الأطفال في «مرمى كورونا»

بعد وفاة طفلة عمرها سنة والنصف

وزارة الصحة تحدد البروتوكول العلاجي المستخدم للأطفال بالمستشفيات واللقاحات لا تناسبهم
الأطباء ينصحون بتناول البصل والثوم والعسل والفاكهة لتقوية المناعة
حالة من الرعب والقلق تنتاب كل البيوت، بعدما أثبتت العديد من الدراسات أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا تصيب الأطفال، بعدما كانت إصابتهم نادرة مع السلالة القديمة، كما أن عدم وجود لقاحات تحميهم من الإصابة بالفيروس، زاد من حالة الرعب، بل إن المخاوف وصلت إلى احتماليته كما انتقال الفيروس من الأم الحامل للجنين.
وقد زادت هذه الحالة بعدما توفيت طفلة لا تتعدي العام ونصف، منذ عدة أيام، بعد صراع مع فيروس كورونا، حيث ظلت أسرة الطفلة «جوري. م»، المقيمة بمدينة دمنهور بالبحيرة، تبحث عن علاج لأعراض فيروس كورونا المستجد الذي أصاب طفلتهم، لم يتركوا طبيبا أو استشاريا إلا وقصدوه، إلى أن وصل بهم المطاف إلى محافظة الإسكندرية، حيث جرى حجزها داخل أحد المستشفيات، وظلت تعاني أعراض المرض حتى لفظت أنفاسها الأخيرة المشكلة ازدادت مع تصريحات العلماء بوجود سلالات جديدة للفيروس تهدد الجميع.
وأكد الأطباء أن الدراسات أثبتت حتى الآن أن الأعراض التي يسببها فيروس كورونا هي نفسها، وهي: - الحمى- السعال- ضيق في التنفس- صعوبة في التنفس- إعياء- قشعريرة، وأحيانا مع ارتعاش- آلام الجسم- صداع الراس- التهاب الحلق- احتقان - سيلان الأنف- فقدان حاسة الشم أو التذوق- غثيان- إسهال- السعال- احتقان الحلق- وطفح جلدي.
وقالت وزارة الصحة والسكان، إن البروتوكول العلاجي المستخدم للأطفال بالمستشفيات هو نفس البروتكول المستخدم للكبار مع اختلافات بسيطة، وفي حال ظهور أي أعراض علي الأطفال يجب الذهاب إلى الطبيب المتخصص، مع عدم اعطاء الأدوية بدون استشارة الطبيب ، وحددت وزارة الصحة البروتكول العلاجي للأطفال، علي النحو التالي: الحالات البسيطة: مسكن وخافص الحرارة ومضاد حيوى لا يوجد داعى له إلا فى حالة حدوث عدوى بكتيرية تظهر فى التحاليل أو الأشعة.
أما في الحالات المتوسطة التى تستلزم حجزا بالمستشفى: فيكون العلاج مسكنًا وخافص الحرارة (بارسيتامول) ومضاد حيوى للحماية من حدوث عدوى بكتيرية داخل المستشفى، وتكون الجرعة حسب وزن الطفل، ومضادات التجلط جرعات وقائية أو علاجية حسب تحليل d-dimer ومضادات الفيروسات .
وفي حالة وجود أعراض شديدة (محجوز بالعناية المركزة): يكون العلاج: خافض للحرارة ومسكن ومضاد حيوى واسع المجال، ويحدد الطبيب المعالج أنواع المضادات الحيوية ومضادات التجلط حسب وزن الطفل، مع مضادات الفيروسات.
و بالنسبه لأدوية الديكسا أو Tocilizumab الجرعة حسب الوزن ويعطى فى حالة حدوث تدهور سريع للحالة أو تدهور فى الأشعة المقطعية، واعطاء المحاليل والأكسجين طبقًا للحالة ورأي الطبيب المعالج لها، لا تعطى أدوية منع التجلط فى حالة وجود مشاكل فى السيولة (عدد صفائح دموية منخفض أقل من 50 ألف أو inr أكثر من 1.5 أو وجود نزيف).
