رفعت الأوناش القطار وجنبت آثار الحادث وعادت حركة القطارات صباح اليوم وما زال القطار رقم 157 يقف على رصيف طهطا شمال محافظة سوهاج بعد تجنيبه لتسيير حركة القطارات شاهدا على الإهمال والمعاناة بحادث أليم زلزل كيان وأركان المحافظة وراح ضحيته 32 شخصا وأصيب 185 آخرين . وعاشت قرية بنهو التي وقع بها حادث تصادم القطارين أصعب ساعات في تاريخها حيث هرع أهالي القرية وخاصة المجاورين للسكة الحديد على صوت الإنفجار المروع الذي زلزل مساكن القرية وتعالت صرخات الركاب المصابين منهم والذين كتب لهم النجاة ومات محمود وصرخ محمد من شدة الآلام وتناثرت أشلاء الضحايا فوق كراسي القطار وداخل العربات وبجوار القضبان الحديدية ولطخت الدماء أجساد المصابين في الرحلة المشؤومة 157 لتضيف إلى كوارث السكك الحديدية كارثة جديدة ومأساة أخرى لمئات الركاب في قطارات السكة الحديد وتحركت القطارات وعادت الحركة مرة أخرى إلى طبيعتها وايام قليلة وننسى ما حدث بقطار الصعيد ولكن يظل الحزن يرفرف فوق منازل الضحايا والألم يعتصر قلوب المصابين وذويهم. مأساة ومناظر لا يمكن وصفها من شدة بشاعتها ام تبحث عن طفلها وابن يبحث عن والده وزوجة تنبش عن زوجها هل هم بين الضحايا ام الاشلاء المتناثرة بكل مكان ويمنون النفس بالعثور عليهم بين المصابين في سيارات الإسعاف التي يدوي صفيرها ملابس في كل مكان وبقايا خبز مغمس بالدماء تيشرت علاء وجاكيت إبراهيم وعلى مقربة منهم رأس حسين المقطوعة بجوار القضبان وبقايا مخ وقدم ويد داخل عربة القطار . وبمستشفى طهطا العام يرقد هشام ومحمد وعبد الرازق ومعتمد ينتظرون تقرير الرحمة لللخروج من بؤرة الألم الذي يمزق أجسادهم النحيلة التي أرهقها التعب والشقاء في أعمال المعمار وهنا ترقد "سمرة" حائرة خائفة بعد أن هربت من جحود الأبن لتسقط بين صلابة حديد القطار المهشم ويهرس الحديد أجساد الضحايا الضعيفة ويظل الألم يعتصر الضحايا ويدفن الحزن رأسه بقلوب أهاليهم. وقال محمد عبد الله أحد الأهالى المقيمين بجوار السكة الحديد من الجهة الشرقي انه أول شخص وصل إلى موقع الحادث الذي وقع في حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا وتركوا صلاة الجمعة وهرعوا مسرعين للموقع عقب يماع دوي الإنفجار الذي زلزل أركان الاقرية وكان هناك أطفال تلعب أصيبوا بالرعب فور وقوع الحادث مصيفا لأول مرة أرى مثل هذا الحادث حيث فوجئت باصطدام شديد أدى إلى تطاير عربة القطار لأكثر من 25 مترا على سطح الأرض فقمت بالاتصال على الأهالى والمنازل المجاورة للمساعدة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين داخل القطار وتركنا خطبة الجمعة حتى الإمام ذهب معنا وترك المنبر فالبعض منا نزل فى مياه الترعة واستخدمت السلم والحبال وقمت بتكسير زجاج القطار للمساعدة فى إخراج المصابين وكنت أقوم بسحب المواطنين بالحبال حتى وصلت الإسعاف فى الوقت المناسب. وقال أحمد السيد أحد أهالي القرية عند وقوع الحادث شعرت وكأنه زلزال ضرب البلد وسمعت صرخات السيدات نتيجة الارتطام ووجدنا كارثة القطار فأسرعت ونزلت بملابسى داخل الترعة دون أن أشعر لإنقاذ من سقط من الركاب داخل الترعة. وقال مصطفى عيد أحد الأهالى انه عندما سمعت صوت الإنفجار أسرعت إلى مكان الحادث ورأيت الأراضى الزراعية المحاورة للسكة الحديد ممتلئة بالأهالى ونزلت أيضا كغيرى داخل الترعة فالكل كان يتجه إلى موقع الحادث دون أن يدرى حتى أن الأطفال كان لهم دور فى هذا الحادث فمنهم من كان يحمل زجاجات المياه للركاب والأهالى الذين كانوا واستمروا لعدة ساعات فى اخراج المصابين. وقال السيد عبد الحميد أحد أهالى القرية كنت ذاهبا إلى المسجد للصلاة وسماع خطبة الجمعة وفجأة سمعت صوت الإنفجار ورأيت غبار شديد يتطاير ويلف المكان فانتظرت حتى هدأ الغبار واتجهت مسرعا نحو الحادث فحملت سلم خشب وعتلة حديد وقمت بتكسير وتحطيم الأبواب والشبابيك لمحاولة انقاذ عدد من المصابين وسحبهم بالحبال الموجودة معنا وعدد من الاهالى كما قمنا بمساعده رجال الاسعاف وحملنا معهم المصابين لسيارات الإسعاف التي ضج بها مكان الحادث. وقال جمعة إبراهيم قمنا على الفور بعمل معدية على الترعة من جذوع النخيل لعمل طريق نمر من خلاله للمساعدة فى حمل المصابين وتوصيلهم إلى الطريق العمومى حيث تقف سيارات الإسعاف التى لم تستطع الوصول إلى موقع الحادث نتيجة ضيق الطريق وهذه الطرق غير ممهده ونزلنا بملابسنا فى مياه الترعة لإنقاذ المصابين كما أن السيدات كانت لهن دور كبير فى هذا الحادث حيث كانوا يساعدن من خلال ارسال كل العتل الحديد الموجود داخل المنازل والمياه والملابس ومفارش الأسرة لتغطية جثامين الضحايا وستر بعض السيدات التى تمزقت ملابسهن نتيجة الحادث. وقال حسن أبو حجاب اننا وقت الحادث كنا داخل المسجد نصلي الجمعة وبعض الأطفال والسيدات داخل المنازل وفوجئنا بصوت الاصطدام الشديد وعلى الفور تركنا المسجد واسرعنا إلى منطقة الحادث لنجد أمامنا قطارين اصطدما ببعضهما البعض على شريط السكة الحديد وعلى الفور قدمنا كل ما نستطيع عمله لخدمة الركاب بالقطارين ووفرنا بعض جذوع النخيل والأشجار لاقامة ممر على الترعة بالمنطقة لسحب الجثامين والمصابين من موقع الحادث للمساهمة فى سرعة نقلهم للمستشفى وحماية باقى الركاب من الموت مؤكداً أنهم لم يتأخروا فى خدمة الركاب وهذا واجبهم وعليهم القيام بذلك لخدمة أهاليهم من ركاب القطار لأننا كلنا أبناء مصر. وقال سيد أبو حجاب أحد أبناء مدينة طهطا أنهم فور وقوع الحادث والصوت العالى هرعوا لموقع الحادث وقام الشباب بخلع ملابسهم وقفزوا فى الترعة لتقديم الخدمة اللازم للجميع ووضعوا "فلايك النخل" على الترعة لعمل ممر لخدمة المصابين والمتوفيين ونقلهم من موقع الحادث إلى سيارات الإسعاف التي وصلت إلى موقع الحادث من كل حدب وصوب .