اليوم يبدأ عام 2013، كل عام والمصريون جميعًا بخير، وكل ضيوفنا الأشقاء والأصدقاء فى سلام وأمن، ومصر أعظم وأكبر مننا جميعا، ومن كل الصراعات والتحديات، كل عام والاخوة الأقباط فى أسعد حال، رغم أنف المتخلفين الذين حرموا تهنئتهم بعيد الميلاد المجيد، ويزعمون احترام المواطنة. ويوم 25 من هذا الشهر تحل علينا مناسبة عزيزة على قلب كل مصرى، هى ذكرى الكرامة، وارفع رأسك فوق أنت مصرى، رغم أننا مصريون بالفطرة والنشأة، لكن كنا قبل ذلك مصريين بالاسم، وثورة 25 يناير التى تحل ذكراها العطرة والثانية جعلتنا مصريين بالفعل وبالممارسة، ممارسة الفعل المصرى، صحيح انها تعثرت، صحيح أن الثورة مرضت، صحيح أن مصر شقيت على أيدى جماعة اعتقدوا أنها بقرة حلوب، وجدت فقط لتمدهم باللبن الذى يمدهم بطاقة الاستقواء، لكن لبنهم انسكب، ونتن، ولن يبكى المصريون عليه، وأعلنوا أن الثورة مستمرة. المصريون الذين خرجوا يوم 25 يناير عام 2011 يهتفون يسقط حسنى مبارك، ثم هتفوا يسقط حكم العسكر، يهتفون حاليا يسقط حكم المرشد، ومستمرون فى الهتاف حتى تعود مصر وطنا يسكن فينا ونسكن فيه وليس دابة يمتطيها المستبدون الجدد وشيوخ الفتنة. عملت ثورة أيوه «ركبتها لا» يبقى معملنهاش هذا الشعار يجب أن ينتهى من قاموسنا ثورة 25 يناير عملها الشعب المصرى بكل فئاته تعاهدوا على اسقاط دولة الظلم واقامة دولة القانون، أرادوا الحياة فاستجاب لهم القدر وأسقطوا دولة الظلم. وعندما شرعوا فى اقامة دولة العدل، استطاع فصيل عن طريق الكذب والخداع والدهاء ركوب الثورة، وبدلا من أن يقيم دولة العدل، ويحقق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، داس على القانون، اغتال سلطة القضاء، وحرية الإعلام، وانتهك الحياة السياسية والاقتصادية، وأعاد انتاج النظام السابق، وزاد عليه بأن تحول الرئيس إلى ديكتاتور، يحصن قراراته، ويجعلها فوق رقابة القضاء، وأصدر دستورا ثم فرضه على المصريين بالتزوير لا يحقق التوافق، ولا يعبر عن جموع المصريين. نستقبل عام 2013 ومصر تئن تحت وطأة جماعة، استغلت الدين فى تحقيق مصالحها الشخصية، واستغلت حاجة المواطنين البسطاء فى فرض نفوذها السياسى، وانغمست فى لذة الحكم، وتركت المواطنين يسقطون فى بئر الحرمان من الحياة الكريمة بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية التى ضاعفت من أعداد المواطنين تحت خط الفقر، وتدهور الأوضاع السياسية التى تنذر بحرب أهلية، وبدلا من أن يقوم نظام الحكم ببناء الاقتصاد، تفرغ لبناء الميليشيات العسكرية لإرهاب المواطنين وتأديب المخالفين له فى الرأى، والمطالبين بتوفير رغيف الخبز والوقود وتحسين الأجور، والباحثين عن العدل والتوافق الوطنى والاستقرار الاجتماعى. هل يوجد أمل فى عام 2013 لإصلاح ما أفسده الفصيل الذى ركب السلطة، هذا ممكن بشرط أن يأخذ عام 2012 معه الانقسام، ويقدم لنا عام 2013 «ناس» ميعرفوش يكذبوا وإذا اختفت من عام 2013 مصطلحات التخوين، والمؤامرات، والاستحواذ، مطلوب فى عام 2013، الحكمة وعدم دفع الأمور إلى مزيد من الانشقاق. مطلوب فى عام 2013، وعلى وجه السرعة حكومة قوية تمتلك رؤية للمشاكل ووضع الحلول المناسبة لاخراجنا من النفق المظلم، مصر لن تفلس مش بالكلام، تحتاج إلى أفعال إلى قرارات تشدنا إلى الطريق الصحيح فى السياسة والاقتصاد، بصراحة أسوأ خبر نستقبل به العام الجديد هو استمرار الدكتور هشام قنديل رئيسا للوزراء، وإذا كان مرسى قد قرر استمراره للاستفادة من مؤهلاته فى السمع والطاعة، فكان على قنديل أن يعتذر رحمة بنا، وحتى يرحمه الله، لأن الله يرحم المرء الذى يعرف قدر نفسه، مصر واسعة على الدكتور قنديل، المشكلة ليست فى اسم رئيس الوزراء وفى الوزراء المشكلة فى العقلية فى قوة الشخصية، فى اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، وقنديل راجل طيب بتاع رى ومياه، ومش معقول يكون عاوز يغرقنا. أمل ورجاء من الشعب الصابر أن يكون عام 2013 أفضل من عام 2012، ولا يمكن أن نحمل العام المنقضى مسئولية الأحداث الجسام التى وقعت فيه، فنحن المسئولون عن هذه الأحداث، ومسئولون عن التغيير، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولا يجب أن نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا.