أجمع الخبراء العسكريون علي أن مصر قادرة علي اجتياز الأزمة التي تمر بها الآن والقضاء علي أعمال العنف والإرهاب التي ترتكبها جماعة الإخوان وأن الضغوط الخارجية لن تقف عائقا أمام مستقبل بلادنا، فمصر دولة ذات سيادة وإن كانت تمر بمحنة حاليا إلا أنها لن ترضخ لأحد وأكدوا أن قوة الشعب المصري في توحد صفوفه ووقوفه يدا واحدة فالشرطة والجيش قادران علي حسم المعركة، ولن يقبلا بتدمير البلاد، فالدولة لن ترجع أمام العنف وإن كل ما يحدث من أعمال تخريب وإرهاب لن يستمر طويلا. اللواء سيد الجابري، المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي يقول: لا شك أن الدولة المصرية بجيشها وشرطتها قادرة علي مواجهة العنف سواء في سيناء أو داخل البلاد فالجيش المصري أدار معركة من أهم المعارك حارب من خلالها بؤرا إرهابية في سيناء وحرب عصابات في العريش وأنفاقا هنا وهناك فضلا عن معركته الداخلية ضد الإرهاب، وأضاف: سنتجاوز المحنة لأن مصر دولة عظيمة ولدينا خطوط دفاع كثيرة ولن نرضخ لأي ضغوط خارجية فمصر دولة ذات سيادة وشعبها أسس ديمقراطية سبق بها شعوب العالم وأثبت أن مصر قادرة علي إحداث نقلات حضارية وأيا كانت الضغوط الأمريكية فلن نستجيب لها فإذا اعتقد الرئيس أوباما أنه يمكنه إملاء إرادته علي مصر فهو «واهم» وسيقع من علي كرسي الرئاسة فحربنا علي الإرهاب ستنتصر باستخدام العلم وبقوتنا في توحيد صفوفنا يدا واحدة كما انتصرنا علي الإرهاب من قبل، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي قمع الإخوان، وعندما تطور الإرهاب في التسعينيات وحدثت موجة من الاغتيالات والتفجيرات مثل تفجيرات الحسين والأتوبيسات السياحية وبعض المنشآت كان النظام وقتها قويا واستطاع أن يوسع دائرة الاشتباه علي العناصر المتطرفة ويقوض منابع الإرهاب. ويواصل قائلا: أما الآن فقد ظهر الإرهاب بصورة أكبر تمثل في جماعات منظمة تقوم بحرق البلاد يتم مواجهتها بالسلمية لأن الدم عندنا غال وسوف نتغلب علي أي عنف قد يظهر في مصر وقد لاحظنا أن الإرهاب بدأ ينحسر علي مستوي الجمهورية وبدأ المواطنون ينقلبون علي الإخوان ووقف الجميع يدا واحدة ضد العنف. اللواء عادل العبودي الخبير الاستراتيجي يقول: عندما قامت ثورة كان مخطط الإخوان هو كسر عزيمة رجال الشرطة الذين كانوا يتتبعونهم ويضعونهم بالسجون ثم خلت الساحة للإخوان الإرهابيين لكي يسيطروا علي البلاد فقد سعوا لحكم مصر، من أجل تحقيق حكم الخلافة وقد كان لابد من مواجهتهم بعنف بعد ثورة يناير لكن وقتها حدث تهاون من قبل المجلس العسكري في التعامل معهم فمنحهم الفرصة رغم كونهم قتلة ومجرمين وكان يجب التعامل معهم بالقانون لكن مع الأسف ازدادت شوكتهم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي فتسلحوا بمختلف الأسلحة ودخلت البلاد عناصر إجرامية من حماس لكن العنف الذي ارتكبوه بعد فض الاعتصام لن يستمر طويلا فقد اعتقدت الجماعة أن الجيش ليس لديه القدرة علي مقاومتهم لكن الجيش والشرطة أثبتا خلال الأيام الماضية قدرتهما علي مواجهة العنف والإرهاب وكل من يعبث بأمن مصر فنحن لدينا شرطة مسلحة علي أعلي مستوي وجيشنا قوي وسادس الجيوش في العالم ولا يجب أن نهتم بأي ضغوط خارجية كما حدث في اليمن وليبيا وسوريا الذين لم يهتموا بتعليمات مجلس الأمن وتهديداته بتعليق العضوية لأن الفريق عبدالفتاح السيسي عندما خلع الرئيس مرسي قضي علي المخطط الأمريكي لتقسيم مصر واقتطاع مساحة من الأراضي المصرية في سيناء لحماس والفلسطينيين لذا ازدادت الضغوط الأمريكية من قبل الرئيس باراك أوباما لكن الشعب المصري قادر بالفعل علي عمل أي شيء من أجل مصلحة بلاده ولن يرضخ لأي ضغوط خارجية خاصة بعد مبادرة العاهل السعودي وتأييده لمصر وما بادرت به الإمارات من تهديدات بسحب استثماراتها من أمريكا اذا تدخلت في شئون مصر. كما لابد ألا نهتم بتلك الضغوط وأن نضع يدنا في يد روسيا والصين وسوف تواجه من العنف والإرهاب بكل قوة فلأول مرة تكون لمصر إرادة حرة فما تقبل عليه الجماعة من عمليات إرهابية وتخريب للبلاد لن يستمر طويلا، لأنه سيعجل بنهايتهم في أقرب وقت خاصة بعد أن تم القبض علي المجموعة المحرضة علي العنف من قياداتهم والمسئولين عن إعطاء الأوامر. اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي يقول: هناك فرق بين الدولة والحكومة فأما الدولة قادرة بالفعل علي وقف العنف أما الحكومة فلن تستطيع فعل ذلك وحدها هذا الأمر يتوقف علي مدي قدرة الدولة في إدارة شئون البلاد حيث تحتاج لمزيد من التماسك والوقوف يدا واحدة فنحن قادرون علي وقف العنف بتوحيد صفوفنا، فقدرتنا أكبر من أي ضغوط خارجية، ونحتاج الي الحسم في اتخاذ القرارات وقدرة تنظيمية وتوجيهية عالية مثلما حدث في عهد الزعيم جمال عبدالناصر الذي كان له أثر كبير في إنهاء عنف هذه الجماعة ومصر الآن توحد صفوفها وقادرة علي تجاوز الأزمة.