محافظ أسوان يهنئ البابا تواضروس والطوائف الكاثوليكية والإنجيلية بعيد القيامة    ماذا يعني رفع تصنيف مصر الائتماني للاقتصاد المحلي؟.. خبير يوضح (فيديو)    استقرار ملحوظ.. تعرف على أسعار الذهب مساء السبت 4 مايو 2024    سامح شكري يلتقي بوزير خارجية بنجلاديش على هامش قمة المؤتمر الإسلامى    "حريات الصحفيين" تثمّن تكريم "اليونسكو" للزملاء الفلسطينيين.. وتدين انحياز تصنيف "مراسلون بلا حدود" للكيان الصهيوني    سفير فلسطين لدى تونس: مصر تبذل جهودا دبلوماسية فاعلة تجاه قضيتنا.. وسنجني النتائج قريبا    وزير الرياضة يشهد ملتقى شباب المحافظة ويعقد لقاءً حواريًّا مع الكيانات الشبابية    نهاية الشوط الأول| تعادل سلبي بين الخليج والطائي    رسميا.. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    الطب البيطري بدمياط يشن حملة تفتيشية لضبط الأسواق في كفر البطيخ    المُشدد 10 سنوات لعصابة الخطف والسرقة بالإكراه بدار السلام    غرق شاب بشاطئ قرية سياحية في الساحل الشمالي    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    «الإعلام في عصر تعدد المنصات» ل على التركى يشارك في معرض أبو ظبي للكتاب ال33    الينسون والنعناع بعد تناول الفسيخ والرنجة..    أسئلة اتحاد القبائل    من بينها ناي ل كاظم وموال الشوق ل نجاة، أبرز أغاني الراحل الشاعر بدر بن عبدالمحسن    التشكيل - تغييرات عديدة في هجوم سيراميكا.. وأكينمولا يقود الداخلية    3 حالات تجلط لكل مليون، رسائل طمأنة للمصريين بشأن لقاح كورونا    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    أحدث 30 صورة جوية من مشروع القطار السريع - محطات ومسار    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    طلب برلماني بتشكيل لجنة وزارية لحل مشكلات العاملين بالدولة والقطاع الخاص -تفاصيل    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    كشف ملابسات فيديو التعدى بالضرب على "قطة".. وضبط مرتكب الواقعة    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة لمدينتي سفنكس والشروق لسرعة توفيق أوضاعها    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 والثانوي الأزهري    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    لتغيبهم عن العمل.. إحالة 37 بمستشفيات الرمد والحميات المنوفية للتحقيق (صور)    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    روسيا تسقط مسيرتين أوكرانيتين في بيلجورود    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    حسين هريدي: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    توفيق عكاشة: شهادة الدكتوراه الخاصة بي ليست مزورة وهذه أسباب فصلي من مجلس النواب    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



90 عامًا.... مصرللطيران شموع تضىء سماء العالم بألوان علم مصر
نشر في الوفد يوم 07 - 05 - 2022

الشركة الوطنية تواصل خطتها المستقبلية فى توسعة شبكة الخطوط وتحديث الأسطول فى عيدها ال90
حدّثت أسطولها ومثلت مصر دوليًا وشاركت فى وضع حلول لأزمة كورونا.. إنجازات كبيرة ل«مصر للطيران»
كينشاسا بالكونغو ودبلن بأيرلندا... دكا بنجلاديش خطوط جديدة لمصرللطيران فى إطار توسعة شبكة خطوطها
مصرللطيران.. «الخطوط الهوائية المصرية».. «مصر إيرورك».. «الطيران العربية المتحدة».. أسماء مختلفة لكيان ارتبط بمصر سياسيًا واقتصاديًا
إقلاع أول خط مباشر للندن فى 16 يوليو 1970 كأطول خط بعد أولى الصفقات مع بوينج لشراء 4 طائرات B707-320