وقال الدكتور محمد حسن خليل، منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، أن هناك ثلاثة سلالات جديدة من فيروس كورونا، واحدة في جنوب افريقيا، وأخرى في بريطانيا والثالثة فى نيجريا، وأوضح أن السلالة الجديدة سريعة الأنتشار بشكل أكبر ولكن عدد الوفيات أقل، كما أنها تنتقل إلى الأطفال، وهذه مشكلة جديدة لأن اللقاحات التى انتجتها الشركات تم تجريبها على البالغين الأكثر من سن 18 عاما، وبالتالي لا يمكن حقن الأطفال بها، ولكن إجراءات مقاومة فيروس كورونا للأطفال مثل إجراءات الكبار، وهي الألتزام بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة، مع عدم التواجد فى أماكن المزدحمة، والالتزام بالإجراءات الاحترازية، وعمل التحليل بسرعة، وتوفير أماكن للعزل.
وأكد أن أعراض إصابة الطفل بالفيروس تبدأ من الجهاز التنفسي، فهو أول ما يمر به الفيروس، وقد تكون الإصابات فى الجهاز الهضمي وتسبب الإسهال، ويجب هنا القيام بعمل التحليل واتخاذ إجراءات العزل، وطالب بعدم تناول الطعام من الخارج.
وأكد أن هناك سيدة كانت مصابة
بالفيروس وعند ولادتها وجدو الطفل لدية أجسام مضادة، بمعني أن الطفل انتقل إليه الفيروس وهو فى بطن أمه وشفي منه، لافتا إلى أن الدراسات لم تشر إلى أن الفيروس ينتقل إلى الجنين فى بطن أمه، إذا كانت الأم مصابة بالفيروس، موضحا أن هناك حالة لطفل توفي بعد شهر من ولادته بالفيروس نتيجة للقبلات في حفل السبوع.
وقال الدكتور طة عبدالحميد عوض، أستاذ الصدر والحساسية بكلية طب جامعة الأزهر، إن الوقاية خير من العلاج، وطالب بضرورة عدم التواجد فى الأماكن المزدحمة وعدم غلق النوافذ، وغسيل اليدين، كما يجب تقليل التزاور.
وأكد أن فيروس كورونا من الممكن أن ينتقل لطفل عمره يوم، موضحا أن يصيب أن الفيروس يحور ويطور نفسه عشرين مرة فى الثانية.
وأكد أنه يجب تناول الأطعمة التى ترفع المناعة مثل: الجوافة والبرتقال والبصل والبيض والثوم واللب الأبيض.
وأكد أن أعراض الفيروس مثل أعراض نزلات البرد الموسمية: وهي الكحة وارتفاع فى درجات الحرارة، مطالبا أى شخص يصاب بأنفلونزا او نزلات برد يتبع بروتوكول العلاج الخاص بفيروس كورونا تحت إشراف الطبيب، دون إجراء أى مسحات للفيروس لكي نقلل الإجراءات.
وقال الدكتور ماجد إسماعيل، أستاذ جراحة الأطفال، بأن هناك أعراضا تظهر على الأطفال منها ما يظهر فى الموجات الصوتية، مثل : التورم فى الغدد الليمفاوية بالبطن، كما أن هناك بعض حالات الإصابة بالفيروس لدى الأطفال يصاحبها وجود ثقب فى الأمعاء أو ثقب فى القولون ، أو غرغرينة فى الإمعاء، لافتا أن كورونا تأتي بأعراض مشابة لالتهاب الزائدة الدودية، مع أعراض حادة فى البطن.
وأكد أن فيروس كورونا لا يصيب الأطفال أقل من سته شهور، وحتى وأن كانت والدته مصابة بالفيروس، لكونه ليس لديه الأنزيم الذي يدخل الفيروس داخل الخلايا، كما أن هناك صعوبة في إصابة الأطفال قبل سن سنة وخاصة الذين يرضعون رضاعة طبعية.
