ترحيب واسع من جوانب عدة بتدخل الصين على خط الأزمة الأوكرانية الروسية، وكشفت الصين بنود مقترح بشأن "السلام" في ذكرى غزو أوكرانيا. أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال كلمة موجهة إلى اجتماع مجلس الأمن بالأممالمتحدة اليوم الجمعة، بمناسبة مرور عام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، أن جيش بلاده لم يهزم في الحرب الدائرة مع القوات الروسية، قائلًا: "نحن متأكدون من تحقيق النصر هذا العام ولدينا كل ما يلزم لذلك". قال زيلينسكي: "نحن أقوياء نحن مستعدون لكل شيء، سننتصر على الجميع، لأننا أوكرانيا التي فاجأت وألهمت ووحدت العالم" مضيفًا: "أريد أن أخاطب أولئك الذين ما زالوا ينتظرون.. أوكرانيا لم تتخل عنكم ولم تنسكم، بطريقة أو بأخرى سوف نحرر كل أراضينا"، وأضاف: "سنفعل كل شيء من أجل عودة أوكرانيا.. ولجميع الذين أُجبروا الآن على البقاء في الخارج سنقاتل ونعيد كل واحد من جنودنا الأسرى". نشرت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، مقترحًا لتحقيق السلام في أوكرانيا بالتزامن مع الذكرى الأولى على اندلاع الحرب التي لا تلوح فى الأفق أى إشارة على قرب نهايتها. وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف: اقرأ أيضًا.. الأممالمتحدة تُشيد بالخطة الصينية للتسوية في أوكرانيا يركز الإعلان الصيني على وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، والشروع في محادثات سلام بين الطرفين لإنهاء الحرب التي اندلعت فجر 24 فبراير من عام 2022. جاء الإعلان الصيني بعنوان "موقف الصين تجاه الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا. وقبيل إعلان المقترح الصيني، رحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بمبادرة بكين، وقال: "إن انخراط الصين في جهود إحلال السلام خطوة أولى مهمة، وفق وكالة "أسوشيتد برس"". وينص الإعلان الصينى على البنود الآتية: يجب أن يكون هناك التزام صارم بالقانون الدولي المعترف به، بما يشمل أهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة، إن سيادة كل الدول واستقلالها ووحدة أراضيها يجب الحفاظ عليها بشكل فعّال، وهذا يشمل كل الدول، صغيرة كانت أم كبيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، فهي كلها متساوية في المجتمع الدولي. على جميع الأطراف التمسك بالمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية والدفاع عن العدالة الدولية، وينبغي تعزيز المساواة والتطبيق المتكافئ للقانون الدولي، مع رفض المعايير المزدوجة. التخلي عن عقلية الحرب الباردة ووقف الأعمال العدائية: اقرأ أيضًا.. نصائح ل"زيلينسكي" بالانضمام في المُفاوضات مع روسيا لا يجب أن يكون ضمان أمن دولة ما على حساب الآخرين، إن أمن منطقة ما لا يجب أن يتم عبر تعزيز أو توسيع التكتلات العسكرية، يجب أخذ المصالح والمخاوف الأمنية لكل الدول على محمل الجد ومعالجتها بصورة صحيحة. لايوجد هناك حل سهل لقضية معقدة، إن كل الأطراف يجب أن تتبع رؤية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة للأمن، مع مراعاة السلام والاستقرار على المدى الطويل، والمساهمة في تشكيل هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام، على كل الأطراف معارضة السعي لتحقيق الأمن على حساب أمن الآخرين، وتلافي المواجهة بين التكتلات، والعمل معًا من أجل السلام والاستقرار في القارة الأوراسية. إن الصراع والحرب لا يفيدان أحدا، إن على كل الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وتفادي ما يؤجج التوترات ومنع تدهور الأزمة أكثر بما يؤدي إلى خروجها عن السيطرة. على كل الأطراف دعم روسياوأوكرانيا في العمل بنفس الاتجاه لاستعادة الحوار المباشر بأسرع وقت ممكن، من أجل خفض التصعيد تدريجيًّا وفي النهاية الوصول إلى وقف إطلاق نار شامل. استئناف محادثات السلام وحماية المدنيين وتبادل أسرى الحرب: إن الحوار والمفاوضات هما الحل الوحيد القابل