زيادة الأسطول.. توسيع شبكة الخطوط.. إنشاء مجمع هندسى للصيانة ومركز تدريب لمحاكيات الطائرات.. «فهيم ريان العصر الذهبى» منذ توليه مفوضًا عامًا ورئيسًا 1981 وحتى 2002
2022 و2023 استمرار تحديث الأسطول والبدء فى استلام أولى طائرات الإيرباص A321NEO والبوينج B787-9Dreamliner
2002.. هيكلة جديدة.. مصر للطيران شركة قابضة تتبع وزارة الطيران وتحويل القطاعات إلى شركات
2016 تحقيق النجاح بفضل الاستقرار
2017 -2019 التعاقد على إيجار وشراء 45 طائرة من أحدث الطرازات.. سميت بصفقة القرن
بشعار «تاريخ عريق.. ومستقبل مشرق» احتفلت وزارة الطيران المدنى بعيد الطيران المدنى الثانى والتسعين فى 26 يناير الماضى فى نفس الوقت الذى احتفلت فيه الشركة الوطنية مصرللطيران بعيدها ال90 أمس فى السابع من مايو 2022، حيث تم تأسيسها فى عام 1932، وطوال هذه السنوات ظلت مصرللطيران جزءًا مهمًا من تاريخ الوطن يتأثر به ويؤثر فيها. «الخطوط الهوائية المصرية»، «مصر إيرورك»، «الطيران العربية المتحدة»، «مصرللطيران».. أسماء مختلفة لكيان وطنى وُلد عظيمًا، عكست على مدار تاريخه مدى ارتباط هذا الكيان بالوطن مصر، سياسيًا واقتصاديًا. فمصرللطيران ليست مجرد شركة طيران، بل هى تاريخ ومجهود مشرف لأُناس شغفهم حب الوطن فحاربوا لأجل تحقيق حلم كيان معنى بالطيران المدنى يحمل اسم مصر، وحتى بعد تحقق الحلم وارتفاع مكانة مصرللطيران بين مصاف شركات الطيران العالمية، ظلت التحديات قائمة، ما بين أحداث سياسية يمر بها العالم أو مصر تتأثر بها الشركة فتعمل على تخطيها، وكيف لا ومصرللطيران جزء من الوطن يحمل اسمه ويجوب به سماء العالم..
ومن تاريخ مصرللطيران الملىء بالإشراقات، نستعرض بعض اللمحات فيه، وإن أردنا إفساح المجال لذكر كل صفحة فى تاريخ هذا الصرح لاستعنا بمجلدات قد لا تكفى صفحاتها لذكر جهود بذلها بكل إخلاص أجيال وأجيال لحفر هذا الاسم فى سماء العالمية، منذ نشأته وحتى عامه ال90 الذى نحتفل به هذا العام.
بدايات واعدة..
،،،،،،،،،،
كتب- عبدالخالق خليفة وأمانى سلامة:
لا تُذكر بدايات مصرللطيران كفكرة إلا وذّكر الأب الروحى والداعم الأكبر لإنشائها، طلعت حرب باشا الاقتصادى الكبير، الذى حمل على عاتقه تحقيق حلم المحاولات الفردية لبعض الشباب المصرى فى ذلك الوقت بتكوين شركة مصرية للطيران المدنى، وكان على رأس تلك المحاولات حلم كمال علوى فى 1929 الذى سافر إلى باريس وتعلم فنون الطيران واشترى طائرة كانت هى الأولى التى يتم تسجيلها فى مصر وحملت حروف التسجيل SU-AAA، وقد أهداها بعد ذلك إلى شركة «مصر للطيران» وتلى ذلك تبنيه لحملة تكوين الشركة إلا أنها لم تحرك المياه الراكدة ولم يستجب لها أعضاء نادى الطيران المصرى الذى أسسه. ولكن مع نجاح وصول محمد صدقى كأول طيار مصرى يصل بطائرته «الأميرة فايزة» من برلين إلى القاهرة فى 26 يناير 1930 جاءت أول خطوة حقيقة فى طريق تأسيس الشركة، حيث تعاون الثلاثة العظام كمال علوى ومحمد صدقى وطلعت حرب لتحقيق الحلم من خلال بنك مصر الذى أسسه طلعت حرب، وأثمرت الجهود عن صدور المرسوم الملكى فى يوم 7 مايو 1932 بإنشاء مصر للطيران وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية وهو «شركة الخطوط الهوائية المصرية» والآخر باللغة الإنجليزية وهو «مصر آير وورك»، ونص عقد التأسيس أن يمتلك المصريون 60% على الأقل من هذه الأسهم. وتحدد رأسمال الشركة فى البداية عشرين ألف جنيه. وهكذا جاءت النواة الأولى مصرية بالأسهم وبالمؤسسين، فى أشارة واضحة إلى أن الشركة لن تُدار إلا بمصر وأبنائها.
