وزير الري يشارك في الاحتفال بمرور 50 عامًا على البرنامج الهيدرولوجي الدولي لليونسكو    محافظ الدقهلية يتابع نتائج لجان المرور على المنشآت الصحية بمركزي المطرية والمنزلة    وزير الري: لا مساس بنقطة مياه مصرية    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    ننشر قائمة الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام بحضور قادة أكثر من 20 دولة    كييف تعلن إسقاط 103 طائرات مسيرة روسية خلال الليل    باكستان تغلق نقاط عبور حدودية مع أفغانستان في ظل اشتباكات عنيفة    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    طائرة نيجيريا تتعرض لحادث في ظروف غامضة    محمد صبحي يفوز ببرونزية وزن 88 كجم ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    تقرير.. ليفاندوفسكي يغلق بابه أمام اللعب في الدوريات العربية    جاكبو يقود تشكيل منتخب هولندا ضد فنلندا في تصفيات كأس العالم 2026    ضبط شخص يروج لبيع أدوات تستخدم فى الأعمال المنافية للآداب عبر مواقع التواصل الاجتماعى    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل تاجر الذهب في البحيرة لجلسة 10 نوفمبر    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل محاكمة 56 متهما بنشر أخبار كاذبة    تأجيل إستئناف المتهم الثاني ب " أحداث ميدان لبنان " ل 8 نوفمبر    مهرجان القاهرة السينمائي يكرم المخرجة المجرية إلديكو إنيدي بجائزة الهرم الذهبي في دورته ال46    على الصعيد المهنى والعاطفى.. حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأحد 12 أكتوبر    فى أول زيارة منذ انتخابه مديرا عاما لليونسكو.. وزير الخارجية يستقبل خالد العناني    روبي تشعل باريس وتعلن نفاد تذاكر حفلها قبل إنطلاقه بساعات    قبل عرض أولى بطولاته.. أبرز أعمال أحمد صلاح حسني في السينما والتلفزيون    منذ الألفية الثانية قبل الميلاد.. إفلاطون بنار بتركيا يتحدى الجفاف    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    نائب وزير الصحة يحيل إدارة مستشفى الأحرار التعليمي بالشرقية للتحقيق ويوجه بإجراءات عاجلة    نائب وزير الصحة يترأس اجتماعا للإعداد للنسخة 3 من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    رئيس جامعة بنها ووكيل الأزهر يفتتحان ندوة "الإيمان أولا"    بعد قرار الرئيس، هل يختلف نائب الشيوخ المنتخب عن المعين؟    قافلة دعوية برعاية «أوقاف مطروح» تجوب مدارس الحمام لتعزيز الانتماء ومحاربة التنمر والتعصب    ما حكم زيارة مقامات الأنبياء والأولياء والصالحين؟ الإفتاء تفسر    وزير الدفاع يشهد تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية (صور)    شعبة القصابين: تراجع شراء اللحوم 20%.. والجزارون يتجهون لفتح مطاعم لبيع «الحواوشي»    «يونيفيل» تعلن إصابة أحد عناصرها بقنبلة إسرائيلية في جنوب لبنان    "إي آند مصر" تطلق مبادرة "صحة مدارسنا"    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع العواصم الأوروبية دعمًا للشعب الفلسطينى    رام الله: مستوطنون يقتحمون خربة سمرة بالأغوار الشمالية    إصابة 5 فى تصادم سيارة ملاكى وتوك توك وتروسكيل بطريق برج نور أجا بالدقهلية    هانى العتال عن تعيينه فى مجلس الشيوخ: شرف كبير أنال ثقة الرئيس السيسي    ختام جولة مشروع "المواجهة والتجوال" بمحافظة جنوب سيناء.. صور    الضرائب: الفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني شرط أساسي لإثبات التكاليف ورد ضريبة القيمة المضافة    محافظ المنوفية يدشن فعاليات المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سي بمدرسة المساعي الجديدة بنات بشبين الكوم    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    الرئيس السيسى يتابع مع شركة أباتشى الموقف الاستكشافى للمناطق الجديدة    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    وزير الصحة يشهد حفل توزيع جائزة «فيركو» للصحة العامة في ألمانيا    رحيل فارس الحديث النبوى أحمد عمر هاشم.. مسيرة عطاء فى خدمة السنة النبوية    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    ترشيح هذه الفنانة للوقوف أمام محمد فراج في أب ولكن    سفارة قطر بالقاهرة تعرب عن بالغ حزنها لوفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري في حادث    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    خالد جلال: جون إدوارد ناجح مع الزمالك.. وتقييم فيريرا بعد الدور الأول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«ليلة العمر».. دماء على فستان الزفاف
عرائس يتكفنًّ بثوب زفافهن.. وأفراح تتحول إلى سرداقات عزاء
نشر في الوفد يوم 22 - 09 - 2021

ليلة العمر.. هى الحلم الذى يسكن خيال الشباب لبداية حياة جديدة وأول قشة فى عش الزوجية، لكن الحلم الذى يصبح فى غمضة عين كابوساً حالك السواد وتتحول معه الفرحة إلى حزن، والبسمة لدمعة، والزغاريد» إلى صراخ وعويل، ومواكب العرس الصاخبة لجنازات تحرق القلوب، والسبب «حماقات» وسلوكيات غير مسئولة وعادات وتقاليد قاتلة، وتبدأ من حمل العريس على أكتاف أصدقائه الشباب ودفعه لأعلى بشكل هيستيرى ليسقط مضرجاً فى دمائه بعد فشلهم فى التقاطه.
كما تؤدى إقامة زفة عشوائية مجنونة فى الشوارع إلى ارتكاب كل أنواع المخالفات تنتهى بحوادث سير مروعة، مخلفة أشلاء معجونة بتراب الشوارع، فضلا عن استخدام وسائل قاتلة للاحتفال بدءًا من إطلاق رصاص عشوائى يستقر بعضه فى صدر أحد المدعوين أو رأس أحد العروسين، أو إشعال الشماريخ والألعاب النارية التى تحول الفرح إلى نار جهنم تسقط فيها صديقات العروس كالفراش المحترق.
هذا الملف جرس إنذار بعد تكرار حوادث الأفراح وسقوط الضحايا ونزيف الدماء الذى تتحول معه ليلة العمر إلى آخر ليلة فى العمر.
رصاص عشوائى وراء الكارثة .. »ليلة العمر« آخر لحظات الفرح
فى مساء آخر أيام الشهر الماضى كانت قرية «عرب العيايدة» -إحدى قرى مركز الخانكة التابع لمحافظة القليوبية- على موعد مع السعادة، وفجأة تحولت الأفراح أحزانا، وانقلبت الابتسامات دموعا..
كان أغلب أهالى القرية مجتمعين أمام أحد منازل للمشاركة فى «ليلة حنة» إحدى بنات القرية.. كانت السعادة فى كل مكان والفرح يغمر الجميع، والأطفال يرقصون على نغمات ال «دى چى» الذى تملأ صوته جنبات القرية..
ووسط السعادة الغامرة، دخل شاب فى بداية العشرينيات إلى ساحة منزل العروس ومعه صديقه، كان كل منهما يحمل بندقية رش خرطوش، وكان واضحا أنهما جاءا لمجاملة أهل العروس فى هذه الليلة السعيدة.
وفى حركة استعراضية راح الشابان يطلقان وابلا من خرطوش بنادقهما، وفجأة علقت طلقه داخل إحدى البندقيتين فحاول أحد الشباب اخراجها، وبالفعل نجح فى مهمته، وخرجت طلقة الخرطوش «المحشورة»، ولكن تبعها مجموعة أخرى من طلقات الخرطوش طاشت فوق روؤس «المعازيم»، واستقرت بعضها فى عيون وأجساد الكثيرين منهم، وفى لمح البصر تحول الفرح إلى ما يشبه «مذبحة الخرطوش» وسقط الضحايا وانفجر المكان بالصراخ.
