أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين أن حالة الجمود الراهنة التي تطبع ملف تشكيل الحكومة الجديدة، مستمرة لما بعد رأس السنة الجديدة على أفضل تقدير، وأن الأمر قد يمتد لما بعد ذلك في ظل المُناخ السلبي وتصلب المواقف السياسية بين القوى المعنية بعملية التأليف، لا سيما بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر) من جهة، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى. وأشارت صحف (النهار والجمهورية والأخبار ونداء الوطن واللواء والشرق) إلى أن المشهد الحكومي أصبح قاتمًا، وأن المسار الحالي في لبنان لا يوحي بإمكان أن تتشكل الحكومة قريبًا، لافتة إلى وجود مؤشرات تفيد بأن الحكومة لن تبصر النور قبل أن يتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن السلطة في 20 يناير المقبل. وذكر عدد من الصحف أن إشارة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى إمكان أن يكون للإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن موقف مغاير إزاء ملفات منطقة الشرق الأوسط، يشي بأن التأليف الحكومي في لبنان أصبح في حكم المؤجل عمليًا إلى ما بعد تسلم بايدن لمقاليد الحكم. وانتقدت الصحف عرقلة تشكيل الحكومة ربطًا بالتطورات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشددة على أن بايدن لن ينظر في وضع لبنان فور تسلمه مهماته الرئاسية، وأن هذا الربط في غير محله. وقالت إن لبنان يمر بحالة انهيار متسارع لا تتحمل الفراغ الحكومي، وأن المشهد الداخلي يزداد تأزما، مشيرة في هذا الصدد إلى أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، يعتزم مواصلة المساعي الرامية إلى حمل الفرقاء السياسيين على التواصل وإنجاز تشكيل الحكومة الجديدة، وأنه لن يتهاون أمام "مخطط مكشوف" يستهدف إعادة البلاد إلى حقبات الفراغ. ويسود التعقيد مسار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في ظل خلافات القوى السياسية المعنية بالتأليف الحكومي وعدم الاتفاق في ما بينها، لا سيما بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) من جهة ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى، وذلك حول توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف وحجم الوزارات التي سيحصل عليه كل فريق ونوعيتها والأسماء التي ستشغل الحقائب.