ورغم أن البداية بالشركة تمثلت فى التدريب والنزهات فى مطار ألماظة، إلا أنها سرعان ما بدأت بتكوين أول نواة لأسطولها، حيث وصلت فى 30 يونيو 1933 مطار ألماظة أول طائرتين من طراز ديهافيلاند دراجون 84 سعة الواحدة أربعة ركاب كنواه للأسطول، وكانت أولى رحلاتها إلى الإسكندرية ومرسى مطروح. وعلى صعيد آخر فى أكتوبر من العام نفسه شهدت مصر دخول أول امرأة لعالم الطيران بحصول لطفية النادى على إجازة طيار خاص.
وبنفس السرعة بدأت الشركة فى إعداد جدول تشغيلها، حيث سيرت رحلاتها إلى الإسكندرية ومرسى مطروح وأسوان، وأيضاً فى العام التالى إلى مدينتى اللد وحيفا بفلسطين. فى عام 1935 قامت الشركة بضخ دماء جديدة فى شرايينها بتزويد أسطولها بسبعة طائرات جديدة دفعة واحدة، ضمت طائرتين من طراز دى هافيلاند إكسبريس86 (ذات 4 محركات، سعة 12-14 راكباً) و5 طائرات من طراز دى هافيلاند رابيد89 (ذات محركين، سعة 7-8 ركاب).
وفى نفس العام أيضاً قامت الشركة بتوسيع شبكة خطوطها المحلية والدولية لتشمل بورسعيد والمنيا وأسيوط، كما أضافت لخطوطها الدولية يافا وقبرص وبغداد.
وجاءت درة أعمال الشركة فى تلك الفترة حين سيرت أول رحلة بين كل من جدة والمدينة المنورة فى 1936 فكانت طائرات مصر للطيران أولى الطائرات فى العالم التى تهبط فى كل من المدينتين.
الشركة للمصريين..
وبعد الحرب العالمية الثانية عام 1939 بدأت الشركة مرحلة جديدة فى تاريخها، حيث أصبح رأسمالها مصرى بالكامل بعد انسحاب ايروورك البريطانية الشريك الأجنبى وحل المصريون محل البريطانين ليصبح كل شىء فيها مصريًا وانتهى عصر الأجانب وتحول اسمها إلى الخطوط الجوية المصرية– Misr Airlines فى عام 1941.
وأثبت هنا المصريون براعتهم وكفاءتهم التى تعلو عن البريطانيين، حيث بدأت الورش الفنية فى تصنيع طائرات صغيرة لتتدرب عليها أطقم المدفعية البريطانية، وتمكنوا أيضاً من تحويل طائرتين من طرازى أفرو19 وأنسون الحربيتين إلى طائرات ركاب مدنية مما اعتبر معجزة بحق أبهرت الجميع بمن فيهم مالك شركة آير وورك نفسه. هذا بخلاف تحويلهم أيضاً لطائرات «داكوتا» الحربية إلى طائرات ركاب مدنية بورش الشركة بألماظة.
وبعد انتهاء الحرب استمرت الشركة فى تطوير أسطولها وبحلول يوليو 1946 أصبح الأسطول الجوى المدنى المصرى يضم 18 طائرة (3 بيتش كرافت، 5 أفرو 19، 4 دى هافيلاند 86، 4 دى هافيلاند 89، طائرة واحدة من كل من طراز دى هافيلاند 84، دى هافيلاند 90). ثم كانت الصفقة الأهم وهى شراء 5 طائرات فايكنج التى تتسع لعدد 24 راكباً، حيث كانت إيذاناً بالانتقال من عصر الطائرات الصغيرة إلى عصر الطائرات الكبيرة وهو ما طور أيضاً من مستوى الخدمة المقدمة للركاب فبدأ لأول مرة ظهور أطقم الضيافة على متن الطائرات وقدمت الوجبات الساخنة والمشروبات بعد أن كانت الوجبات الخفيفة فقط هى التى تقدم على طائرات الشركة.