وأكد أن الأعراض التى تظهر على الأطفال بعد إصابتهم بالفيروس أقل من الأعراض التى تظهر على الأشخاص البالغين، ولكن هذا لا يمنع أن تصل الأعراض إلى التجلط فى الدم أو حدوث جلطات فى الوريد أو الأمعاء أو المخ أو الرئة ، وهذا فى الحالات المزمنة، بينما الحالات البسيطة تكون الأعراض ارتفاع في درجات الحرارة أو كحة أو فقدان لحاسة الشم أو التذوق، وحرقان فى الحلق أو نشفان فى الحلق، فى بعض الأحيان يكون هناك إسهالًا ومغصًا بالبطن، لافتا أن كورونا فيروس مختلف وعجيب ومن الممكن أن يأتي بأعراض مختلفة مع كل حالة.
وأكد أن الأبحاث لم تثبت حتي الآن إصابة الجنين فى بطن أمه بالفيروس ، مشيرا إلى أنه في حالة إصابة الطفل يجب عزله، والعلاج يكون بأدوية تقوية المناعة، وحتى الطعام يجب أن يحتوي على فيتامينات لتقوية المناعة، مثل العسل والليمون
وطالب الأمهات بإطعام الأطفال البصل الطازج، والمضمضة بالملح والخل، كما أن معلقتي عسل أبيض مع نصف معلقة شاي زيت حبة البركة ونصف ليمونة، تقوي المناعة، مع الإكثار من تناول الثوم والبرتقال واليوسفي والسلطات الخضرة.
روشتة
وضع العديد من الأطباء عدة نصائح يجب على الأطفال اتباعها لحماية أنفسهم من فيروس كورونا، القاعدة الأساسية التي يجب أن يتعامل الأطفال وفقاً لها طوال الوقت هي «أنت المسؤول عن حماية
نفسك «، سواء خلال فترة بقائهم خارج المنزل أو حتى أثناء المكوث في البيت، وبالتحديد من تخطوا حاجز 6 سنوات؛ لقدرتهم على فهم وتطبيق أساسيات النظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي.
ضرورة إبقاء الأطفال في المنازل قدر الإمكان؛ لصعوبة السيطرة على تصرفاتهم أو إلزامهم بالإجراءات الوقائية.
إقناع الأطفال بمسؤوليتهم عن التقاط العدوى ضرورة، ويجب أن نخبرهم أن كورونا كائن لا يمشي أو يطير ليهاجمنا، والطفل المسؤول عن جلبه باللمس أو الاستنشاق أو عدم اتباع الإجراءات الوقائية».
يجب على طفل الحضانة أن يقوم بتعقيم يديه للوقاية من فيروس كورونا المستجد- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون كل فترة قصيرة، مع الحرص ألا تقل كل مرة عن 20 ثانية، مع تجنب لمس الأسطح الخارجية والطاولات، وحال حدوث ذلك يجب غسل اليدين بالماء والصابون فوراً، بالإضافة إلى عدم لمس العين أو الفم وتجنب وضع اليدين على الوجه عموماً، والاهتمام بالنظافة الجسدية، تعليم الطفل كيفية غسل الأيدي بطريقة صحيحة للوقاية من كوفيد-19، وتجنب اللعب خارج المنزل، وحال حدوث ذلك يجب غسل اليدين جيداً فور العودة.
وفي حالة الاضطرار إلى استخدام المرحاض خارج المنزل يجب التأكد من نظافته وتطهيره قبل الجلوس عليه، مع غسل اليدين جيداً بعد الانتهاء، يجب ألا تخلو حقيبة الأطفال من المطهرات الكحولية والمناديل، لتعقيم الأيدي كل فترة، وتوعية الأطفال بضرورة عدم مخالطة من لديه أعراض نزلات البرد والحمي.
