أعلنت برلين أنها قد قامت بإغلاق حدودها مع مقاطعة تيرول النمساوية ومع جمهورية تشيكيا في محاولة لاحتواء إنتشار نسخ متحوّرة لفيروس كورونا المستجد. كما وقد أفادت أن تلك النسخ المتحورة من الفيروس تتصف بكونها أكثر نقلا للعدوى، ما أثار توترا مع الاتحاد الأوروبي. وفقاً ل وكالة سبوتنيك الإخبارية. وحذّر وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، بأن الأشخاص الذين لا تنطبق عليهم "بعض الاستثناءات المصرح بها، لن يتمكنوا من دخول" الأراضي الألمانية. وذكرت أن المرور متاح فقط للألمان وللأشخاص المقيمين، وأيضاً للعمال الحدوديين والعاملين في مهن تعد استراتيجية على غرار نقل البضائع، وإنما بشرط تقديم فحص طبي بنتيجة سلبية لفيروس كورونا. كما أن شركة السكك الحديدية "دويتشه بان" علقت رحلاتها إلى تلك المناطق، فيما أجرت الشرطة، صباح الأحد، عمليات رقابة في نقطة الوصول بمطار فرانكفورت. واتخذت ألمانيا هذا القرار بشأن القيود الجديدة بسبب مخاوف الحكومة من موجة إصابات جديدة في حال تفشي النسختين المحوّرتين البريطانية والجنوب إفريقية. وتصنّف برلين تشيكيا وسلوفاكيا وتيرول النمسوية على أنّها شديدة الخطورة. وقد تتخذ تدابير مماثلة عند نقطة العبور باتجاه منطقة موزيل الفرنسية حيث يشتبه بتفشي النسختين المحورتين، وقال وزير داخلية مقاطعة بادن-فورتمبيرغ المحاذية لفرنسا، "ينبغي منع تسلل (النسخ المتحورة) قدر الإمكان". ويثير هذا التشديد الألماني استياء الاتحاد الأوروبي الذي يخشى تكرار المساعي الأحادية لدوله، خلال الربيع الماضي، والعودة إلى طرح أسئلة بشأن منطقة شينغن في ظل تفشي الوباء. يشار إلى أنه قد تم اكتشاف السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد لأول مرة في المملكة المتحدة ، وهذا النوع من الفيروسات أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70 في المائة من سلالات كورونا الأخرى. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن النوع الجديد من فيروس كورونا تم تسجيله بالفعل في ثماني دول أوروبية. كما أن سلالة كورونا الجديدة تنتقل بسرعة بين البشر، ورغم انتشارها السريع، إلا أنها لا تجعل المصاب بها يعاني كثيرا من المرض، كما أنها أيضا لا تسبب الموت بشكل كبير. يُذكر أن كورونا المستجد ظهر في أواخر ديسمبر 2019 بمدينة "ووهان" الصينية في سوق لبيع الحيوانات البرية، ثم انتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير الماضي، قبل أن يتسرب خارج حدود الصين لإحداث فوضى عالمية، مما تسبب في وفاة أكثر من 2.4 مليون شخص وانهيارات اقتصادية.