نيران في قلب مصربشرارة من نيران الفتنة الطائفية التي حرقت مشاعر الوحدة الوطنية وحرقت الكنائس والممتلكات فأسباب الفتنة الطائفية في امبابة يرجع لعدة عوامل أولها الانفلات الأمني الذي يعم البلاد الذي استغله البلطجية وفلول النظام السابق فهؤلاء البلطجية المأجورون المغيبون العابثون يضربون ثلاثة أشياء بحجر واحد يشعلون الفتنة الطائفية ويدمرون الاقتصاد المصري وفي نفس الوقت يضربون التيارات الفكرية والإسلامية في بعضها ليتهم كل تيار الآخر بإثارة الفتنة وفقدان فقه الواقع فهذا ينفي التهمة عن التيار السلفي وهذا يؤكدها وهذا يحمل الكنيسة بعض ما حدث واللافت للنظر أن أحداث إمبابة تمت في نفس اليوم الذي ظهرت فيه كاميليا شحاتة لتنهي حالة التشوه الإعلامي والفتنة التي أثارتها قضيتها معلنة تمسكها بالمسيحية وكأن أنصار الفتنة سارعوا في تفجير فتنة طائفية أخري بدلا من فتنة كاميليا التي انتهت دون أن تحقق أغراضهم الدموية، والعامل الثاني في هذه الفتنة هو غياب دور الأزهر ودور المؤسسات الدينية في التصدي للمتطرفين والمتشددين ودعاة الفتنة وأيضا بعض الممارسات المتشددة داخل بعض الكنائس تساهم في إثارة نار الفتنة فمن المفترض أن يكون رجال الدين في أي ديانة مصابيح للرحمة والعدالة وألا يكونوا أداة للفتنة سواء بإرادتهم أوباستغلالهم وللأسف فقد الأزهر دوره في الشارع المصري بأوامر من النظام السابق في إعلاء روح المنهج الوسطي للإسلام الذي يدعو للتسامح والمواطنة فالدين الإسلامي يدعو للسلام ويحرم إيذاء الذمي من أهل الكتاب، فقد قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم »من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة« وإن كان لأحد مسلما كان أو مسيحيا مواطنا أو مسئولا غنيا أو فقيرا مشكلة أو حق مشروعا لابد أن يراعي أمرين هما من صميم الدين أولهما: تطبيق قاعدة أخف الضررين من منطلق أن تجنب المفاسد خيرمن جلب المنافع، وذلك لتحقيق المنفعة العامة دون التخلي عن حقوق الطرفين و المبدأ الثاني هو دراسة فقه الواقع والظروف المحيطة فعلي هذه الفئات والجماعات المتشددة داخل الكيان الإسلامي والكيان المسيحي أن تختار ما هو الأنسب والأفضل لمصر في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد والأنسب والأفضل للحصول علي حقوقهم المشروعة فقد أصبح السبيل الوحيد للتعبير عن المشاكل الطائفية بالحرائق والدماء وتشويه الآخر ألا توجد حلول أخري بديلة لحل المشاكل الطائفية في مصر؟ فمع كل انفلات أمني ومشكلة طائفية تنخفض مؤشرات البورصة في مصر وهذا يعود بالسلب علي كل مصري مسلم ومسيحي فعلي المتشددين والعابثين بمشاعر المصريين والساعين لإجهاض مكاسب الثورة أن يتقوا الله في المصريين فمصر لا تحتمل كل هذه الضربات المتتالية الآن فالضرب في الميت حرام وأيضا مصر قادرة علي حماية ورعاية أبنائها المسيحيين أكثر من المنظمات الدولية والأمريكية ولا داعي لفرض الوصاية علي مصر لأن هذه الدعوات المسمومة ستقتل النسيج المصري أكثر وأكثر وأناأقترح أن يصاغ قانون يسمي بقانون المواطنة أو قانون المصريين يجرم مثيري الفتنة الطائفية ويمنع التجمهر أمام دور العبادة وأيضا يضع لوائح وحدودا لعمليات التحول الديني حتي تتم بشكل سلمي وعقائدي سليم يتناسب مع الشريعة الإسلامية ودون اللجوء للحلول العقيمة وأساليب الطبطبة والاكتفاء بتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا دون التحقيق في أسباب الحادث وعلي الأزهر أن يستعيد دوره في الشارع المصري كمنارة للتسامح وكحام من أهواء المعتصمين فالتراكمات الطائفية السامة وتصارع التيارات الفكرية يقتلان الجسد المصري تدريجيا فالحذر الحذر.