تعقد مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم مؤتمرًا عالميا حول: "فكر الإمام بديع الزمان سعيد النورسي وأثره في وحدة الأمة الإسلامية"، وذلك خلال الفترة من 26-27 فبراير الجاري، بمشاركة وفود من أربعين دولة إسلامية، وفي رحاب الأزهر الشريف. وصرح الدكتور أشرف الدرفيلي، المنسق العام للمؤتمر، أن المؤتمر يعقد في مصر الأزهر، في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث تمرُّ بمنعطف تاريخي، وتُواجه تحديات جِسامًا على كافة الأصعدة؛ ومن ثم تحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تُواجهها، والسعي لتحقيق الوحدة؛ انطلاقًا من قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، مُشيرًا إلى أنَّنا أصبحنا في عصرٍ لا يعرف إلا التكتُّل والوحدة. وأوضح " الدرفيلي " أن المتصفح لرسائل النور وماهية الفكر النورسي، يجد أنها تنطلق في دعوتها من قاعدة القرآن الكريم والسنة النبوية، تلك القاعدة التي أوجدت ما يُعين على تحقيق الوحدة من المفاهيم والقواسم المشتركة، والتي بتفعيلها تتحقّق الوحدة المنصوص عليها في كتاب الله. وأشار أحمد مصطفى أتش، أمين المؤتمر، أنه تقدم للمؤتمر نحو خمسين دراسة، قدمها باحثون ومفكرون من عدة دول إسلامية منها: المغرب والجزائر واليمن والسودان وإثيوبيا وكوسوفا وإندونيسيا وماليزيا والعراق والسعودية ولبنان والأردن وسوريا وليبيا وتركيا وغيرها، تناولت محاور المؤتمر التي تدور حول مصادر وملامح الفكر النورسي، ومفهوم الأمة الإسلامية من خلال كليات رسائل النور، والوحدة الإسلامية - الإطار والمظهر، ومعوقات الوحدة الإسلامية وأسباب غيابها، والمشكلات وكيفيَّة التغلب عليها، وإيجاد الحلول لها، والعنصرية والقومية السلبية وأثرهما في ضعف الدول الإسلامية، والتخلِّي عن الأصول الإيمانية والتمسك بالثقافات الأجنبية، وإعادة الإيمان التحقيقي إلى الواقع العملي؛ من أجل إيجاد المؤمن الكامل، والمحافظة على مَقاصد الشريعة علمًا وعمَلاً، وتطبيق التكاليف العملية، موضحًا أن هذا المؤتمر يأتي في إطار سلسلة مؤتمرات عالمية، حيث سيعقد مؤتمر عالمي يتناول دور النبوة ومكانتها في البحث عن الحقيقة من منظور رسائل النور في مدينة إسطنبول خلال الفترة 22-24 سبتمبر 2013م. تجدر الإشارة إلى أن الإمام بديع الزمان سعيد النورسي (وُلد في قرية (نُورس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294 ه - 1877م) من أبوين صالحين كانا مضرب المثل في التقوى والورع والصلاح، وهو يُعد واحدًا من كبار أعلام الأمة الإسلامية وأحد مجدديها الذين بذلوا جُهودًا كبيرة في سبيل إحياء اليقظة الإسلامية، ونشر مبادئ الإسلام ومواجهة موجات التغريب التي تعرض لها العالم الإسلامي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وقد اهتم النورسي بحقائق القرآن ودراسة رسائل النور وتحقيق دساتيرها في الحياة. ويُشارك في المؤتمر كوكبة من العلماء والمفكرين المصريين، منهم: الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف، والدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى، والدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، وإحسان قاسم الصالحي، مترجم رسائل النور، والبروفسير فارس قايا، مدير مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم، والدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور جعفر عبد السلام، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية، والدكتور رأفت غنيمي الشيخ، العميد الأسبق لكلية الآداب جامعة الزقازيق ومستشار رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر ومستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والدكتور جمال عبد الستار، وكيل أول وزارة الأوقاف ونقيب الدعاة، والدكتور محمد المختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية، والدكتور محمد حسيني الغزالي، الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتورة خديجة النبراوي، الكاتبة والباحثة في الفكر الإسلامي، والدكتور صلاح سلطان، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، والداعية الدكتور عمر عبد الكافي، وعبد الكريم عبد الرزاق بايبارا، مدير مؤسسة سوزلر بالقاهرة، وبحضور لفيف من سُفَراء الدول العربية والإسلامية والشخصيات البارزة في العالم الإسلامي.