز. وقالت عايدة محمود - 36 سنة -: أنا أشعر بالسعادة رغم كل ما يحيط بى من ألم فى التعامل مع الناس فهم لا ينظرون لنا نظرات رأفة ولا شفقة ولكنهم ينظرون نظرات استهزاء, رغم أننا أناس مثلهم ولنا حقوق ولكن لإنها مهدورة فأصبح الأقزام مهمشين فقط، ومحل سخرية من الآخرين رغم أنا المعظم منا حاصل على مؤهلات عليا وله مكانته, وأضافت: أنا أعيش مع شقيقتى بمفردنا وهى تعمل مشرفة فى مدرسة وتنفق علي, وطالبت بمنح الأقزام فرص عمل حج وعمرة على نفقة الدولة لغير القادرين منهم، وأن يعاملهم المواطنون على أنهم أناس عاديين لهم أفكارهم ومشاعرهم التى تتألم عندما يُنظر إليهم نظرات بطريقة سخرية.