أول المصابين كانت طفلة صغيرة اسمها «هنا» فقدت عينيها الاثنتين لتقضى باقى عمرها محرومة من نور البصر.
«إبراهيم» والد الطفلة «هنا»، أكد ل«الوفد»، أن ابنته وابنه أصيبا بالخرطوش، كما اصيب كثيرون آخرين، أغلبهم فقدوا عيونهم ويرقدون بالمستشفيات فى حالة حرجة، وأضاف «ابنتى تعانى من انفجار فى العين اليسرى واشتباه نزيف فى العين اليمنى، مشيرًا إلى أن ابنته ما زالت حتى الآن محجوزة بالمستشفى بسبب إصاباتها البالغة، واختتم حديثه قائلًا: «أهالى الشابين عرضا الصلح، ولكن علام نتصالح ؟!.. هل نتصالح على نور عيون أولادنا؟!»
وتابع: «إحنا مش عاوزين إيه غير أن ولادنا يعيشوا طبيعيين زى باقى الأطفال اللى فى سنهم وكفاية بقى ضرب نار ومجاملات فى الأفراح».
وتتوالى حوادث «ضرب النار» فى الأفراح مخلفة مأسى بلا حصر.. فى إحدى تلك الحوادث أصيبت فتاة بطلق نارى، بالعين أثناء تواجدها فى بلكونة منزلها وتصادف نقل مفروشات إحدى العرائس بمدينة ابوكبير بعد أن أطلق أحد الشباب النار ابتهاجا ومجاملة للعروسين بنقل المفروشات
وتحول الفرح إلى حزن على الفتاة المصابة خاصة بعد أن نقلها أهلها إلى المستشفى لإنقاذها، الأمر الذى أثار استياء أهالى مدينة ابوكبير على صفحات التواصل الاجتماعى مطالبين بتوقيع أقصى العقوبة لاستخدام الأسلحة والألعاب النارية فى الحفلات، خاصة بالأحياء الشعبية لمنع إصابة المشاركين بها.
وفى حادثة أخرى أصيب «عريس» بشظايا خرطوش ليلة حنته بطريق الخطأ، أثناء إطلاقه أعيرة نارية من سلاح نارى كتعبير عن فرحته.
وفقد الطفل «سعيد» حياته إثر إصابته بطلق نارى طائش فى حفل زفاف بالبحيرة، وتحول الفرح إلى سرادق عزاء.
وفى واقعة أخرى، أصيب عريسان بالعمى،، نتيجة إصابتهما بأعيرة خرطوش أطلقها المعازيم ابتهاجا بزفافهما.
وفى الشرقية ألقت أجهزة الأمن القبض على عريس بعد مقتل طفل بطلق خرطوش بالرأس، وإصابة آخر بخرطوش باليد، بطريقى الخطأ.
وقبل سنوات تعاطفت مصر كلها مع الطفل «يوسف العربي» الذى لقى مصرعه بطلق نارى فى أحد الأفراح، حيث كان يلعب مع أصدقائه بالقرب من ميدان الحصرى فى مدينة 6 أكتوبر، عندما سقط على الأرض. ونقل إلى المستشفى اكتشف الأطباء وجود طلقة نارية فى
المخ، ودخل فى غيبوبة وأيدت محكمة النقض سجن متهمين اثنين 5 سنوات، فى القضية.
وكشفت تحقيقات النيابة أن المجنى عليه يوسف العربى قُتل برصاصة بالخطأ انطلقت من أحد الأفراح المقامة بالقرب من مكان إصابته، وحملت والدته مروة قناوى على عاتقها التصدى للممارسات الخاطئة فى الأفراح، ودشنت حملة «لا لضرب النار فى المناسبات»، للمطالبة بوقف تلك العادة التى يمكن أن ينتج عنها ضحايا، وتتحول أوقات الفرح لأوقات تعيسة فى حياة أشخاص آخرين عند فقد شخص عزيز أو أحد أفراد الأسرة، بسبب تلك الأعيرة.
