قلبي علي هؤلاء «البؤساء» الذين جمعهم الإخوان من كل فج عميق وحشروهم في الأتوبيسات والباصات حتي يكونوا مجاميع وكومبارسات في مليونيتهم يوم الجمعة الماضي، والتي تحولت إلي «مسخرة» بكل ما تعنيه الكلمة من معان.. أقول قلبي معهم لأن هؤلاء التعساء الفقراء، والذي حضر الواحد منهم إلى القاهرة دون أن يترك في منزله ما يكفي ثمن وجبة غذاء لأولاده.. وعلي هذا فهؤلاء الذين ملأوا ميدان رابعة العدوية هم أول ضحايا الرئيس «المؤمن» محمد مرسى. ولكن وللأسف استطاع إخوان «الشياطين» جر هؤلاء من رقابهم كالحيوانات مستخدمين شعارات كاذبة عن تطبيق الشريعة ومناصرة الإسلام، والوقوف ضد كفار قريش الجدد والمقصود بهم المعارضة ورموزها.. وهكذا استخدم مرسى هؤلاء البؤساء الذين هم في الحقيقة أولى ضحاياه في الاحتماء بهم والادعاء الزائف بشعبيته في الشارع، وإرسال إشارات إلي الداخل والخارج باستحالة خلعه.. وهي إشارات مضللة لا تنطوى علي عاقل، خاصة أن الشارع المصرى يغلي وهو الذي يقود المعارضين والسياسيين وليس العكس.. فكل من سيخرج في 30 يونية له ثأر شخصى عند مرسى، إما قتل أحد أقاربه أو تحولت حياته إلي جحيم مقيم بفعل سوء إدارته للبلاد، فلو سألت من بجوارك في هذا اليوم المشهود لماذا خرجت ستجد إجابته بسبب الجوع أو الفقر أو العجز أو الإحساس بالهوان الذي جعلنا مرسي نعيش فيه صباح مساء، ويقيني أن أكثر من 95٪ ممن كانوا في تظاهرة رابعة العدوية لو استيقظ ضميرهم أو أضيء عقلهم المظلم كانوا سيتجهون فوراً للاتحادية لإخراج الفاشل ساكن القصر منه، ولكن للأسف تحول كل هؤلاء البؤساء علي يد الإخوان ل«بلاص» قناوى تستطيع أن تملأه ماءً أو حتى «مش» دون أن تكون له إرادة أو إدراك، بل تستطيع أن «ترصصه» بجوار بعضه البعض دون أن يتململ أو يتضجر، وهكذا ابتكر الإخوان صناعة المواطن البلاص الذي يفتقد لأي وعى أو إدراك، ومع ذلك يستخدمونه لضرب المعارضة، والإيحاء بالشعبية الكاذبة والتأييد الوهمى، وهو بذلك يتحول إلي «عصى» لضرب المعارضين و«سوط» لتأديب المنتقدين و«ساطور» لذبح الديمقراطية، و«مقبرة» لوأد الحريات.. ندعو الله أن يخلص مصر من ظاهرة المواطن البلاص إلى الأبد. وعندما قلت إن مليونية الإخوان تحولت إلى «مسخرة» لم أبالغ أو أتزيد، لأن الرئيس المنتخب بدلاً من أن يحتمي في إنجازاته الوهمية احتمى بشرذمة من أمراء الإرهاب، والذين تخضبت أياديهم الآثمة بدماء خير أبناء الوطن، ومع ذلك جاءوا اليوم ليتصدروا المشهد السياسي والإعلامى.. شاركوا في المليونية تحت شعار «لا للعنف» ومع ذلك مارسوا فيها أبشع وأقذر كلمات العنف اللفظي والتهديد الذي وصل لحد تصفية المعارضين، وذبح الخصوم وإسالة الدم المصري في شوارع البلاد.. ومع أن المثل الشعبى في مصر يقول «يموت الزمار وصوابعه بتلعب» ومع ذلك صدقنا توبتهم.. وخدعونا بمراجعاتهم الوهمية.. لتثبت لنا الأيام أن «ديل الكلب ما ينعدل حتي لو علقت فيه قالب» كما يقول أهالينا البسطاء.. فهولاء الجزارون البشريون لم ينسوا ماضيهم القذر وجاءوا اليوم يهددون ويستحلون دماءنا.. ولكن لو سألتني هل العيب في هؤلاء فقط؟! أجيبك، العيب ليس في هؤلاء فقط، ولكن في الرئيس الفاشل، والذي يستقوى بهؤلاء الإرهابيين علي أبناء شعبه ومواطنيه بدلاً من أن يستقوى بإنجازات، استقوى بأمراء الإرهاب. حفظ الله مصر من كل سوء. وقاها شر الإرهاب والخراب وندعو الله أن ينقذها من تجار الدين ومن المواطن البلاص.