انزعج الإخوان.. وهاجوا وماجوا.. بعد إعلان نجاح حملة «تمرد» في جمع ما يقرب من مليون توقيع خلال أيام قليلة تطالب بسحب الثقة من «مرسي» وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. وحرصاً من الحملة علي تأكيد جدية وصحة توقيعات الموقعين اشترطت الحملة الحصول علي صورة بطاقة الرقم القومي، بالإضافة لتوقيع الشخص، حتي لا يشكك الإخوان في مصداقية الحملة، وأنا أتوقع أن تنجح الحملة في الحصول علي أكثر من عشرة ملايين توقيع إذا ما واصلت عملها بدأب ونشاط في القري والنجوع، خاصة مع اكتشاف الناس فشل مرسي ورجاله في مختلف المجالات وتسببهم في خلق مئات الأزمات التي باتت تضرب المواطن المطحون.. وتحيل حياته لجحيم جعله يسقط فريسة للاكتئاب والحزن، وهذه الحملة «تمرد» تعيد للأذهان حملة التوقيع الشهيرة لسعد زغلول ورفاقه من أجل التفاوض باسم مصر، التي هزت الامبراطورية العظمي بعد أن انتشرت بسرعة مذهلة في مختلف أرجاء القطر المصري. كما أن هذه الحملة تعيد للأذهان أيضاً حملة جمع التوقيعات للدكتور البرادعي التي كانت تطالب بالتغيير في عز جبروت وقوة نظام المخلوع، التي وصلت لأكثر من مليون توقيع. اختلافي مع رؤية الإخوان في التعامل مع الحملة الجديدة لجمع التوقيعات والتشكيك فيها، ووصفها بأنها حملة غير قانونية، وهذا كلام مثير للضحك، فالإرادة الشعبية لا تحتاج لإثبات قانونيتها ضرورة توقيع اثنين موظفين عليها وختمها بخاتم النسر، فالثورة علي الحاكم لا تحتاج لموافقته لإثبات مشروعيتها وإلا لأصبح الأمر «نكتة» وليس «ثورة». والله لو تمعن الإخوان في الأمر بعقلانية لأدركوا بأن هذا الحل.. هو بمثابة هدية من السماء لهم.. لأنه يوفر لهم ولرئيسهم خروجاً آمناً.. يقيهم ويقي مصر من مخاطر الثورات وأولها إراقة المزيد من الدماء، وانتشار العنف في ربوع البلاد، فالإخوان لابد وأنهم يدركون - قبل غيرهم - أن افتقادهم للكفاءات والمواهب والخبرات جعلهم يقودون البلاد من فشل إلي فشل، حتي أصبحوا يقيسون كفاءتهم ومهارتهم بقدرتهم علي الشحاذة والتسول، بل أنهم جعلوا مصر تلجأ لطلب العون والمدد من أصغر دويلات العالم. لهذا أطالب الإخوان بالتعامل مع حملة «تمرد» بجدية وإدراك أنها الطريق الآمن لكي ينسحبوا من المشهد بأقل الخسائر الممكنة، ونريد أن نذكرهم أن الانسحاب الجيد المنظم لا يقل في أهميته عن الاقتحام الجيد المنظم، بل إن أعظم الأكاديميات العسكرية في العالم تدرس في مناهجها كيفية الانسحاب المنظم جنباً إلي جنب مع خطط الهجوم المنظم، حتي لا تقع الجيوش في مصائد الأعداء، ويسقط مئات الآلاف من الشهداء والمصابين والأسري، واسألوا الجيش المصري الذي انسحب انسحاباً أهوج في 67 بفعل خطأ قياداته، فأصبح فريسة سهلة للأعداء.. لهذا أقول للإخوان: أرجوكم اغتنموا الفرصة واستجيبوا للإرادة الشعبية وانسحبوا في هدوء، حتي لا يأتي اليوم الذي يثور عليكم الشعب فيه، ويعلق رقابكم في المشانق، فالشعب إذا جاع لن يجد أمامه إلا التهام أجسادكم ولحومكم. أرجوكم من أجل مصر تعاملوا بجدية مع ما تمثله حملة «تمرد» من إرادة شعبية خالصة لا يأتيها الباطل من يمينها ولا من شمالها ولا تلجأوا «للتماحيك» فالصناديق ليست وحدها هي المعبرة عن الإرادة الشعبية، لكن الشعوب قد تعبر عن إرادتها بالتظاهرات والاعتصامات وأعمال العنف، إنما جمع التوقيعات بسحب الثقة هو أرقي وسائل التعبير عن الإرادة الشعبية.. فالخروج الآمن للرئيس ولكم، ينبغي أن يكون هدفكم في الأيام القليلة المقبلة.