كان الأمر قد وصل إلى حد استخدام السلاح فى الأفراح والمناسبات من قبل عضوة سابقة بمجلس النواب، ففى العام قبل الماضى قامت «نوسيلة إسماعيل» بإطلاق وابل من النيران من شرفة نافذتها خلال حفل خطوبة ابنتها والتى أثارت الكثير من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعى.
وظهرت النائبة لتعلن تبرير فعلتها مؤكدة أن ضرب النار ليس مشكلة وشىء طبيعى، ثم أعلنت بعد ذلك اعتذارها للشعب المصرى عن إطلاقها النار ابتهاجًا بزواج ابنتها، معللةً ذلك بتأثرها بعادات أهالى القرية وأنها تصرفت تصرفًا غير لائق يستدعى الاعتذار على الهواء لشعب مصر وجميع المسئولين، وأضافت أنها قامت بتسليم سلاحها إلى وزارة الداخلية التى قامت على الفور بإلغاء ترخيص سلاحها فور إذاعة الفيديو وتم إبلاغها بذلك.
بسبب طيش الشباب .. سيارات الزفة.. نعوش طائرة
انتشر تقليد غريب فى كثير من أفراح المناطق الشعبية.. حركات بهلوانية بالسيارات والموتوسيكلات، تتم ممارستها على نطاق واسع أثناء زفة العروس، فتغلق الطرق وتعطيل مصالح الناس، من ناحية وفى أحيان كثيرة تتسبب تلك التصرفات فى كوارث مروعة.
وبعض الشباب يحلو لهم الاستعراضات الغريبة بالسيارات، خلال زفة العروس فتارة يسيرون بسرعة كبيرة، بسيارة مفتوحة الأبواب الأربعة أمام سيارة العروسين، ويخرج منها الشباب برؤوسهم، وتارة أخرى يصنعون حركات بهلوانية وخطيرة بالدراجات النارية، مقتنعين أنهم يجاملون العروسين ويدخلون البهجة على أصحاب الفرح، لكن المحصلة كارثة وحوادث مروعة تحول سيارات الزفة إلى نعوش متحركة تقتل كل من فيها، فيتبدل الحال من هرولة السيارات للفرح إلى إعداد للمقابر وتنقلب الأفراح والمعازف والرقص، والاحتفال بليلة العمر إلى نواح وبكاء.
قبل أيام لقى عروسان وشقيقة العروس مصرعهم إثر انقلاب سيارة ملاكى بمصرف مجاور للطريق أثناء زفة العروسين.. وقال أحد أقارب العروسين، إن سيارة زفة العروسين انقلبت فى المصرف أثناء عودتهم من الكوافير، وكانت شبابيك السيارة مغلقة ولهذا لم يستطع من فيها الخروج منها، وفشلت كل محاولات إنقاذهما.
فى واقعة ثانية لقى شاب مصرعه أعلى كوبرى أكتوبر، بعد سقوطه من موتوسيكل خلال أداء حركة «الحصان» الشهيرة، ما تسبب فى اصطدامه بعدد من السيارات خلال زفة عروسين، بينت تحريات المباحث أن الحادث وقع خلال زفة فرح أعلى كوبرى أكتوبر، إذ قام بعض أصدقاء العريس بعمل حركات بهلوانية بالموتوسيكلات، التى فقدت توازنها واصطدمت بعدد من السيارات المسرعة، وراح بسببها ضحية وأصيب آخرون.
وشهدت عزبة صيام بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حادثًا مؤلمًا راح ضحيته ثلاثة من أبناء القرية؛ بعدما تحول حفل زفاف إلى مأتم بغرق سيارة الزفاف ومصرع عريس وعروسته وشقيقة العروس فى يوم كان من المفترض أن يكون أسعد أيام حياتهم، فيما انقلبت سيارة الزفاف فى مصرف على بُعد عشر دقائق فقط من كوشة الفرح ومكان الزفاف.
