مرت أمس الذكري العشرون لرحيل موسيقار فذ بكل المقاييس وهو المبدع بليغ حمدي أحد أبرز الملحنين في القرن العشرين بالقطع مع عبدالوهاب والسنباطي والموجي وكمال الطويل. ترك بليغ حمدي مئات الروائع الغنائية لعشرات المطربين والمطربات، حيث تلقفته كوكب الشرق أم كلثوم للتلحين لها وهو لم يتعد الخامسة والعشرين من عمره. ليبدع لها رائعة «حب إيه» كلمات الشاعر الراحل عبدالوهاب محمد. احتار الملايين في الموهبة الفذة لبليغ حمدي وقدرته الرهيبة علي التنوع يبكيك حين تسمع «عدي النهار» وترقص فرحاً حينما تسمع «جانا الهوي»، وإغراق في الشعبية حين تسمع «عدوية» و«علي حسب وداد» و«التوبة» و«الرقة» والعذوبة في عاطفة الأمومة في: «بوسة علي الخد» لوردة، وعشق مصر في رائعة شادية «يا حبيبتي يا مصر»، وفرحة النصر في «عاش اللي قال» «والربابة» والشعور بالغربة «حبيبي يا متغرب»، و«بلاش تفارق»، كما قلنا بليغ ملحن فذ ونحاول أن نستعرض بعض ما أبدع هذا الفنان الخالد حيث لحن بليغ لكوكب الشرق العديد من الروائع حققت جميعها نجاحاً كبيرا بل كانت نقلة نوعية في مشوارها الغنائي العريض، منها «بعيد عنك، ظلمنا الحب وكل ليلة وكل يوم وسيرة الحب، وفات الميعاد، ألف ليلة وليلة، والحب كله، وأنساك»، وأخيراً «حكم علينا الهوي». ولحن لعبدالحليم حافظ عشرات الروائع كانت البداية «تخونوه» 1957. ومجموعة الأغاني الشعبية «علي حسب وداد، والتوبة وجانا الهوي، سواح». والأغاني العاطفية «أعز الناس» «الهوي هوايا»، والكلاسيكيات الطويلة في روائع «زي الهوي، موعود، مداح القمر، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، حبيبتي من تكون». والأغاني الوطنية: «موال النهار، البندقية اتكلمت، المسيح، عاش اللي قال» وبالطبع جميع هذه الأغنيات المتنوعة حققت نجاحاً أسطورياً. ومع رفيقة عمره وردة أبدع لها عشرات الروائع: «العيون السود، بلاش تفارق، حكايتي مع الزمان، وحشتوني، ولو سألوك، والربابة، بوسة علي الخد، آه لو قابلتك من زمان، ولاد الحلال، حنين، اسمعوني، ومالوا»، وأخيراً «بودعك» في رسالة واضحة لنهاية العلاقة نستطيع القول ان بليغ لحن للجميع أبرز وأنجح أغانيهم حيث لحن لنجاة الصغيرة «في وسط الطريق، سكة العاشقين، أنا بستناك»، ولحن لشادية «يا حبيبي يا مصر» إحدي أشهر الأغاني الوطنية علي الإطلاق. ولا ننسي اكتشافه لموهبة المطربة الرائعة عفاف راضي، ولحن لها عشرات الأغنيات منها: «وحدي قاعدة في البيت» «ردوا السلام» «كله في المواني» «عيني علي الغربة». ولحن لمحمد العزبي أشهر أغانيه: «عيون بهية» ولحن لكروان الشرق فايزة أحمد أعذب أغانيها: «حبيبي يا متغرب» ولحن لمحرم فؤاد «سلامات، يا حبايب، يا غزال إسكندراني، أدي حالك يا هوي». ولحن لصباح «عاشقة وغلبانة، حب الدنيا، قابلت كتير، يانا يانا». وكان لبليغ حمدي الفضل في اكتشاف المطربة السورية ميادة الحناوي في بداية الثمانينات، ولحن لها أشهر وأنجح أغانيها: «الحب اللي كان» والتي كتبها أيضاً «وفاتت سنة، وحبينا واتحبينا وأنا بعشقك». ولا ننسي روائعه مع محمد رشدي «عدوية، وميتة أشوفك وع الرملة». كان بليغ حمدي يذوب عشقاً في مصر ولا ننسي موقفه الوطني الرائع في حرب أكتوبر 1973، وأصر علي دخول الإذاعة رغم ظروف الحرب وقدم في حب مصر مجاناً العديد من الأغاني الوطنية التي عبرت عن النصر «نشيد باسم الله الذي لحنه يوم 6 أكتوبر 73». وعبرنا الهزيمة وأنا علي الربابة، وعاش اللي قال وغيرها. تعرض بليغ حمدي لأزمة عنيفة عام 1984 اضطر علي أثرها لمغادرة مصر، والعيش في باريس بعيدا عن الأحباب ويرحل متأثراً بمرض الكبد يوم 12 سبتمبر 1993، تاركاً كنزاً من أعذب وأروع الأغنيات تتدارسها الأجيال المتعاقبة. بليغ حمدي كان موسيقاراً سابقاً لعصره وغزير العطاء والإبداع والشجن ألحانه كانت خير تعبير عن المشاعر الرقيقة، رحم الله الموسيقار الفذ بليغ حمدي. تابع مواضيع ذات صلة: محطات في حياة "بليغ حمدي" قالوا عن بليغ حمدي "أمل مصر في الموسيقي" "البليغ" حدوتة الغناء العربي