سلَّط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوءَ على عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي خلال الأسبوع الماضي؛ حيث أشاد المرصد بتوقيف السلطات البلجيكية لخمسة نشطاء ينتمون لليمين الإرهابي ممن يحملون الجنسية الدنماركية، ومنعهم من الإقامة في بلجيكا؛ وذلك للاشتباه في رغبتهم «نشر الكراهية» عن طريق حرق مصحف في العاصمة «بروكسل»، مقدرًا تصريحات وزير الدولة البلجيكي للجوء والهجرة، والتي قال فيها: «رُفضت إقامتهم لأن هؤلاء يمثلون تهديدًا خطيرًا للنظام العام في بلجيكا». وأكَّد المرصد أن سرعة استجابة السلطات البلجيكية خطوة إيجابية للقضاء على خطاب الكراهية، واستئصال لأحد جذور الإرهاب والعنف، كما أن تلك الاستجابة ترسِّخ بشكل مباشر لثقافة التعايش المشترك، من خلال الحفاظ على مشاعر الآخرين واحترام معتقداتهم الدينية ورموزهم المقدسة، متمنيًا في الوقت ذاته أن ينتهج كل المسؤولين في الدول كافة هذا السلوك الإيجابي؛ حتى يمكن القضاء على كل الطرق المؤدية للإرهاب والإرهاب المضاد. ومتابعةً للنشاط الإرهابي داخل القارة الأفريقية، أصدر مرصد الأزهر تقريره الشهري حول مؤشر العمليات الإرهابية في أفريقيا خلال شهر أكتوبر الماضي. وقال المرصد إن هذا الشهر شهد تراجعًا نسبيًّا في العمليات الإرهابية مقارنةً بشهر سبتمبر الماضي؛ إذْ سجَّل شهر أكتوبر 71 عملية إرهابية أسفرت عن سقوط نحو 326 شخصًا وإصابة 193 آخرين. وأكَّد المرصد أن حركة الشباب الصومالية تواصل تكثيف عملياتها الإرهابية، لتكون هي الأكثر نشاطًا ودمويةً في القارة الأفريقية بتنفيذها 38 عملية إرهابية في دولتي الصومال وكينيا، والتي من بينها 35 عملية إرهابية في الصومال فقط، مشيرًا إلى أن تلك العمليات أسفرت عن سقوط نحو 100 ضحية، وإصابة ما يزيد على 100 شخص، واختطاف 20 آخرين. كما أشار المرصد إلى أن العمليات الأمنية التي نفَّذتها القوات الصومالية المدعومة من قبل قوات «الأميصوم» أسفرت عن مقتل 204 من العناصر الإرهابية واعتقال 11 آخرين. ولفت المرصد إلى تراجع عدد العمليات الإرهابية التي نفَّذتها جماعة «بوكو حرام» خلال شهر أكتوبر في منطقة «بحيرة تشاد» بالمقارنة مع شهر سبتمبر الماضي، موضحًا أن ذلك التراجع قد يكون بسبب تناقص القاعدة الشعبية لهذه الجماعة؛ نتيجة زيادة وتيرة عمليات العنف العشوائي ضد المدنيين الأبرياء، إضافة إلى العمليات الأمنية الموسعة التي نفَّذتها القوات النيجيرية وقوات تحالف غرب أفريقيا. وحذَّر المرصد في تقريره من تنامي خطر التنظيمات الإرهابية في القارة الأفريقية، مؤكدًا أنه على الرغم من التراجع النسبي في عدد العمليات الإرهابية، فإن تلك التنظيمات وسَّعت من عملياتها الإرهابية لتصل إلى دول كانت بمنأى عن التهديدات، والتي في مقدمتها دولة «تنزانيا»، الأمر الذي يكشف مساعي التنظيمات الإرهابية لإعادة ترتيب صفوفها من جديد، مستغلةً الضعف الأمني في بعض البلدان الأفريقية، وطول الشريط الحدودي بين تلك البلدان وهشاشة القبضة الأمنية عليه. واستمرارًا في اللقاءات التليفزيونية المتواصلة التي يجريها المرصد مع التليفزيون المصري، قال الدكتور محمود منصور، مشرف بمرصد الأزهر، في بث مباشر مع برنامج «صباح الخير يا مصر» إن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي تحاول أن تستغل بعض نصوص القرآن الكريم والسنة النبويَّة ليضفوا على أفعالهم الصبغة الشرعية، ويستقطبوا من خلال هذا الكذب والتضليل مزيدًا من الشباب المغرَّر بهم، والذين لا يملكون ثقافة شرعية تحصنهم من الوقوع في شباك تلك التنظيمات المنحرفة. وفي مداخلة هاتفية مع برنامج «هذا الصباح» الذي يُذاع على قناة «اكسترا نيوز»، قال الدكتور إيهاب شوقي، مشرف بمرصد الأزهر، إن وحدة الرصد باللغات الأفريقية معنيَّة بمتابعة عدد من القضايا، أبرزها: أزمة اللاجئين، وأحوال الإسلام والمسلمين، والنشاط الإرهابي داخل القارة الأفريقية المتمثِّل في جماعة «بوكو حرام» في غرب القارة والتي تنتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وحركة «الشباب» الصومالية التي تنشط في شرق أفريقيا والتي تنتمي إلى تنظيم «القاعدة»، إضافة إلى غيرهما من التنظيمات الإرهابية. واستمرارًا للزيارات الميدانية التي يستقبلها المرصد، قال سولبيشيو إم كونفيادو، سفير جمهورية الفلبين لدى القاهرة، خلال زيارته مرصد الأزهر، إن المرصد يقوم بدور كبير في محاربة الأفكار المتطرفة ونشر قيم التسامح في أرجاء العالم، وإن سفارة الفلبين تتطلَّع لفتح آفاق تعاون مع المرصد من خلال وزارة الخارجية وأقسام الدراسات الإسلامية بالجامعات الفلبينية؛ من أجل نقل تجربة الأزهر الرائدة في هذا السياق. وعلى صعيد المقالات والتقارير المتواصلة التي تعالج قضايا مرصد الأزهر، نشر المرصد عددًا من المقالات والتقارير باللغة العربية، أبرزها: «الذئاب المنفردة: التعريف والأهداف»، و«قراءة في إحصائية أنشطة الجماعات المتطرفة خلال النصف الأول لعام 2020»، و«قراءة في حادث فيينا الإرهابي». كما نشر المرصد عددًا من المقالات باللغات الأجنبية، أبرزها مقال باللغة الإسبانية حول تنامي حدَّة ظاهرة الإسلاموفوبيا في إسبانيا، ومقال باللغة التركية تحت عنوان: «داعش وكورونا»، إلى جانب نشر عدد من رسائل حملة «حرية التعبير» باللغة الإنجليزية، وحملة «الحرية الدينية» باللغة الصينية، وغير ذلك من المتابعات باللغات الأجنبية العاملة بالمرصد.
