إثر إعلان شركات السفر والسياحة في شمال أوروبا الإثنين عن قرارها تعليق الرحلات إلى مصر في الفترة المتبقية من هذا العام؛ بسبب استمرار الاضطرابات في البلاد، عبر خبراء ومسؤولون مصريون عن غضبهم، مطالبين بإغلاق مكتب الجزيرة في مصر، مؤكدين أن القناة تبث صورًا توضح أن هناك مذابح في مصر متعمدة من الجيش والشرطة، على خلاف الحقيقة. واعتبر الخبير السياحي"السيد العاصي" أن تصريحات الإخوان بالقيام بمظاهرات، وتوقع حدوث عمليات تخريبية في الأيام القادمة، سوف يلقي بظلاله على الحجوزات المستقبلية للسياحة سواء من جانب السياحة الداخلية أوالخارجية. وكانت بعض شركات سفر إلى مصر، بما فيها منتجعات البحر الأحمر، قد أجلت الرحلات حتى منتصف أكتوبر. ونصحت وزارات الخارجية في الدانمارك وفنلندا والنرويج والسويد رعاياها بتجنب السفر"غير الضروري" إلى مصر. ويأتي هذا التدهور رغم الجهود المبذولة من جانب المسؤولين عن صناعة السياحة في مصر، وعلى رأسهم وزير السياحة هشام زعزوع الذي أكد أهمية توضيح الصورة الحقيقية في مصر؛ لإن هناك صورة سلبية نقلتها بعض وسائل الإعلام عن مصر أثرت على حركة السياحة. وتتواصل الجهود لتجاوز الأزمة عبر اتصالات واجتماعات وأوراق عمل تضع رؤية جديدة أو ما يشبه خارطة طريق لاستعادة التدفقات السياحية. وتتضمن الجهود عددًا من المحاور التي يجري العمل على تنفيذها وفي مقدمتها تسيير قوافل سياحية إلى البلدان الأوروبية، والعمل على استكمال عدد من مشروعات برنامج التنمية الشاملة للأقصر التي جرى وضعها بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وفي مقدمتها استكمال مشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر بطول 2700 متر ويهدف إلى تحويل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم. وتخطط وزارة السياحة إلى إشراك مصر للطيران، وشركات السياحة المملوكة للدولة، مصر للسياحة والكرنك، في مبادرة الوزارة بتنشيط السياحة المحلية، التي أطلقتها الوزارة منذ أيام تحت عنوان "مصر في قلوبنا" لمساندة القطاع. وسوف يتم الإعلان عن أسعار البرامج السياحية المختلفة التي تقدمها الشركات من خلال هذه المبادرة، وإجمالي الدعم الذي ستقدمه الهيئة بعد اجتماع مرتقب لوزراء الطيران، والسياحة، وشركة مصر للطيران. وكانت وزارة السياحة في أغسطس 2011 قد أعلنت عن مبادرة "كلنا ح نشوف مصر" لمساندة القطاع بعد تراجع أعداد السائحين مع ثورة يناير، وكانت المبادرة تعتمد على عرض الرحلة الشاملة، التي تعطي ميزة للمشترك بإمكانية تقسيط مصروفات الرحلة من خلال البنك الأهلي. وقال محمد عثمان الخبير السياحي ونائب رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة في الأقصر:" إن خطة الأقصر لاستعادة مكانتها السياحية وما فقدته من تدفقات سياحية تتضمن تشكيل لجنة أزمة لإدارة، وتنفيذ خطط معالجة التراجع السياحي، وإعادة تشكيل الهيئة المحلية للتنمية السياحية في المحافظة، وتفعيل اتفاقيات التآخي الموقعة بين الأقصر، وعدد كبير من المدن العالمية والاستفادة منها في الترويج السياحي للأقصر بتلك المدن والعمل على إحياء اتفاقية تسيير خط طيران مباشر بين الأقصر واليابان". وأشار عثمان إلى وضع خطة عمل لإحياء ما سبق إقراره من أجندة سياحية وثقافية لتكون الأقصر محط أنظار سياح العالم، ووسائل الإعلام المختلفة على مدار العام لما لذلك من أثر إيجابي على الحركة السياحية الوافدة إلى المحافظة، وتقديم الدعم اللازم لإقامة مهرجان الأقصر للسينما المصرية – الأوروبية، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والعمل على إحياء مشروع تقديم عروض لأوبرا الناي الساحر للموسيقار العالمي موتسار. ولفت إلى إقامة مزيد من المهرجانات الثقافية والفنية على أجندة الأقصر السياحية بهدف زيادة أعداد الليالي التي يقضيها السياح بين ربوعها وفي مقدمة تلك المهرجانات العرض الفني"فجر ضمير العالم" إلى جانب دراسة إقامة مهرجان آخر في ساحة معبد الملكة حتشبسوت تحت عنوان: "رنة الخلخال" الذي يحكي كيف عرف المصري القديم فن التعبير بالجسد منذ آلاف السنين وكيف عبر بحركة الجسد عن أشد حالات الحزن والفرح كما صورته المشاهد المنقوشة على المقابر للرقصات الجنائزية ومشاهد أفراح الزواج وبهجة الأعياد، وذلك على غرار العديد من المهرجانات المماثلة في شرق أوروبا. فيما قالت الخبيرة السياحية المصرية نجوى البارون:" إن الخطة لتجاوز الأزمة تتضمن تسيير قوافل شعبية مصرية إلى عواصم ومدن أوروبا، وإلى مختلف الأسواق السياحية تحت شعار"أهلاً بكم في مصر مرة أخرى"؛ بهدف الاحتكاك المباشر مع مواطني تلك العواصم والمدن وفتح حوار معهم حول مصر، ورؤيتهم لما يجري على أرضها من تطورات في إطار التحول الديمقراطي وطمأنتهم على أمنها وأمانها؛ من أجل عودة التدفقات السياحية إلى معدلاتها التي كانت عليها في السابق".