وأوضح أهالى القرية، أن العريس اشترى جهازه كاملًا بالتقسيط ولم يلحق أن يهنأ بحياته الزوجية ولو لدقائق معدودة.
وصف الدكتور محمود حمدي- خبير الاجتماع السياسى سلوكيات بعض الشباب بالسيارات والموتوسيكلات خلال زفة العروسة ب«طيش الشباب».. وقال «للأسف بعض الشباب يتهور بشكل كبير، ويأتى بأفعال غاية فى الخطورة خلال زفة العروسين ويسيرون بسرعة كبيرة بالسيارة وهى مفتوحة الابواب، أو يدورون بالسيارات بسرعة كبيرة، أو
يسيرون بالموتوسيكلات بسرعات جنونية بعد أن يرفعون مقدمتها عن الأرض.
ويضيف: انتشرت تلك التصرفات رغم خطورتها لأن الشباب يحب التقليد بشكل عام، ويعشق تقليد الممارسات الخطيرة، ولهذا انتشرت بشكل كبير وأمام هذا الحال، لا بد من مواجهة تلك التصرفات بشكل صارم حفاظًا على أرواح هؤلاء الشباب أنفسهم، وحفاظًا على أرواح ضحايا حوادثهم.
خبراء: غياب العقاب الرادع.. وراء الظاهرة
تحول بعض الأفراح إلى مآتم، وراءه سبب رئيسى وجوهرى وهو عدم وجود عقوبة رادعة للتصدى للممارسات الخاطئة فى احتفالات الأفراح.. المستشار إبراهيم الهنيدى رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، أكد أن تشديد عقوبة ضرب النار أو استخدام أى مواد محظورة من قبل الشخص للاحتفال يعاقب عليه جنائياً وتغليظ العقوبة سيكون رادعاً وهناك فرق بين شخص يحمل سلاحا مرخصا واستخدمه للتفاخر بضرب النار وشخص يحمل سلاحا غير مرخص وأصاب شخصاً آخر عن طريق الخطأ وهذه عقوبتها أشد بكثير وتكون عقوبتها جنائياً وهى ظاهرة لابد من القضاء عليها نهائياً.
وأضاف أن المحاكم المصرية شهدت أحكاماً مشددة ضد أشخاص حملوا السلاح بدون ترخيص وقتلوا شخصا آخر أو أصابوه بعاهة، فى احتفالات الأفراح، ويتم القبض على الجناة فوراً من قبل الشرطة وقوات الأمن، مؤكدا أن حمل السلاح مسئولية جنائية حتى فى حالة حصوله على ترخيص وغالباً تكون للحراسة ويستخدم للدفاع عن النفس فقط، فإذا لم يكن الشخص مؤهلاً لها فيجب معاقبته فوراً وهو ما يحدث فى الوقت الحالى.
وواصل رئيس اللجنة التشريعية: للقضاء على ظاهرة سوء استعمال السلاح خاصة فى مناطق الصعيد لابد من التوعية بخطورة مثل تلك التصرفات، بجانب تغليظ ومعاقبة الجانى، والتوعية تحتاج لحملات توعية إعلامية كبيرة لخطورة هذه الأعمال؛ لأنه بدون التوعية، مهما كانت شدة العقوبة لن يحدث تغيير ويجب أن يكون هناك مبادرات فى جميع محافظات مصر، لإنهاء تلك الظاهرة السلبية.
ووافقه الرأى اللواء يحيى داود أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، وأكد أن حوادث ليلة الزفاف والأفراح أصبحت أمرا خطيرا فى الآونة الأخيرة بسبب تهور العديد من أقارب وأصدقاء العروسين، وهو ما يفسر غياب التوعية الإعلامية بمساوئ تلك الظاهرة التى تحول مظاهر الفرح إلى حزن.
مظاهر الفرح حلال.. بشروط
ترويع الآمنين.. حرام شرعًا!