ثورة 1952.. دماء جديدة فى شريان الشركة..
ثم جاءت ثورة 1952 التى أولت اهتمامها بمصر للطيران، حيث أسهمت فى رأس المال ليرتفع من 300 ألف جنيه إلى مليون جنيه، وتمثلت أولى ثمار هذه المساهمة فى إضافة 5 طائرات فايسكاونت
ذات المحركات الأربعة والمقاعد الاثنين والخمسين. كما استقدمت فيه الشركة أول جهاز محاكى لتدريب طياريها عليه لتصبح الأولى والوحيدة فى ذلك المجال فى هذا الوقت وصار معهد مصر للطيران قبلة المتدربين والدارسين.
الستينيات وارتباطات سياسية..
كما شهدت الستينيات العديد من ملامح التطوير أيضاً فى مصرللطيران كان أولها انضمام ثلاث طائرات من طراز دى هافيلاند «كوميت-4C» المزودة بأربعة محركات نفاثة، وتسع أربعة وثمانين راكباً، وتبلغ سرعتها 850 كيلومتراً فى الساعة. ثم تسيير أطول خطوط الشركة منذ نشأتها وهو خط القاهرة / روما / فرانكفورت / زيوريخ / لندن.
بينما كان أهم هذه الملامح إصدار الرئيس جمال عبدالناصر بوصفه رئيس الجمهورية العربية المتحدة، القرار رقم 83 لعام 1960بتوحيد شركة مصر للطيران ومؤسسة الخطوط الجوية السورية فى شركة واحدة تحت اسم «شركة الطيران العربية المتحدة» وذلك إثر الوحدة التى قامت بين مصرو سوريا فى 1958.
و فى عام 1962 أعيد هيكلة الشركة لتصبح جزءًا من الدولة، ولتصبح الشركة مؤسسة تحت اسم المؤسسة العربية العامة للطيران، وتضم شركات الطيران العربية المتحدة للخطوط الخارجية، ومصر للطيران للخطوط الداخلية، والشركة العامة للخدمات وتموين الطائرات، وشركة الكرنك للسياحة. وبدءًا من مارس 1963 تقرر إقلاع جميع الرحلات من مطار القاهرة الجديد (الحالي) وفى تلك الأثناء تأسست أسواق مصر للطيران الحرة فى مطار القاهرة وافتتحت فى 1963.
نجاح وصمود رغم النكسة..
وبالطبع كان لنكسة يونيو 1967 الأثر البالغ على اقتصاديات الشركة، ورغم أجوائها الصعبة، استطاعت الشركة مواصلة صمودها، حيث أقلع أول خط مباشر من القاهرة إلى لندن فى 16 يوليو 1970 كأطول خط آنذاك، وذلك بعد عقد مصرللطيران لأولى صفقاتها مع شركة بوينج العالمية لشراء 4 طائرات من طراز B707-320
وجاءت نقلة أخرى فى تاريخ الشركة فى 1971جعلت العمل فى مجال الطيران المدنى المصرى أكثر تنظيمًا وهى صدور القرار الجمهورى بإنشاء الهيئة المصرية العامة للطيران المدنى، لتنتقل إليه تبعية مؤسسة مصرللطيران، ولتستعيد مرة أخرى اسمها الذى أنشئت به «مصر للطيران»، كما تبع الوزارة أيضاً كل من الهيئة المصرية العامة للطيران المدنى، والهيئة العامة للأرصاد الجوية، وهيئة ميناء القاهرة الجوى، والمعهد القومى للتدريب على أعمال الطيران.
وبعد انتصار أكتوبر حققت الشركة أيضاً إنجازات تحسب لها مثل استخدام الحاسبات الآلية فى أنشطة الحسابات لخدمة نظم المرتبات وحفظ السجلات والإيرادات وحسابات المخازن والأسواق الحرة ولحجز الركاب، كما تم افتتاح مجمع خدمات الطيران كأحدث وأكبر مجمع للخدمات الجوية فى الشرق الأوسط هذا بخلاف التعاقد على إنشاء قرية البضائع.
