يقول المثل القديم: عندما يفلس التاجر.. يبحث في دفاتره القديمة.. ومادام قطاع الكهرباء يعاني نقصاً في الوقود اللازم لتشغيل المحطات.. فلماذا لا نبحث في دفاترنا القديمة.. عن مصدر آخر يدبر الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المحطات. ومصر ياسادة تحولت من دولة مصدرة للبترول «الزيت» إلي دولة مستوردة لهذا الزيت ومنتجاته.. تماماً كما نحن نخشي أن نتحول من دولة مصدرة للغاز الطبيعي إلي مستوردة له لتدبير احتياجاتنا. ** وبعيداً عن الاتهامات المتبادلة بين قطاعي الكهرباء والبترول، وهل يقلل قطاع البترول من حجم الغاز الذي يْضخ لمحطات التوليد.. أو عجز قطاع الكهرباء عن سداد ما عليه من ثمن الغاز الذي يحصل عليه من قطاع البترول، وحتي يتمكن هذا القطاع من دفع حصة الشريك الأجنبي الذي يعمل معنا في إنتاج هذا الغاز علينا أن نبحث عن مصدر آخر نستخدمه لإنتاج الكهرباء. وهو والحمد لله موجود.. وإن كان ليس بالجودة التي نحلم بها. وكانت مصر زمان تستخدمه في تشغيل هذه المحطات «البخارية» لتوليد الكهرباء.. ** هناك فحم مصري «معقول» في النوع والكمية موجود في وسط سيناء.. وبالذات في جبل المغارة في القطاع الشمالي من وسط سيناء، أي جنوب مدينة العريش.. وهناك فحم موجود في الواحات المصرية.. وفي أماكن عديدة أخري.. بل إن مصر فكرت بجدية في أواخر السبعينيات في استغلال فحم المغارة في تشغيل محطة ضخمة للكهرباء داخل سيناء،، بالضبط علي خليج السويس وعمل الكيميائي الوطني الكبير عبدالهادي قنديل عندما كان وزيراً للبترول والثروة المعدنية علي اعادة تشغيل منجم المغارة ونجح في الحصول علي مشاركة انجليزية فنية ومالية كبيرة لتحقيق ذلك.. بل ونجحت مصر في تصدير هذا الفحم الي تركيا وإلي هولندا.. لاستخدامه هناك في محطات توليد الكهرباء.. ** ولكن للأسف ارتفعت أصوات أخري لها مصلحة في عدم استخدام هذا الفحم لتشغيل محطة الكهرباء المصرية المقترحة، بحجة أنه من الأنواع غير الجيدة وبه نسبة عالية من الشوائب.. فاذا كانت تركيا دولة آسيوية غير متقدمة أيامها فلماذا تستخدمه هولندا وهي من أكثر دول أوروبا تقدماً. وللأسف تم قتل حلم استخدام الفحم المصري في توليد الكهرباء المصرية.. اعتمادا علي وفرة انتاج الغاز المصري.. ** وبعد أزمة هذا الغاز.. عادت وزارة الكهرباء هذه الأيام تتحدث عن برنامج لاستخدام الفحم في حل مشكلة وقود محطات الكهرباء.. علي أساس أنه حل بديل وسريع ورخيص لتأمين الوقود لإنتاج الكهرباء.. خصوصاً أن الطلب علي الكهرباء يتزايد بشكل كبير. وقد أثبتت الدراسات أن الفحم أقل بكثير من أسعار منتجات البترول مثل السولار والغاز.. وأثبتت نفس الدراسات أن التكنولوجيا الجديدة جعلت المحطات العاملة بالفحم أفضل من غيرها التي تستخدم وقوداً غيره.. حماية للبيئة. ** ولما كان الاعتراف بالحق فضيلة ندعو الله سبحانه وتعالي «أن يهدي» الذين حرمونا من استخدام الفحم.. «وأن يهدي» الذين عادوا إلي هذا الاستخدام!! ودوروا في دفاتركم القديمة.. أكثر وأكثر..