وجود ضوابط تنظم طقوس الأفراح لا يتعارض مع نشر البهجة والفرحة فى حفلات الزفاف.. محمود الصاوى وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، يقول إن مظاهر الفرح مشروعة فى الإسلام، ولكن هناك شروطا للأفراح يجب توافرها، وأهم قاعدة فى الفرح هى الأمان، وهى ألا يحدث ضرر أو ضرار بمعنى ألا تضر نفسك أو غيرك، وإذا تسبب إيذاء أو ضرر بعباد الله عز وجل، كان ممنوعا، ونطالب بالاعتدال وعدم التطرف فى الاحتفال ولذلك لا يجوز ضرب النار فى الأفراح من الناحية الدينية لما فيه من تخويف وأذى للناس، فقد حدث كثيراً أن بعض هذه الطلقات أصاب بعض الناس عن طريق الخطأ فأدت إلى وفاتهم أو جرحهم، وقد قال رسول الله صلى الله (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) رواه أبو داود.
وأضاف وكيل كلية الدعوة الإسلامية، أن النبى صلى الله عليه وسلم قد نهى عن حمل السلاح مكشوفاً، خشية أن يؤذى المسلمين عن طريق الخطأ، ونهى عن الإشارة بالسلاح إلى المسلم، خشية أن تزل يده بنزغ من الشيطان الرجيم، فكيف بمن يستعمل السلاح فعلا ويتسبب بأذى الناس، كما أنه إتلاف للمال بلا فائدة، وهذا تبذير وإسراف نهى الله تعالى عنه، وأطالب بالابتعاد عن تقليد الناس فى هذه العادة المنافية للشرع، وليكن التعبير عن الفرح بما أحله الله تعالى، لتبدأ الحياة الزوجية بالطاعة، ويجب منع إطلاق النار فى الأفراح حتى لا يصاب أحد بأذى، وعلى السلطات أن تباشر اختصاصها فى منع ذلك محافظةعلى حقن الدماء، وعلى عدم قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق.
وكان القضاء المصرى مؤخراً قد أصدر حكما قضائيا يتصدى فيه للرصاص الطائش بالأفراح والمناسبات؛ فقد أكدت محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة - فى حكم سابق لها- برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، أنه لا يجوز استخدام الأسلحة المرخصة إلا فى حالة الدفاع الشرعى وفى حدوده.
أضافت المحكمة أن استخدام هذه الأسلحة فى الأفراح والمناسبات بدعوى التفاخر والمجاملة يمنح الحق لمديرى الأمن ومساعدى وزير الداخلية فى إلغاء تراخيص السلاح فى تلك الحالات.
وقالت المحكمة إن المشرع الدستورى ألزم الدولة بتوفير الحياة الآمنة لكل مواطن فى مصر ولكل مقيم على أراضيها باعتبارها من الحقوق الأساسية لكل إنسان، وأن استخدام السلاح المرخص بغير مبرر مشروع أو بدون وعى بمخاطر وأضرار استخدامه ليس من مظاهر الحياة الآمنة، كإطلاق الأعيرة النارية للتباهى والتفاخر فى الأفراح والمناسبات الاجتماعية تعبيرًا عن الفرحة أو المجاملة، لما لهذا التصرف من تعريض حياة المواطنين للخطر، وهو ما يمنح الحق لمديرى الأمن ومساعدى وزير الداخلية إلغاء تلك التراخيص بحسبانها من الحالات الخطرة التى تهدد أمن المجتمع واستقراره، خاصة فى ظل الظروف الآنية التى تمر بها البلاد فى مكافحة الإرهاب وفرض سيادة القانون لتحقيق حق المواطنين الدستورى فى الحياة الآمنة.
يذكر أنه لا توجد إحصائية بأعداد الضحايا ممن فقدوا حياتهم بسبب تلك العادة، ولكن يمكننا القول إن هذه الظاهرة تنتشر فى العديد من الدول، منها السعودية ودول منطقة الخليج، بل ويتباهى مطلقو الأعيرة النارية بنشر الفيديوهات عبر الإنترنت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.