عشاق الوطن من المخلصين، لا يهتز أيمانهم أبدًا ببلدهم، وبأن المُقبل أفضل، أيًا كانت الصعوبات والتحديات التي تواجهها مصر في الوقت الحالي، من هؤلاء شباب واعد تتكاتف أيديهم جنبًا إلى جنب للشد من أزر بلدهم، وتقديم العون للفئات المعوزة والأكثر احتياجًا، بجهودهم الذاتية وبتبرعات من جيوبهم رغم كونهم ليسوا أثرياءً، بل مواطنون عاديون ينتمون إلى الطبقة المتوسطة، ولكن شعورهم بالمسئولية تجاه مجتمعهم يدفعهم إلى هذه المبادرات الإنسانية الطوعية بعيدًا عن الأضواء وزخم الإعلام. وقد التقطت الوفد أصحاب تلك المبادرة " إيدي في يدك نحمي بلدنا" من خلال مواقع التواصل، والتي أطلقها المهندس أحمد ياسر الكومي، ويشاركه بها مجموعه شبابيه من مختلف التخصصات أطباء ومهندسين وصيادلة ومعلمين وغيرهم متطوعين بالجهود الذاتية، على رأسهم هند حجازي خريجة خدمه اجتماعيه، الزهراء حسن خريجة جامعه الأزهر، نبيل محمد مهندس مدني. برنامج المبادرة يهدف إلى كثير من التوجهات أهمها محاربة الفتن عبر مواقع التواصل ومواجهة الشائعات المغرضة التي تضر البلد، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروج لها كتائب إلكترونية مأجورة ضد مصر، بجانب مساعدة الفئات البسيطة بالشوارع بتقديم الوجبات والسلع الغذائية والدعم المالي، وتوزيع الكمامات والمطهرات، إذ يتم دعم رجال الزي البرتقالي أي عمال النظافة، بتقديم الكمامات الواقية لهم والمواد المطهرة، أو أدوات النظافة الجيدة التي تساعدهم في أداء مهمتهم بسهولة، بجانب العمل على تغيير ثقافة الشارع المصري تجاه هذه العمالة للتعامل مع تلك الفئة بالطريقة التي تليق بقدر المتاعب التي يواجهونها في أداء أعمالهم، كما تقوم المبادرة بتكريم أعداد منهم لرفع معنوياتهم، ليشعروا بقيمتهم المجتمعية. في هذا الإطار يسعى شباب المبادرة إلى توعية البسطاء في الشوارع من المواطنين وسائقي السيارات والباعة الجائلين والعمال، بأهمية ارتداء الكمامة وخطورة فيروس كورونا وأهمية الالتزام بتطبيق الإجراءات الإحترازية والوقائية حفاظًا على صحتهم، إذ لا تزل خطورة الفيروس تهدد الصحة العامة، خصوصًا مع تغير الفصول ودرجات الحرارة، إذ يتم تقدم شنط تحتوي على أدوات التعقيم والتطهير للمواطنين بجانب تعقيم ماكينات الصرف الآلي. يقول المهندس أحمد ياسر: نقوم بتقديم المساعدات العينية والمالية للعمالة المؤقتة الجالسة على الأرصفة في انتظار الرزق، وأيضًا تقديم الدعم المالي للمرأة المعيلة وللأرامل والمطلقات، والمساهمة في تحسين معيشتهم اجتماعيًا وصحيًا وتعليميًا، على التوازى من المساعدات التي تقدمها الدولة مثل، معاش تكافل وكرامة، بجانب العمل على تغيير نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، ودعم الجيش الأبيض بالمستشفيات لأداء دوره، خصوصًا في الأزمات أو الكوارث، وسنقوم بإطلاق مبادرة وقفة مع الوطن لدعم أسر الشهداء وتكريمهم. ويعمل القائمون على المبادرة على جذب الشباب وتشجيعهم على العمل التطوعي، وغرس فكرة العمل الجماعي في نفوس الشباب، وتبني الأفكار الإبداعية ومحاولة تطبيقها على أرض الواقع، إذ يقدمون خدماتهم الطوعية في مختلف المحافظات وعلى رأسها القاهرة الكبرى والبحيرة والإسكندرية، تحت شعار معًا لغد أفضل ومستقبل مشرق بسواعد أبناء مصر وشبابها، ويلفت المهندس أحمد ياسر إلى أن المصريين يمتازون بثقافة التكاتف، في أوقات الشدة، وأن هذه المبادرات الشبابية الطوعية أثبتت النجاح في عملية «التغيير» بالمجتمع وقدرة الشباب على صنع القرار مستقبلًا، إذ تتعاون الكثير من الوزارات مع هذه المبادرات وتدعم المشاريع الشبابية، في خطوة تعزز من دور الشباب الإيجابي في المجتمع وتطوير مهاراتهم وتبني أفكارهم المختلفة التي تصب في مصلحة المواطن والوطن.