تعودنا من رموز النظامين السابق والحالى ألا يستمعوا لأحد ويروا فى أنفسهم أنهم أوتوا الحكمة ولذلك استبدوا بآرائهم حتى ضاق الشعب بهم ويخطئ من يظن.. أن الفرصة متاحة للنظام السابق للعودة مرة أخرى فجرائمه فى حق الوطن فساداً واستبداداً واحتكاراً لن يغفرها لهم الشعب على الاطلاق وما حدث من غضبة الشعب الحالية على نظام حكم لم يزد حكمه على عام لهو دليل على عدم السماح بأى قمع واستبداد والذى كان منهجاً للنظام السابق.. والكلمة الآن للشعب المصرى الذى سيظل مدافعاً عن دين الله وشرعه..وأرض الوطن..ووحدة شعبه ألا يعطى الفرصة أبداً للتناحر بين أبنائه أو إقصاء أحد لمجرد انتمائه لحزب أو لجماعة.. فإذا لم يكن النظام حريصاً على حرمة الدماء ولا سلامة الشعب مثلما أصر على قدسية عرشه وأركان حكمه فإن أبناء الشعب المصرى قادرون اليوم على لم الشمل وسلامة أبنائه.. فليعلم أن داخل الأسرة الواحدة خلافاً سياسياً بين أبنائها.. فالأسرة التى فيها من هو ينتمى للإخوان... ستجد أيضاً من ينتمى لليسار ومن ينتمى إلى اليمين.. فسحقاً لمن ينادى بإشعال الحرب الأهلية، بين أفراد الشعب المصرى.. فالحرب الأهلية لن تكتفى فقط بين التيارات السياسية.. ولكن ستمتد إلى الحى والقرية والشارع.. وداخل الأسرة نفسها.. وعلى كل من ينادى ويحرض ويفتى بالباطل ويؤجج التناطح فليعلم تماماً انه لم يمر بدون عقاب من الله سبحانه وتعالى. ولا من كل صاحب ضمير مسئول أو غير مسئول لن يدعه أبداً يتمادى فى ضلاله أو غيه.. إن التصريحات الخطيرة التى تؤجج الكراهية وتمهد للحرب الأهلية هى جريمة لن تمر أبداً بدون محاسبة.. مطلوب فوراً داخل كل قرية وداخل كل شارع وداخل كل حى ومدينة مجموعة من الشخصيات المعروف عنها الصلاح والعدل والحيادية القيام بدورها فوراً لتهدئة الأوضاع وتصفية النفوس بين أبناء كل مكان.. مطلوب فوراً من الشخصيات الدينية التى لم تتلوث سياسياً أن تستثمر علمها فى لم شمل هذا الوطن..لقد حذرنا الأسبوع الماضى من إطلاق الرصاصة الأولى أو سقوط الشهيد الأول.. أو إراقة نقطة الدم الأولى.. لأن هذا معناه انحدارنا إلى حرب لا يعلم إلا الله متى وكيف تنتهى.. أكتب كلماتى صباح أمس ولا أعلم أنا ولا غيرى كيف يكون صباح هذا اليوم.. إن الوطن فيه متسع للجميع.. وإن مصر أكبر من أى فصيل أو حزب.. ولذلك فليعلم من يطعن مواطناً زو يستخدم عنفاً بأنه سيظل حياته نادماً.. فمن يرضى منا أن يعيش العمر نادماً على جرائم فى حق الوطن.. وإذا كانت هذه الكلمة هى للشعب ولأبنائه المخلصين.. فإن من بيدهم الأمر عليهم اليوم قبل الغد أن يساهموا فوراً فى لم شمل الوطن وأن يسدد الثغرات التى تنفد منها كل مؤديات الحرب الأهلية.. إن القضية الأولى اليوم هى لم شمل الوطن وحفظ دماء المصريين.. وسيدفع الثمن غالياً كل من يحرض أو يفتى للعنف والاقتتال بين المصريين.