تحت عنوان "نبني تونس لتكون للجميع"، احتفل "راشد الغنوشي"، زعيم حزب النهضة الإسلامي الحاكم، في مقاله اليوم الاثنين، بصحيفة (جارديان) البريطانية بالذكرى السنوية الثانية لثورة الياسمين التونسية. مؤكدًا أن حكومته بالاشتراك مع كل الأطياف المعتدلة سيعملون على بناء بلد يتمتع بالرخاء ويكون نموذجًا للعالم العربي. وقال الغنوشي: إن تونس تحتفل بالذكرى السنوية الثانية للانتفاضة ضد الدكتاتورية، التي قُدم فيها الكثير من التضحيات من أرواح التونسيين، وها نحن نشارك الآن في إنشاء مجتمع ديمقراطي، وعلى الرغم من أن ذلك عملية صعبة ومعقدة، لكنه لا مفر منه. والتونسيون لأول مرة يظهرون كأبطال حقيقيون في تاريخهم، ويشاركون في تجربة من شأنها أن تكون نموذجا للديمقراطية في المنطقة. وسوف يتطلب نجاحها الحلول الإبداعية للتحديات العديدة التي تواجهم. وقدم "الغنوشي" بعض تلك التحديات كإدارة أزمة زيادة المطالب الاجتماعية والسياسية بعد عقود من القمع، وإنشاء قاعدة من مواد القانون التي تضمن المساواة والحريات الفردية في مواجهة مقاومة من النظام السابق، واحترام الآراء الوطنية دون تحييد السياسة، وإنشاء نموذج للتنمية يضمن الرخاء لمناطق البلاد كافة. وأنا على ثقة أن التونسيين يمكنهم مواجهة هذه التحديات بشجاعة مثلما وقفوا ضد الدكتاتورية بشكل جماعي. وعلى الرغم من الخلافات بين الائتلاف الحاكم من الأحزاب العلمانية والإسلامية الآن في عامهم الثاني. إلا أن هذه الأحزاب أثبتت بوضوح إمكانية تحقيق المصالحة والتعاون والشراكة بين الإسلاميين المعتدلين والعلمانيين المعتدلين وتجعل البلاد نموذجًا هامًا للعالم العربي. وأضاف الغنوشي: إن الثورة التونسية هي الزلزال السياسي الذي غير وجه المنطقة، وسنفتح صفحة جديدة في علاقاتنا مع العالم. والربيع العربي، في الواقع، وضع حد للمذهب القديم المعروف ب"الاستثناء العربي" ودعم الأنظمة الاستبدادية. وختم "الغنوشي" مقاله قائلًا: قد أصبح واضحا أن بناء ديمقراطية حقيقية في العالم العربي، سيكون بمشاركة جميع من الأصوات المعتدلة الرئيسية، وضمان الاستقرار الدائم. ونحن فقط في بداية عملية طويلة وصعبة، ولكنها من شأنها تحقيق المزيد من الرخاء والاستقرار في المنطقة والعالم.