للتطبيق للأزمة الأوكرانية، يجب دعم وتشجيع الجهود المؤدية إلى الحل السياسي للأزمة، على المجتمع الدولي البقاء ملتزمًا بالخيار الصحيح لتعزيز مفاوضات السلام ومساعدة الأطراف في الصراع على فتح باب للحل السياسي في أقرب وقت ممكن، وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات. ستواصل الصين تأدية دور بنّاء في هذا الإطار. إيجاد حل للأزمة الإنسانية: من المطلوب دعم جميع التدابير التي تؤدي إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتشجيعها، يجب أن تخضع العمليات الإنسانية لمبادئ الحياد وعدم التحيز، ولا ينبغي تسييس القضايا الإنسانية، ويجب حماية سلامة المدنيين بشكل فعال، بما يشمل إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من مناطق النزاع، إن هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود لزيادة المساعدة الإنسانية للمناطق ذات الصلة، وتحسين الظروف الإنسانية، وتوفير وصول سريع وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بهدف منع حدوث أزمة إنسانية على نطاق أوسع. يجب دعم الأممالمتحدة في أداء دور تنسيقي في إرسال المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع. على الأطراف المشاركة في الصراع الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وتفادي مهاجمة المدنيين والمنشآت المدنية وحماية النساء والأطفال وبقية ضحايا الصراع، واحترام الحقوق الأساسية لأسرى الحرب. إن الصين تدعم تبادل الأسرى بين أوكرانياوروسيا، وتدعو كل الأطراف لتهيئة الظروف من أجل خلق ظروف أكثر ملاءمة لهذا الغرض. الحفاظ على سلامة المنشآت النووية: تعارض الصين الهجمات المسلحة على محطات الطاقة النووية وغيرها من المنشآت النووية السلمية، وتدعو كل الأطراف للالتزام بالقانون الدولي بما يشمل معاهدة الأمان النووي وتجنب الكوارث النووية التي يصنعها الإنسان، تدعم الصين الوكالة الدولية للطاقة الذرية في لعب دور بنّاء في تعزيز سلامة وأمن المنشآت النووية السلمية. تقليص الأخطار الاستراتيجية و تسهيل تصدير الحبوب: يجب عدم استخدام الأسلحة النووية وتجنب خوض حروب نووية، وينبغي معارضة التهديد باستخدام الأسلحة النووية، ومنع الانتشار النووي وتجنب الأزمة النووية، تعارض الصين البحث والتطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف. إن كل الأطراف بحاجة إلى تنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود الموقعة من طرف روسيا وتركيا وأوكرانياوالأممالمتحدة بشكل كامل وفعال وبطريقة متوازنة، ودعم الأممالمتحدة في لعب دور مهم في هذا الصدد، تقدم مبادرة التعاون بشأن الأمن الغذائي العالمي التي اقترحتها الصين حلًّا عمليًّا لأزمة الغذاء العالمية. وقف العقوبات الأحادية الجانب والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد: العقوبات الأحادية الجانب والضغوط القصوى لن تحل القضية، إنما هي فقط تخلق مشكلات جديدة. إن الصين تعارض العقوبات الأحادية غير المصرح بها من طرف مجلس الأمن الدولي. ينبغي على الدول المعنية التوقف عن إساءة استخدام العقوبات الأحادية الجانب و"الولاية القضائية الطويلة الذراع" ضد الدول الأخرى، وذلك حتى تتمكن من القيام بدورها في تخفيف حدة الأزمة الأوكرانية، وتهيئة الظروف للدول النامية من أجل تعزيز اقتصاداتها وتحسين حياة شعوبها. على كل الأطراف المحافظة جديًّا على النظام الاقتصادي العالمي القائم ومعارضة استخدام الاقتصاد كوسيلة أو سلاح لتحقيق أهداف سياسية، إن الجهود المشتركة مطلوبة لتخفيف تداعيات الأزمة ومنعها من التشويش على التعاون الدولي في مجال الطاقة والأموال والتجارة والغذاء والنقل وتقويض تعافي الاقتصاد العالمى. دعم مرحلة إعادة الإعمار: يحتاج المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات لدعم إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب في مناطق النزاع، الصين مستعدة لتقديم المساعدة ولعب دور بنّاء في هذا المسعى.