أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الإسلام والقرآن والرسول مصابيح تضيء الطريق للبشرية التي تبحث عن سعادتها في الدنيا والآخرة. وقال الطيب خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، اليوم الأربعاء، أن بقاء القرآن الكريم وحفظه وخلوده تولى الله وحده ولم يعهد به إلى أحد غيره، حيث قال عز وجل: " إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ". وأضاف إنه لولا الرسول ورسالته لبقيت الانسانية في ظلام دامس، لافتا إلى إن الرسول الكريم صحح التواءات الحضارات واعوجاجها ويجب أن نجدد حبنا له فهو فرض عين على كل مسلم، لافتا إلى أن العالم الإسلامي ومؤسساته الدينيَة وفي مقدمتها الأزهر الشريف قد سارع إلى إدانة حادث القتل الإرهابي البغيض للمدرس الفرنسي في باريس، وهو حادث مؤسف ومؤلم، وفي ذات الوقت أيضا نجد من المؤسفِ أشدَ الأسف أن الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم قد أصبحت أداة لحشد الأصوات والمضاربةِ بها في أسواق الانتخابات، وهذه الرسوم المسيئة لنبيِّنا العظيم التي تتبناها بعض الصحف والمجلات، بل بعض السياسات. وشدد شيخ الأزهر على أن الإساءة للإسلام والمسلمين هي عبثٌ وتهريجٌ وانفلاتٌ من كلِّ قيود المسؤوليَّة والالتزام الخُلُقي والعرف الدولي العام، وهو عداءٌ صريحٌ لهذا الدِّين الحنيف، ولنبيِّه الذي بعَثَه الله رحمةً للعالَمين، معربًا عن رفض الأزهر مع كلِّ دول العالَم الإسلامي وبقوَّةٍ هذه البذاءات التي لا تُسيء في الحقيقة إلى المسلمين ونبيِّ المسلمين، وإنَّما تسيء إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وأبدى فضيلة الإمام الأكبر العجب من أن تُوقَدَ نارُ الفتنةِ والكراهيةِ والإساءةِ في أقطارٍ طالما تغنَّت بأنها أقطارُ الثقافةِ وحاضنة الحضارةِ والتنوير والعلم والحداثة، ثم تضطربَ في يديها المعاييرُ اضطرابًا واسعًا، حتى بِتنا نَراها وهي تُمسك بإحدى يدَيْها مِشكاةَ الحريةِ وحقوقِ الإنسانِ، بينما تُمسِكُ باليدِ الأخرى دعوة الكراهية ومشاعلَ النيران. وأشار شيخ الأزهر أن نبينا صاحب الذكرى العَطِرة، قدم الكثير مما أنقذ به الأُممَ والشعوبَ، وصحَّح به التواءات الحضارات واعوجاجاتها، وهو مِمَّا يُوجِبُ علينا نحن المؤمنين به تجديدَ مشاعر الحب والولاء لهذا النبيِّ، والدِّفاع عنه بأرواحِنا ونفوسِنا وبكل ما نملُك من أهلٍ وولدٍ ومالٍ، ومن كل غالٍ ونفيس.