العلماء يرصدون «ألفا» الإنجليزى و«بيتا» الجنوب أفريقى و«جاما» البرازيلى و«دلتا» الهندى د. أمجد الحداد: يجب تطعيم كافة البشر فى وقت واحد لوقف تحور الفيروس د. طه عبدالحميد عوض: التحور كل يومين وارد جداً.. وكل سلالة تحتاج إلى مصل جديد كأنه شيطان لا يتوقف عن التحور والتحول والظهور فى أشكال جديدة أكثر رعباً من سابقتها.. هكذا حال فيروس كورونا، الذى ملأ العالم قلقاً ورعباً، منذ بداية ظهوره فى أواخر عام 2019.. ولا يزال الرعب متواصلاً بسبب تحوره المتواصل وظهور سلالات جديدة منه شديدة الانتشار والخطورة. مؤخراً رصدت منظمة الصحة العالمية ظهور 4 سلالات متحورة من فيروس كورونا، وهى سلالة «دلتا» التى ظهرت فى الصين، و«ألفا» فى إنجلترا و«بيتا» فى جنوب أفريقيا وسلالة «جاما» فى البرازيل.. وأسماء السلالات الأربع مشتقة من الحروف الأبجدية الإغريقية، والتى تبدأ بحروف ألفا ثم بيتا ثم جاما ثم دلتا! وحسب الخبراء، فإن منظمة الصحة العالمية قررت تسمية السلالات الجديدة لكورونا بأحرف الأبجدية الإغريقية، من أجل تجنب الربط بين الوباء وبين اسم البلدان التى ظهرت فيه تلك السلالات لأول مرة. وكشف تقرير صادرعن باحثين باتحاد علم الوراثة «سارس- كوف -2» والمركز الوطنى لمكافحة الأمراض، التابعين للحكومة الهندية- أن سلالة كورونا التى أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية اسم «دلتا» والمكتشفة فى الهند، تعد من أخطر سلالات فيروس كورونا المستجد فهى سلالة سريعة الانتشار، لا ينجو من مخالبها من سبق إصابته بفيروس كورونا، ومن لم يكمل التطعيم ضد الوباء، وتنقل العدوى بنسبة تزيد 50 % عما تنقله السلالة المتحورة لفيروس كورونا المكتشفة فى بريطانيا مؤخراً أيضاً. ودعت الهند إلى تحرك عالمى لاحتواء انتشار هذه السلالة بعد ظهورها فى أكثر من 50 دولة، فيما حذر رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون من أن انتشارها السريع قد يؤثر على إعادة فتح الاقتصاد العالمى، ولا سيما أن الإصابة بها تزيد من معدلات دخول المصابين للمستشفيات. ويعتقد أن سلالة دلتا مسئولة جزئياً عن التفشى الحاد لفيروس كورونا المستجد فى الهند، والذى ارتبط معه ظهور الفطر الأسود والأبيض والأصفر! من جانبها، دعت منظمة الصحة العالمية الدول الغنية إلى تقديم جرعات لقاح كوفيد-19 بسرعة إلى الدول الفقيرة مؤكدة الحاجة الماسة لمزيد من الجرعات لسد الفجوة الناجمة عن تعطل الإمدادات الهندية باللقاح، وتأخر التصنيع، وهو ما يجعل برنامج كوفاكس العالمى لتقديم اللقاحات يعانى نقصاً يبلغ نحو 200 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا. الدكتور أمجد الحداد، استشارى المناعة، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، قال إن فيروس «دلتا كورونا»، يمثل أحدث طفرة جينية للفيروس، وله ذات أعراض كوفيد 19 ولكنه سريع الانتشار، وأكثر قدرة على خداع الجهاز المناعى، لمن تلقى لقاح كورونا، فالأجسام المضادة المكونة من التطعيمات لن تتعرف عليه، وبالتالى فاللقاحات الحالية لن توفر حماية منه بنسب كبيرة وشدد «الحداد» على ضرورة قيام جميع دول العالم، بتطعيم شعوبها ضد كورونا فى وقت واحد، لمنع الفيروس من التحور، مما يتطلب تطعيمات أخرى، لكون التطعيم ضد فيروس كورونا بسلالة مختلفة لن تحمى من الإصابة بالفيروس المتحور الجديد.. وقال «بدون إتمام التطعيم فى كل العالم فى وقت واحد، سوف نفاجأ بأن فيروس كورونا سيواصل التحور فى أشكال جديدة، تحتاج إلى لقاحات جديدة. وحذر الدكتور طه عبدالحميد عوض، أستاذ الصدر والحساسية بكلية طب جامعة الأزهر أن سلالة دلتا كورونا سوف تتحور هى الأخرى لتخلق فيروساً جديداً.. وأضاف: «قد نفاجأ بفيروس جديد متحور كل يومين!»، لافتاً إلى أن المشكلة الأكبر فى تحور كورونا هو أن المصل الذى يتصدى للسلالة القديمة لن يصلح للسلالة الجديدة.. وقال: «من تعاطى مصل السلالة القديمة سوف يحتاج أن يأخذ مصل السلالة الجديدة، وهكذا سنظل فى حاجة دائمة لتطعيمات جديدة لكل سلالة، لحين اختفاء فيروس كورونا أو اكتشاف دواء يحمى من الإصابة به»، موضحاً أن كورونا مثلها مثل الإنفلونزا، إذا استطاع الإنسان السيطرة على الإنفلونزا فسو يسيطر على فيروس كورونا! وأكد «عوض» أن الحماية الأساسية من انتشار الفيروس هو اتباع الإجراءات الوقائية.. وقال: «للأسف هناك لا مبالاة لدى قطاع كبير من المصريين فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، معتمدين على مقولات ليست لها أساس من الصحة، مثل «نحن الفراعنة وكورونا بتخاف منا»، و«سيبها على الله» و«ربنا حامينا» وكل هذا المقولات تعكس حالة مخيفة من عدم الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية، وهو أمر شديد الخطورة.