كما يجب التركيز على التغذية السليمة المتوازنة لحماية الأطفال من كورونا والأمراض الأشد فتكا منه، مع تدريب الأطفال على العادات التالية:- الاعتماد على وجبات أو سندوتشات مُعّدة في المنزل؛ لضمان نظافتها ومكوناتها، والبعد عن الأطعمة المصنعة التي تحوي مواد حافظة ، واستبدالها بالطبيعية مثل الفاكهة والخضراوات، والإكثار من السلطات والألبان وكل ما هو غني بالفيتامينات خاصة «فيتامين د»، وشرب الكثير من السوائل سواء الماء أو العصائر الطازجة.
كما يجب التزام الأطفال بالاجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي في الحضانة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، توعية الأطفال بمخاطر الاختلاط والتأكيد على عدم مصافحة الزملاء أو تقبيلهم واحتضانهم، والتأكد من وجود مسافة جيدة لا تقل عن متر بين الطفل والمحيطين به، والابتعاد عن الألعاب التي تستدعي التلاحم أو الاشتراك الجسدي، والتركيز على الأنشطة التي تفرغ طاقات الأطفال ولا تنقل العدوى مثل الرسم والغناء وقراءة القصص، مع ضرورة النوم المتواصل من 6 ل8 ساعات ليلاً لتقوية المناعة، وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الكمامة، ومتى يمكن خلعها، مع ضرورة استنشاق الهواء النقي من حين لآخر.
هل ينتقل الفيروس من الأم الحامل للجنين ؟
مخاوف كثيرة تدور في أذهان السيدات الحوامل خوفا من إصابتهن بفيروس كورونا ، وخوف الأمهات ليس على أنفسهن فقط، ولكن من احتمالية انتقال الفيروس للجنين، بعد انتشار السلالة الجديدة للفيروس، رغم أن الكلية الملكية البريطانية لأطباء التوليد وأمراض النساء أصدرت إرشادات جديدة للنساء الحوامل فيما يتعلق بفيروس كورونا الجديد، وأكدت أنه لا يوجد دليل على أن الفيروس يمكن أن ينتقل إلى الجنين خلال فترة الحمل من الأم المصابة، ولا يجب فصل الأمهات المصابات عن الأطفال حديثى الولادة بعد الوضع ويمكنهن الرضاعة الطبيعية.
وقال البروفيسور راسل فينر، رئيس الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل:»نحن لا نعتقد أنه يجب فصل الأطفال المولودين لنساء ممن ثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي، فيمكن أن يكون تأثير هذا الفصل، حتى كإجراء وقائى، كبير على كل من الطفل والأم».
وأوضح تقرير لصحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن هناك أيضًا أدلة محدودة حول انتقال الفيروس التاجى من خلال لبن الأم ، وبناءً على ما تم التوصل إليه حتى الآن تعد فوائد الرضاعة الطبيعية تفوق أى مخاطر محتملة».
والجيد في الأمر أنه لم يتم الإبلاغ عن وفيات في النساء الحوامل بسبب فيروس كورونا فى الوقت الحالي، وتبدو الأعراض الأكثر شدة مثل الالتهاب الرئوى أكثر شيوعًا فى كبار السن ، والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
ولكن التقرير حذر الحوامل من أنهن أكثرعرضة للإصابة بالعدوى، ويكون الأمر يكون أسوأ عندما تكون السيدة الحامل تعاني من الربو أو مرض السكرى .
ونظرًا لأن هذا فيروس جديد جدًا فلا يوجد دليل يشير إلى زيادة خطر الإجهاض، ولا يوجد أى دليل على أنه ينتقل إلى الجنين أثناء الحمل، ولذلك فمن غير المحتمل أن اصابة الأم الحامل بالفيروس سوف تتسبب فى حدوث تشوهات للأجنة.
وفي حالة إصابة أى سيدة حامل بارتفاع في درجة الحرارة ، أو سعال مستمر ، فيجب أن تبقى فى المنزل لمدة 7 أيام، ويجب التنسيق مع طبيب النساء والتوليد وإبلاغه بالأعراض، وفى حالة عدم التحسن لمدة 7 ايام أو تدهورت حالة المرأة الحامل الصحية فيجب الذهاب إلى المستشفى فورا .