إلى متى يظل التعذيب فى السجون والمعسكرات أداة لانتزاع الاعترافات، إلى متى سيظل القمع هو الطريقة الوحيدة للتعامل مع المعارضين للنظام حتى لو كانوا من الأطفال، وما التغيير الذى أحدثته الثورة فى الفكر الأمنى فى التعامل مع المتظاهرين، حقيقة الأمر كما رواها عدد ممن تعرضوا للتعذيب فى معسكرات الأمن والسجون تؤكد أن القمع والتعذيب مازال هو الأسلوب المسيطر على العقلية الأمنية فى التعامل مع المتظاهرين، فمنذ أيام عقدت ندوة تحت عنوان «وطن بلا تعذيب» نظمها مركز الحق فى الدواء بالتعاون مع حملة «وطن بلا تعذيب» سرد فيها عدد ممن تعرضوا للاعتقال والتعذيب تجربتهم فى الفترة من 24 يناير وحتى 11 فبراير من العام الحالى أدارها محمود فؤاد المدير التنفيذى للمركز الذى أشار إلى أن الدستور يجرم تعذيب الأطفال داخل السجون المصرية ومع ذلك فقد تعرض عشرات الأطفال لانتهاك صارخ لحقوقهم سواء داخل السجون المصرية أو معسكرات الأمن المركزى، مؤكدا أن حبس الأطفال أقل من 18 سنة احتياطيا لا يجوز قانونا، وكشف أشرف عباس، منسق حملة «وطن بلا تعذيب» أن عدد حالات الاعتقال التى وقعت فى الفترة من 24 يناير وحتى 11 فبراير من العام الجارى تعدت 800 حالة، بينها 459 بالقاهرة فقط، بجانب 70 حالة وفاة بينها خمسة مجهولين وأضاف خلال الندوة أن جميع المعتقلين تعرضوا أثناء اعتقالهم لاعتداءات بدنية، وجنسية. من جانبه أدلى الطفل زياد تيسير 12 سنة بشهادته خلال الندوة فقال إنه تم اعتقاله من أمام فندق سميراميس فى يوم 28 يناير واقتيد إلى أحد معسكرات الأمن المركزى وهناك تم ضربه وركله بالأقدام وتعليقه من شعره من قبل قوات الأمن وأضاف زياد أن ضابطا يدعى تامر السفاح هدده هو وزملاءه بخنجر وأجبرهم على الاعتراف بأنهم يحصلون على عشرة جنيهات مقابل إلقاء الطوب على المنشآت وأوضح «زياد» أنه تم نقله إلى سجن طرة وهناك لم يعتد عليهم أحد من الضباط وكان العساكر هم الذين يقومون بالضرب وخلع بنطلوناتهم!! وأشار زياد إلى أن هناك ما يقرب من 300 طفل من سن 7 سنوات اعتقلوا معه وتم إجبارهم على خلع ملابسهم، وعند عرضهم على قاضى التحقيقات فوجئوا بتوجيه تهم الانتماء للبلاك بلوك والتراشق بالحجارة مع الأمن، وكانوا يقدمون الأكل لنا فى «جردل» ونشرب المياه مرة واحدة فقط فى اليوم. أما خالد مقداد 20 سنة عضو بحركة 6 إبريل فقال إنه تم اعتقاله فى أحداث السفارة السعودية منذ شهر مايو الماضى ولم يستطع أحد من أهله الوصول إليه إلا بعد 120 يوماً من اعتقاله داخل السجون, وأشار خالد إلى أنه تم الاعتداء عليه جنسيا وتعذيبه داخل سجن وادى النطرون وأنه تنقل ما بين سجن الفيوم والعقرب ووادى النطرون كل ذلك لأنه تظاهر امام السفارة السعودية تضامنا مع أحمد الجيزاوى وأضاف خالد أن المساجين الجنائيين لم يتعرضوا للضرب أو الإهانة والاعتداء الجنسى أما أنا فتعرضت للضرب بداية من أصغر عسكرى حتى مأمور سجن وادى النطرون وعندما طلبت الكشف الطبى بناء على بلاغ تقدمت به أسرتى للنائب العام قام الطبيب بإثبات اثار التعذيب ولكن تم تقطيعه وعمل تقرير آخر بأنى لم أتعرض لأى تعذيب! وقال حسام الدين محمد 18 سنة، طالب بمعهد الخدمة الاجتماعية فقال اتسحلت لأنى كنت لابس أسود فى شارع طلعت حرب واقتادونى إلى معسكر قوات الأمن بطرة ووجهوا لى تهمة الانتماء إلى حركة البلاك بلوك والتحريض على العنف وإلقاء مولوتوف وعندما اعترضت تعرضت للضرب والإهانة وكان معى حوالى 30 شخصاً وقفونا كلنا بالملابس الداخلية فى عز البرد وكنا ننام فى حجرة واحدة بدون بطاطين على البلاط فى حين أن الحجرة الأخرى كانت ممتلئة بالمياه، ولا يمكن حتى الوقوف فيها. أما طارق أحمد 18 سنة عضو حركة 6 إبريل فقال إنه تم القبض عليه بعد وقفة احتجاجية أمام النائب العام عند محطة جمال عبد الناصر فوجئ ب7 أشخاص يتجمعون حوله هو وزميله وبدأوا فى ضربهم، ثم قاموا باعتقالهم وألقوهم بسيارة الترحيلات وتم اقتيادهم الى معسكر قوات أمن طرة. وأن الضباط أجبروهم على وضع رؤوسهم فى الأرض وأجبرنا على خلع ملابسنا ماعدا البنطلونات وأنهم سمعوا أصوات الصراخ من جراء التعذيب التى تنبعث من داخل الحجرات المغلقة ورأيت أحد زملائى واسمه حسام عبد النور ولم أعرفه من كثرة الضرب الذى تعرض له وكان على ظهره آثار تعذيب وكان فيه حوالى 30 طفلاً من سن 9 إلى 18 سنة وكان أحدهم مصابا بفيروس «سى» وجسده ينزف دما من الضرب وكان بيصرخ فينا حتى نبعد عنه ولا نلمسه خوفا من انتقال العدوى.