إنَّ الله رحيمٌ بعباده ولطيفٌ بهم؛ حيث جعل لهم من التطوع ما يُماثل الفرائض؛ وذلك زيادةً في الأجر والثواب للعالمين. فقد تكمل الفرائض من النوافل يوم القيامة، فهناك أيام يُستحب صيامها وهي:" صيام ستة من شوال - صيام يوم عرفة لغير الحاج - صيام يوم عاشوراء - صوم الإثنين والخميس من كل أسبوع - صيام ثلاثة أيام من كل شهر - صيام تسع ذي الحجة"؛ ولكن هناك ما يُكره ويُحرم من الصيام: 1- يكره إفراد شهر رجب بالصيام؛ لإن ذلك من شعائر الجاهلية، فقد كانوا يعظمون هذا الشهر، حيث قال عُمر بن الخطاب- رضي الله عنه-:" كلوا.. فإنما هو شهر تعظمه الجاهلية". 2- يكره إفراد يوم الجمعة بصيام؛ حيث قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-:" لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يومًا قبله أو بعده". 3- يكره إفراد يوم السبت بصيام لقوله- صلى الله عليه وسلم-:" لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم"؛ لإن اليهود يعظمون يوم السبت، ويجوز صيام يوم السبت؛ ولكن صيامه مع يوم غيره. 4- تحرم صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان ما يمنع رؤية الهلال:" من صام اليوم الذي فيه شك فقد عصى أبا القاسم". 5- يحرم صوم يومي العيدين لحيث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه- :" نهى النبي صوم يوم الفطر والنحر". 6- يكره صوم التشريق وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر لقوله- صلى الله عليه وسلم- عنها:" أيام أكل وشرب وذكر لله عزوجل" ولقوله:" يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب". ورُخص في صيامها للمتمتع والقارن إذا لم يجدا ثمن الهدي. أسأل الله السميع العليم أن يتقبل صيامنا في هذا الشهر الكريم، وأن يجنبنا الوقوع في صوم الأيام المحرم صومها؛ لإن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم – من طاعة الله عزوجل، حيث لا نجد آية قرآنية تُحرم صوم تلك الأيام؛ ولكن جاءت السنة النبوية توضح لنا الأيام المحرم صومها:" من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظًا". والحمد لله فاتحة كل خير وتمام كل نعمة.