يعتبر الإعداد البدني عاملا أساسيا ومهما لدى الأندية الأوروبية الكبيرة، في ظل رغبتها في تجهيز اللاعبين للمنافسة بقوة على البطولات المحلية والقارية، مما يتطلب مجهودا شاقا على مدار الموسم، وهو ما وضع المعد البدني لريال مدريد الإسباني أنطونيو بينتوس في مكانة لا تقل أهمية عن المدير الفني للفريق كارلو انشيلوتي، وذلك بعدما توج المدريديستا ببطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، بالرغم من المشوار القاسي للملكي خلال الموسم الحالي. بدايات أنطونيو بينتوس وبدأ أنطونيو بينتوس عمله كمعد بدني في منتصف الثمانينات مع ناد إيطالي مغمور يدعى سيتيمو، ثم انتقل بعد ذلك إلى يوفنتوس في عام 1991، وهناك أشرف على تدريبات الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان كلاعب. بعد ذلك رحل بينتوس عن يوفنتوس عام 1998، ليتنقل بين عدة أندية داخل إيطاليا وخارجها، حيث عمل مع تشيلسي ووست هام يونايتد وسندرلاند الإنجليزي، وموناكو وأولمبيك مارسيليا في فرنسا، كما قضى تجربة جديدة مع السيدة العجوز (2006-2007)، بجانب باليرمو وأودينيزي الإيطاليين. بينتوس..الجندي المجهول وراء نجاحات ريال مدريد وبعد تولي زيدان تدريب ريال مدريد في منتصف موسم 2015-2016، طلب من إدارة النادي الملكي التعاقد مع بينتوس في بداية موسمه الثاني في (2016-2017)، وكان وقتها غير مرتبط بتعاقد مع ناد بعد انتهاء مشواره مع سندرلاند في 2015. وبالرغم من نقص خبرة زيدان التدريبية، إلا أنه حقق 9 ألقاب خلال موسمين ونصف فقط مع ريال مدريد، في أولى تجاربه كمدير فني، مستعينا بالقدرات البدنية الخارقة التي بات يتحلى بها فريقه بفضل بينتوس. لكن المميز في تلك الولاية أن زيدان جمع بين اللقبين الأهم، دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، في موسم 2016-2017، وهي الثنائية الأولى من نوعها منذ موسم 1957-1958، والسبب الأهم في ذلك هو زيادة قدرة اللاعبين على تحمل ضغط المباريات آنذاك. ولهذا حظي بينتوس بشهرة كبيرة وواسعة غير معتادة لأصحاب هذا المنصب، بعد مساهمته الواضحة في إنجازات زيدان بولايته الأولى مع ريال مدريد. بينتوس..وإنتر ميلان كونتي وبعد عودة زيدان لتدريب ريال مدريد في 2019 رحل بينتوس عن الفريق، وانضم إلى الطاقم الفني لمواطنه أنطونيو كونتي في إنتر ميلان. وكما أحدث بينتوس طفرة مع ريال مدريد، قام بالمثل في إنتر ميلان، وفي موسمه الأول (2019-2020) حصل الفريق على وصافة الدوري الإيطالي والدوري الأوروبي. وفي الموسم الثاني (2020-2021) وجّه بينتوس صاعقة قوية إلى يوفنتوس "بيته القديم"، بعدما ساهم في حصول إنتر على لقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ 2009-2010، لينهي سيطرة اليوفي على اللقب ل9 مواسم متتالية. قوة شخصية بينتوس في تدريبات المرينجي ويتسم أنطونيو بينتوس بالصرامة والميل لفرض تدريبات قاسية على اللاعبين، حتى أنه صرح في وقت سابق إنه يُقابل بالاعتراضات والإهانات منهم كما يحدث مع الحكام. لكن في المقابل فإن المدرب الإيطالي صاحب ال58 عاما، كان له دور رئيسي في حصول ريال مدريد على الثلاثية التاريخية المتتالية في دوري أبطال أوروبا بين 2016 و2018، بل يعتبره الكثير من الجماهير بإنه أحد الأسلحة التي اعتمد عليها زيدان في نجاحاته خلال ولايته التدريبية الأولى مع الفريق الملكي. واندهش عدد من متابعي كرة القدم حول العالم، الحالة البدنية القوية التي أصبح عليها لاعبي المرينجي خلال بطولة دوري أبطال أوروبا الماضية، والتي توج بها الريال للمرة ال14 في تاريخه، بعد فوزه على ليفربول بهدف نظيف، بالرغم من ضغط المباريات، ووقوع الفريق المدريدي في مشوار صعب للغاية على مدار الأدوار الاقصائية. معاناة ريال مدريد في غياب بينتوس ووجد ريال مدريد معاناة كبيرة في غياب أنطونيو بينتوس خلال السنتين الماضيتين، حيث عانى من الإنهاك والإصابات المتتالية مع تزايد ضغط المباريات في مختلف المسابقات المحلية والقارية على مدار الموسمين الماضيين، لكن المدريديستا يتطلعون في الوقت الحالي للدور الذي يلعبه المعد البدني الإيطالي لحل تلك المشكلة مع الملكي. طالع أخبار الرياضة ب"الوفد" من هنا ..