1980: 2002.. عصر الشركة الذهبى
فى عام 1980 أصبح المهندس محمد فهيم ريان مفوضًا عامًا لمصر للطيران ثم تولى رئاسة مجلس إدارتها فى 1981 وحتى عام 2002 شهدت خلالها مصرللطيران عدة نجاحات، حيث قام بوضع خطة تطوير قامت على دراسة شاملة لشبكة خطوط الشركة، ومن نتائج هذه الدراسة خلصت الشركة إلى الشكل الأمثل للشبكة، كما حددت الطرز التى تحتاجها من حيث المدى والسعة بناء على ذلك وأيضاً بناء على دراسات السوق.
وقد زاد الأسطول بشكل لم تشهده مصرللطيران إلا وقتها، فتم شراء 8 طائرات آيرباص (A300-B4) لتغطية أسواق أوروبا والشرق الأوسط، ثم 3 طائرات بعيدة المدى من طراز بوينج 767/200، وتلاها شراء طائرتين من طراز بوينج 767/300 للوفاء بمتطلبات حركة النقل المتزايدة للأسواق البعيدة. تلا ذلك شراء 7 طائرات جديدة من طراز آيرباص (A320-200) ولخدمة مناطق الجذب السياحى فى مصر ولنقل الحركة السياحية إليها من الخارج مباشرة، قامت الشركة بشراء 5 طائرات جديدة من طراز بوينج 737/500، بالإضافة إلى شراء 3 طائرات بوينج 777/200 و3 طائرات آيرباص (A340-200) فائقة المدى لتغطية متطلبات سوقى أمريكا الشمالية واليابان، وتلى ذلك شراء 4 طائرات آيرباص (A321-200) لخدمة سوق الطيران العارض الجديد والواعد. وبذلك بلغ إجمالى تكاليف عمليات الإحلال والتجديد لأسطول الشركة ما يزيد على 3.112 مليار دولار.
وفى اتجاه مواز قامت الشركة بتطوير بنيتها التحتية ففى مجال التدريب زُود مركز التدريب بمحاكيات طائرات البوينج 707 و737 ومحاكيات آيرباص، إضافة إلى محاكيات تدريب أطقم الضيافة على أعمال خدمة الركاب وإجراءات الطوارئ والإخلاء السريع، كما تم إنشاء مجمع هندسى مجهز فنياً بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الدعم الفنى للطائرات وملحقاته من هناجر وورش، ووحدات تعمير وإصلاح واختبار المحركات. أما القطاع التجارى فأصبح قطاعاً ضخماً يضم بين جنباته خمس إدارات كبيرة، هى الإدارة العامة للمبيعات، إدارة البحوث التجارية، إدارة الشئون الدولية، إدارة الخدمات السياحية، وإدارة المحطات.
كما شهدت هذه الفترة إنشاء المجمع الإدارى للعاملين بالشركة ومستشفى مصرللطيران على أعلى مستوى خدمى.
2002.. هيكلة جديدة.. مستوى عالمى
تم تشكيل أول وزارة للطيران المدنى فى 2002 وأصبحت مؤسسة مصر للطيران شركة قابضة، تتبع مباشرة وزارة الطيران المدنى وتم تحويل القطاعات التى كانت موجودة فى السابق إلى شركات تابعة بدأت بشركة الخطوط، وشركة الصيانة والأعمال الفنية، وشركة الخدمات الأرضية، وشركة الخدمات الجوية، وشركة الشحن، وشركة السياحة والأسواق الحرة، إضافة إلى شركة الخدمات الطبية. وتمثل أول النجاحات فى الثوب الجديد فى حصول الشركة على شهادة الأيوزا التى تمنحها المنظمة الدولية للنقل الجوى (أياتا) كأول شركة طيران فى أفريقيا والمنطقة والسابعة عشرة فى العالم تحصل على هذه الشهادة وذلك فى 2004، ثم أُنشأت شركتا إكسبريس للخطوط الداخلية والصناعات المكملة، ليلى ذلك تلقى مصرللطيران لدعوة من اتحاد ستار العالمى للانضمام إليه وقد انضمت بالفعل فى 2008 لتصبح العضو الحادى والعشرين فى أكبر التحالفات العالمية فى مجال صناعة النقل الجوي.
ومواكبة لهذا النجاح العالمى، افتتحت مصرللطيران مبنى الركاب رقم 3 فى مطار القاهرة الدولى الذى أصبح مركزًا لرحلات مصر للطيران وباقى شركات تحالف ستار.
