حذر الناقد الدكتور يسري عبدالله من أن "تديين الممارسة النقدية" أصبح واقعا لا يمكن أن نغض الطرف عنه، مشيرا إلى أن الممارسة النقدية أضحت عند المتطرفين الجدد ضربا من الأيديولوجية الدينية المفتقرة إلى الخلق الجمالي. وأضاف "عبد الله" في بحث شارك به في مؤتمر الدورة ال 27 للمؤتمر العام لأدباء مصر التي تختتم غدا "الأحد" بمدينة شرم الشيخ أن النقد أضحى عند هؤلاء المتطرفين مسكونا بالتكريس للنصوص الباهتة ذات الحس الأخلاقي لا الجمالي المعتدة بالمعنى الديني أكثر من اعتدادها بآليات الكتابة وجمالياتها المختلفة. وأوضح أن هذا الأمر يدعمه تحالف بعض أنصاف المثقفين مع هؤلاء النقاد الدينيين في إقصاء عمدي لقيمة العقل وتغييب أشد قسوة لمنحى الاستنارة وخيانة للقيم الانسانية والثقافية العامة وتعبير عن التحالف بين الفساد والرجعية. وأشار "عبد الله" في بحثه إلى رواية "أرض النبي" للروائي خالد اسماعيل باعتبارها من النصوص الأدبية التي ترفض بجسارة "أسلفة" الواقع، حيث تجعل من التجاور لا الإقصاء صيغة للحياة. وقال إن تلك الرواية مفعمة بروح السخرية التي تخلف من ورائها المرارة، مشيرا إلى أن مروياتها كثيرة، وصيغة الحكي الشفاهي تحكمها، وتحضر فيها آلية التوالد الحكائي بقوة لتتناسل الحكايات وتتفرع في أبنية دائرية يسلم بعضها إلى بعض.