"خلال عامين بدلًا من 10 سنوات".. كانت هذه هي خطة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مشروع تبطين الترع وتكسيتها، الذي يعد نقلة فى القرى المصرية لتوفير المياه التي ستحقق الاكتفاء الذاتي في الغذاء وخاصة القمح. وتسعى الدولة المصرية لتوفير المياه من خلال عدة خطوات ومن ضمنها مشروع تبطين الترع، حيث إنه تم طرح 3250كم من الترع لتأهيلها ورفع كفاءتها، من إجمالي 7 آلاف كم. ومن المقرر أن يتم طرح باقي الترع للانتهاء من تأهيل وتبطينها خلال نهاية العام المقبل، وذلك بتكلفة 18 مليار جنيه. وتبطين الترع يجرى من خلال وضع ألواح أسمنتية على جدارن الترع والقاع، بدلا من الطمي الموجود حاليا لأنه يتملأ بالثقوب التي تتسرب من خلالها المياه، كما أن الأسمنت أصم لا يسمح بهروب المياه من الترع، أما الترع الصغيرة فستتحول إلى مواسير. وتعتبر محافظة سوهاج، من أكبر المحافظات التى فازت بنصيب الأسد لتنفيذ مشروع تبطين الترع والمصارف، حيث كانت بداية تنفيذ المشروع بترع مراكز ساقلتة، وأخميم بمساحة 167 كيلو، بالإضافة إلى 5 ترع داخل مدينة طهطا بمساحة 14 كيلو مترا منها، القبيصات، وترعة أبوالجود مركز بالمنشأة فى حالة التشغيل الفعلي، فضلا عن طرح 65 ترعة بقرى المحافظة. وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الرى والموارد المائية، إن مصر تعانى من نقص كبير فى المياه ولكن وزارة الرى تعمل بكل جهد من أجل احتواء هذا العجز، وتنفذ العديد من المشروعات من أجل تعويض النقص، سواء من حيث التوسع فى الرى الحديث،أو تبطين الترع، وغيرها. وأكد المهندس محمود السعدي، المشرف على مشروع تبطين الترع، أن هذا المشروع من شأنه الحفاظ على المياه وتقليل دورة الري وهدر المياه، مناشدًا المزارعين الحفاظ على المشروع وعدم إلقاء مخلفات نواتج الزراعة. وأوضح في تصريحات صحفية له سابقًا، أنه كان يتم تطهير الترع عدة مرات في العام الواحد لإزالة الحشائش المتواجدة بها، ولكن عند تبطين تلك الترع لن يكون هناك أعمال للكراكات أو الصيانة، مؤكدًا أن أعمال التبطين لا تؤثر على إيصال المياه للمزارعين "5 أيام عمالة و10 أيام بطالة". بينما أوضح المهندس عبداللطيف خالد، رئيس مصلحة الري المصرية، إن مميزات التبطين هو عدالة التوزيع، وتوفير تكاليف الصيانة التي تتكلف مليار جنيه سنويا، فضلا عن توفير فاقد المياه". فيما قال اللواء عصام سعد محافظ أسيوط إنه تم تكثيف حملات المتابعة للمشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع التى يجرى تنفيذها على أرض المحافظة، موضحًا أن ذلك سيكون بتكلفة اجمالية تصل إلى 400 مليون جنيه تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بترشيد الفاقد من المياه بكافة الطرق الممكنة. وأفاد الدكتور نادر نور الدين استاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إننا نملك 30 الف كيلو متر ترع طينية من أسوان وحتى الدلتا، لذلك تتعرض إلى فقد المياه، إما من التبخر أو من التسرب، موضحًا أن المياه المفقوده تقدر حوالي 19 مليار متر مكعب. وقال "نور الدين" في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، إن التبطين يساعد على توفير كميات كبيرة من المياه، وكذلك يواجه أي نقص مياه مؤقت أو دائم نتيجة سدود المنابع، بالإضافة إلى التغلب على تغيرات المناخ، وتوفير مياه نهر النيل العذبة عالية الجودة. وأفاد استاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن التبطين يساعد على رفع كفاءة الري في الحقول بنسبة تصل إلى 75 % من الري بالغمر، مناشدًا بتغطية الترع حتى يتم القضاء على الهادر من المياة عن طريق البخر.