وفى هذا الإطار أيضاً تعاقدت مصرللطيران على صفقة شراء (12) طائرة من طراز بوينج 737/800 وصلت خلال عامى 2008 و2009 فى إطار تطوير أسطولها بما يواكب التغيرات العالمية فى مجال النقل الجوى. تلا ذلك استلام مصر للطيران فى 2010 (9) طائرات من أحدث الطرازات منها أربع طائرات من طراز البوينج 777-300ER وطائرة من طراز الآيرباص 330-300 و4 طائرات من طراز البوينج 737-800.
مصرللطيران ما بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو
كانت لثورة 25 يناير تبعات تأثرت بها الشركة، حيث انخفضت نسبة السياحة بشكل ملحوظ نظرًا لعدم استقرار الأوضاع وتعرضت الشركة لخسائر كبيرة وصلت إجماليها إلى 10 مليارات جنيه فى 5 سنوات بسبب انخفاض التشغيل والأحداث السياسية والحروب فى المنطقة العربية التى أدت إلى إغلاق بعض الخطوط، فقامت مصرللطيران بعمل العديد من حملات الترويج السياحى لوفود بعض الدول تنشيطًا لحركة السياحة فى محاولة منها لاستعادة نسبة التشغيل على رحلاتها مرة أخرى، ورغم الفترة التى تلت ذلك من عدم استقرار، فإن الشركة بدأت تتخطى هذه المرحلة فى 2013 حين بدأت الشركة فى تطبيق خطتها لتقليل الخسائر وترشيد النفقات التى أتت ثمارها فى العام المالى 2014-2015، حيث تم تخفيض حجم الخسائر بنسبة 75% عن العام السابق له.
وفى عيد مصرللطيران الثالث والثمانين، تم افتتاح المرحلة الأولى من متحف الشركة ليخلد تاريخها والمجهود، متضمنًا مجموعة نادرة من الصور التاريخية والنماذج المجسمة لأسطول مصرللطيران منذ نشأتها وصور تاريخية لأبرز الشخصيات فى تاريخ الطيران المدنى ومصرللطيران والمؤسسين للشركة الوطنية والذين كانت لهم علامات بارزة فى النهوض بالشركة على مدى تاريخها كما يضم المعرض صور لسكوك عملات معدنية وطوابع بريد تحمل شعار مصرللطيران فى مراحل تاريخية مختلفة وكذلك صور لبعض القادة والزعماء والمشاهير العالميين والمصريين الذى سافروا على متن رحلات مصرللطيران.
وكركن اقتصادى ووطنى مهم فى مصر مرتبط بكل ما يشهده الوطن من لحظات فرح بمشاريع عملاقة، كانت مصرللطيران الناقل الرسمى لحدثين من أهم الأحداث التى شهدتها المنطقة العربية بل والعالم أجمع، وهما المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ فى مارس 2014 وافتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015لتحمل فرحة مصر بالتغيير إلى تشهده للعالم أجمع لمسافريها وعلى متن طائراتها.
عام 2016 مزيد من النجاح بفضل الاستقرار
فى حفل ساحر أحياه الفنان الموسيقار عمر خيرت وقعت شركة الصيانة والأعمال الفنية مع شركة جنرال إلكتريك اتفاقيةTrueChoiceTM Materials للخدمات الاستشارية فى مجال صيانة محركات الطائرات وإصلاحها وفحصها للمساعدة فى تطوير إمكانات مصر الطيران لإصلاح محرك الCFM56-7B. وتغطى الاتفاقية الشاملة الدعم الفنى والخدمات الاستشارية لعمليات صيانة محركات الطائرات وأجزائها وإصلاحها وفحصها، مما يؤكد حرص مصرللطيران على متابعة وتطبيق كل جديد ومتوافق مع المعايير والتكنولوجيا العالمية فى صناعة النقل الجوى بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية العاملة فى هذا المجال.
وفى خطوة جديدة لشركة الصيانة والأعمال الفنية تم افتتاح مشروع تطوير هنجر 7000 بهدف زيادة استيعاب هناجر الشركة لعدد أكبر من طائرات العملاء على المستويين المحلى والدولى وأيضاً بهدف تقديم خدمات متميزة لعملائها نظرا لكون الأنظمة التى تمت إضافتها للهنجر تعد من أحدث الأنظمة التى تساعد على إنجاز أعمال الصيانة بكفاءة عالية وتوفر المناخ المناسب للأطقم الفنية العاملة بالهنجر.
