شاركت الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، أمس، في الحوار الافتراضي الذي نظمه مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام حول "النهوض بتنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن في ظل الاوضاع الحالية : دور القيادات النسائية في منع النزاعات المسلحة والحفاظ على السلام". يأتي الحوار في إطار تحضيرات مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام للنسخة الثانية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستداميين وقيام مصر بالاعداد لخطة عملها الأولى حول أجندة المرأة والسلم والأمن. افتتح اللقاء السفير أحمد عبد اللطيف، مدير عام مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، وبمشاركة كل من السفير محمود عفيفي نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الدولية والشؤون الاجتماعية والإنسانية، والدكتورة جوليا سكوروبسكا مستشارة سياسية بالسفارة البريطانية في مصر، وكريستين عرب، الممثل القطري لهيئة الأممالمتحدة للمرأة في مصر. وعبرت الدكتورة مايا مرسي، خلال كلمتها، عن سعادتها بالاجتماع الذي يهدف إلى التعلم وتبادل الخبرات والتجارب القيمة في الحفاظ على السلام واستدامته خلال جائحة مدمرة مثل جائحة كوفيد-19، التي تؤدى إلى تفاقم ويلات النزاعات المسلحه وتعيق التقدم. وأعربت "مرسي"، عن امنياتها في العمل معًا على تحديد الفرص المتاحة ومناقشة كيفية تحقيق التغيير الإيجابي، وتعزيز التعاون في مجال تمكين المرأه والفتاة. وأكدت رئيس المجلس، أن العالم لم يشهد لفترة طويلة من الزمن أزمة خطيرة مثل أزمة تفشي كوفيد-19، مشيرة إلى أنها كارثة متعددة الأوجه ذات تأثير مدمر للغاية على الجوانب الصحية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية لحياة الافراد في جميع أنحاء العالم، سواء كانوا يعيشون في سلام أو يعانون من نزاعات مسلحة. وأوضحت الكتورة مايا مرسي، أن الواقع يؤكد أن الجميع يتأثر من أثر تفشي كوفيد -19، مؤكدة أن النساء والفتيات هن الاكثر معاناة وتاثرًا بعواقب هذه الأزمة. وأكدت "مرسي"، أن الحكومه المصرية كانت سباقة في اتخاذ خطوات حثيثة؛ لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا على المرأة والفتاة، مضيفة أن الحكومة المصرية كانت أول حكومة على مستوى العالم تقوم بإصدار ورقة البرامج والسياسات المقترحة بشأن خطة مصر للاستجابة السريعة للاحتياجات الخاصة بالمرأة أثناء انتشار فيروس كورونا المستجد، وأطلقت "تقارير السياسات " لرصد تنفيذ تلك البرامج والسياسات، حيثُ تم اعتماد أكثر من 106 إجراء وقائي للاستجابة لكوفيد-19. وأضافت "مرسي"، أنه وفقًا لتقرير أعده كل من هيئة الأممالمتحدة للمرأة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، فإن مصر تحتل المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا من حيث التدابير التي اتخذتها الدول حول العالم لدعم النساء أثناء تفشي كوفيد-19. وتابعت: "وكشف التقرير أيضًا أن عدد الإجراءات التي اتخذتها مصر وفقًا لمعايير الأممالمتحدة بلغ 21 إجراء وتدبير، وهو أعلى مستوى تم اتخاذه في منطقتي الشرق الاوسط وغرب آسيا منذ بداية الأزمة". وذكرت رئيس المجلس القومي للمرأة، أن النساء والفتيات هن أكثر من يعانين في حالة تفشي الأوبئة والتهديدات المتعلقة بالصحه خاصة في حالات النزاع المسلح وما بعده، حيثُ تكون أنظمة الرعاية الصحية في هذه الدول غير قادرة على التعامل مع حالات تفشي الفيروس. وأوضحت "مرسي"، أن مصر بإعتبارها عضو مؤسس للأمم المتحدة ورائد في الحفاظ على السلام الدولي والإقليمي، فهى تُساهم بشكل كبير في التعاون الدولي والإقليمي في مجالات حل النزاعات المسلحة وعمليات حفظ وبناء السلام. وأشارت أن مصر تأتي في المرتبة السابعة بين أكبر المساهمين في عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام ، وإحدى الدول الرائدة التي دعمت بشكل فعال عمليات حفظ السلام منذ إنشاء أول قوات لها في عام 1948. وأكدت الدكتورة مايا مرسي، أن مصر تضع أجندة المرأة والسلم والأمن في قلب جهودها ومساعيها لتحقيق السلام، مشيرة إلى أن مصر تشهد حاليًا تقدمًا إيجابيًا ملحوظًا في أجندة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، وهو ما يعكس توفر إرادة سياسية قوية والتزامًا صادقًا والذي يتم ترجمته إلى استراتيجيات وبرامج لتمكين النساء والفتيات. وأفادت رئيس المجلس، أن مصر أعلنت في مايو 2019 أنها ستضع خطة العمل الوطنية الأولى لتنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن، مشيرة أنه سيتم تطوير خطة العمل الوطنية من خلال شراكة ثلاثية بين وزارة الخارجية والمجلس القومي للمرأة ومركز القاهرة الدولي لتسوية وحفظ وبناء السلام، بالإضافة إلى المشاورات مع الشركاء الوطنيين والدوليين الحكوميين وغير الحكوميين. وأوضحت مرسي، أن خطة العمل الوطنية المصرية ستعمل على تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية والعربية من خلال تعزيز دور المرأة الأفريقية والعربية كصانعة السلام في حالات النزاعات المسلحه وما بعدها، والذي ينبع من دور مصر كقائد في الحفاظ على السلام الدولي والإقليمي وتنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن. وأكد السفير أحمد عبد اللطيف، على أهمية عقد هذا اللقاء وخصوصًا أنه منذ أيام قليلة احتفل العالم بالذكرى العشرين لاعتماد القرار 1325 ، مشيرًا إلى الجهود المصرية في النهوض بدور المرأة في صنع وبناء السلام وكذلك تعزيز مشاركتها في عمليات حفظ السلام. وأشار عبد اللطيف، خلال كلمته، إلى مسؤولية مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام لتدريب القوات المصرية المشاركة في عمليات حفظ السلام قبل النشر، مؤكدًا على الشراكة الدولية لتنفيذ أجندة المرأة والسلم والامن في مناطق النزاعات لتحقيق سلام مستدام. ومن جانبه أكد السفير محمود عفيفي، أن مصر تضطلع إلى تعزيز التعاون مع الدول الأخرى فى مجال اعداد وتنفيذ سياسات تراعى احتياجات ووضع المرأة من خلال اعدادها لخطة عملها لأجندة المرأة والسلم والامن ونقل الخبرات المصرية فى مجال تمكين المرأة. وأشادت كل من الدكتورة جوليا سكوروبسكا، مستشارة سياسية بالسفارة البريطانية، وكريستين عرب الممثل القطري لهيئة الاممالمتحدة للمرأه في مصر، بالدور الهام الذي تقوم به مصر لتنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن والاعداد لخطة العمل المصرية الأولى في هذا الصدد، بالاضافة الي جهود مصر في مواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19 علي المرأة والفتاة.