انتقد الكاتب الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" في مقاله اليوم بصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الربيع العربي، وقال: إن ذلك المصطلح يبدو أنه ليس له جدوى حاليا لأننا لم نرَ أي بوادر لربيع حقيقي حدث في الدول التي قامت فيها الثورات، ويمكن استبدال ذلك المصطلح ب"القرن العربي". وقال "فريدمان": هناك أمران تفاجأت بهما في ثورات الربيع العربي، الأول عدم كفاءة جماعة الإخوان المسلمين. والتي ظهرت عندما أدخلت نفسها في حماقات مع القضاء مثل التحقيق مع المذيع الساخر "باسم يوسف"، بتهمة إهانة الرئيس "محمد مرسي"، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين. والمفاجأة الثانية.. تتمثل في ضعف المعارضة، وكيف أن تلك المسألة باتت قصة معقدة. ونقل فريدمان عن "مارك لينش"، الخبير في شئون الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن ومؤلف كتاب "الثورة العربية والثورات غير المنتهية في الشرق الأوسط الجديد"، أن جماعة الإخوان فقدت الوسطية المركزية، حتى أنهم أصبحوا على خلاف مع السلفيين، والآن فقدوا الكثير من دعمهم، ولم يعد أمامهم وسيلة للفوز في انتخابات نزيهة، وهذا هو السبب الذي يؤكد على ضرورة مشاركة المعارضة - وليس المقاطعة – في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال فريدمان: إن المصادر الخارجية القديمة التي اعتمد عليها لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة ولت وانتهت. ولا يمكن للطغاة أن يحكُمِوا السيطرة الحديدية على هذه البلدان بعد الآن، لأن الشعوب العربية تخلصت من خوفهم. فالحكومات المنتخبة - بقيادة الإخوان المسلمين – في بلدان القرن العربي لديها أفكار خاطئة. فالإسلام ليس هو الحل، بل أن الإكثار من التنمية البشرية في العالم العربي هو الحل الأمثل. ولكن شبان المعارضة يفتقدون القادة القادرين على حشد أنصارهم في جميع أنحاء المنطقة حول تلك الرؤية. واختتم "فريدمان" مقاله، قائلاً: يجب علينا دعم كل من يريد تنفيذ التنمية البشرية العربية، ومعارضة كل من لا يفعل ذلك. والسبيل الوحيد الذي يمكن هذه المجتمعات من إيجاد أملهم يتمثل في تشكيل جيل جديد من القادة اللائقين الذين يستطيعون أن ينهون هذا "القرن العربي" بنهاية أفضل من بدايته.