ولعل أكبر إنجاز حققته الشركة خلال تلك الفترة هو إعلانها عن صفقة شرائها ل9 طائرات جديدة تنضم لأسطولها من أحدث طرازات البوينج وهى ال800-737 بقيمة تقدر بنحو 864 مليون دولار بما يعادل 9 مليارات جنيه مصرى تقريبًا، وتم تمويل ثمانى طائرات من هذه الصفقة من قبل شركة دبى لصناعات الطيران Dubai Aerospace Enterprise (DAE) Ltd، التى يقع مقرها بدبى، الإمارات العربية المتحدة.
وتمكن هذه الصفقة مصرللطيران من استكمال استراتيجيتها نحو تعزيز وتحديث أسطولها بأحدث الطرازات التى تتناسب مع تشغيلها لرحلات متوسطة وطويلة المدى إلى نقاط متعددة بشبكة خطوطها، خاصة وأن شركة بوينج استطاعت من خلال الجيل الجديد من طرازها البوينج NGS737-800 من أن تنال ثقة العديد من كبريات شركات الطيران العالمية لما يمنحه هذا الطراز من اقتصادية فى التشغيل وكفاءة فى الأداء ومستوى عال من الرفاهية، فضلاً عن إضافة مواصفات خاصة فى التعاقد الجديد من حيث اتساع المقاعد وتنوع وزيادة مستويات الرفاهية.
2017 -2019.. صفقة القرن
وشهد نهاية عام 2017 تعاقد مصرللطيران فى معرض دبى للطيران على إيجار وشراء ونية شراء 45 طائرة من أحدث الطرازات بمعدل 24 من طراز الCS300s لشركات بومباردييه الكندية التى استحوذت عليها بعد ذلك شركة ايرباص العالمية لتصبح هذه الطائرات من طراز الإيرباص A220-300 والتى تسلمت مصرللطيران منها 12 طائرة وكذلك التعاقد على 6 طائرات من طراز البوينج دريملاينر B787-9تعمل بمحركات رولزرويس، هذا بالإضافة إلى 8 طائرات من طراز الإيرباص A320Neo التى تعمل بمحركات CMF LEAP. وقد تم بالفعل البدء فى استلام هذه الطائرات اعتبارًا من عام 2019 وهو ماعرف بصفقة القرن التى لم تحدث فى تاريخ الشركة من قبل، بالإضافة إلى التعاقد على 7 طائرات من طراز الإيرباص A321Neo وطائرتين من طراز البوينج دريملاينر B787-9.
2020 مصرللطيران وإدارة أزمة عالمية «جائحة كورونا»
مع نهاية عام 2019 وبداية عام 2020 اجتاح العالم أزمة عالمية كبيرة اثرت على معظم المجالات والصناعات وكان النصيب الأكبر فى التاثير من نصيب صناعة الطيران المدنى والسياحة على مستوى العالم وهى ظهور فيروس جديد يعرف باسم فيروس كورونا والذى يعد أكبر تحد واجهته صناعة النقل الجوى فى تاريخها، حيث توقفت حركة الطيران وإغلاق الكثير من المطارات والمجالات الجوية فى معظم دول العالم للحد من انتشار المرض الأمر الذى ادى إلى تأثر صناعة الطيران بشكل كبير وإعلان عدد كبير من شركات الطيران إفلاسها وتراجع موقفها المالى إلى أدنى مستوياته بسبب انخفاض معدلات التشغيل وقلة حركة الركاب ولم تكن مصرللطيران بمنأى عن هذا التأثير، حيث تعرضت الشركة لفقد إيرادات كبيرة فى الفترة التى توقفت فيها حركة الطيران فى مصر بشكل كامل من الفترة 19 مارس وحتى قرار عودة الطيران فى 1 يوليو 2020 واستمر التأثير حتى بعد التشغيل الجزئى لحركة الطيران بسبب انخفاض أعداد الركاب ووقف كثير من الدول لحركة الطيران وفرض دول أخرى إجراءات احترازية معينة لدخول أراضيها، وبالرغم من كل ذلك فقد حرصت مصرللطيران منذ الإعلان عن هذه الجائحة على الإلتزام بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية فى جميع مراحل السفر وعلى متن الطائرات لتوفير رحلة أمنة لعملائها كما لم تتوقف الشركة بالرغم من تدهور الوضع المالى عن تنفيذ خطة إحلال وتجديد اسطولها الجوى واستكمال صفقات استلام الطائرات وتنفيذ أليات مشروع هيكلة ودمج شركات مصرللطيران لتصبح 3 شركات بدلًا من 8 شركات تابعة للشركة القابضة كما تم وضع خطة لإدارة هذه الأزمة تقوم على ترشيد النفقات والبحث عن حلول وبدائل لتعظيم الإيرادات من بينها الاهتمام بنشاط الشحن الجوى الذى شهد تقدمًا ملحوظًا خلال فترة الجائحة خاصة فى مجال شحن الأدوية والمستلزمات الطبية، ولم يأت عام 2021 بجديد عن سابقه سوى فى الأمل أن تأتى اللقاحات الجديدة التى تم اكتشافها لعلاج الفيروس فى تحقيق نتائج إيجابية تسهم فى زيادة حركة الطيران نسبيا كما لم تتخل مصرللطيران عن دورها الوطنى فى شحن اللقاحات الجديدة لفيروس كورونا التى تعاقدت عليها الحكومة المصرية لتطعيم أبناء الشعب المصرى.
عام 2021 بداية الإنفراجة وخطة التعافي
استمرت الشركة تمارس دورها ورسالتها متخطية العقبات والصعاب، وكما شهدت فترات صعبة فى السابق، عادت لتشهد فترات أكثر صعوبة وخاصة مع ظهور فيروس كورونا وتعليق حركة الطيران.ولم يأت عام 2021 بجديد عن سابقه سوى فى الأمل أن تأتى اللقاحات الجديدة التى تم اكتشافها لعلاج الفيروس فى تحقيق نتائج إيجابية لتكون بداية الانفراجة فى زيادة حركة الطيران نسبيًا، كما لم تتخل مصرللطيران عن دورها الوطنى فى شحن اللقاحات الجديدة لفيروس كورونا التى تعاقدت عليها الحكومة المصرية لتطعيم أبناء الشعب المصرى واستمرت الشركة فى ضوء توجيهات الطيار محمد منار وزير الطيران المدنى والطيار عمرو أبوالعينين رئيس الشركة القابضة لمصرللطيران فى وضع كافة الحلول لتعظيم الإيرادات وترشيد النفقات وتمكنا من العبور بالشركة إلى بر الأمان فى الوقت الذى انهارت فيه شركات طيران حول العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا.
عام 2022 الريادة فى أفريقيا وتوسعة شبكة الخطوط
استهلت الشركة الوطنية مصر للطيران بداية عام 2022 بسبق جديد كعادتها بتشغيل أول رحلة بخدمات ومنتجات «صديقة للبيئة» فى إطار المسئولية المجتمعية للشركة من القاهرة إلى باريس لتكون الرحلة الأولى من نوعها لشركة طيران فى القارة الأفريقية فى إطار استراتيجية وزارة الطيران المدنى لتحقيق التنمية المستدامة وفق توجهات الدولة المصرية، كما أعلنت الشركة عن تشغيل خطوط جديدة فى إطار توسعة شبكة خطوطها الجوية مثل خط كينشاسا بالكونغو مارس المقبل ودبلن بأيرلندا فى يونيو القادم والانتهاء من إجراءات تشغيل خط دكا بنجلاديش خلال العام الحالى وغيرها من الخطوط الجديدة، فضلًا عن الاستمرار فى خطة تحديث الأسطول، حيث يشهد نهاية عام 2022 و2023 البدء فى استلام أولى طائرات الإيرباص A321NEO والبوينج B787-9Dreamliner المتعاقد عليهم.. ولا يزال التفاؤل يملأ مصرللطيران فى الخروج والتعافى من أزمة فيروس كورونا فى أسرع وقت مثلما اجتازت الشركة الوطنية العديد من الأزمات على مدار تاريخها المشرف الذى يمتد ل90 عامًا فى سماء العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.