كشفت صور التقطتها أقمار اصطناعية الآثار الهائلة التي خلفتها حرائق الغابات في غرب الولاياتالمتحدة إذ وصل الدخان الناجم عنها إلى أوروبا، وفقًا لسكاي نيوز. واحتوت البيانات التي جمعتها خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي أن الدخان المتصاعد من الحرائق قطع مسافة 8 آلاف كيلومتر عبر الغلاف الجوي إلى بريطانيا وأجزاء أخرى من شمال أوروبا. ووضح المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى الذي يدير بعض أنظمة مراقبة الأقمار الاصطناعية "كوبرنيكوس" أن الحرائق في كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن انبعث منها ما يقدر بنحو 30.3 مليون طن متري (33.4 مليون طن) من الكربون. وأعلن كبير العلماء والخبير في حرائق الغابات بخدمة مراقبة الغلاف الجوي في كوبرنيكوس مارك بارينغتون إن حجم هذه الحرائق أعلى بكثير مما كانت عليه في أي من الأعوام ال 18 التي غطتها بيانات المراقبة لدينا منذ عام 2003. وذلك لأن سمك الدخان الناتج عن الحرائق المعروف باسم "العمق البصري للهباء الجوي" كان هائلاً وفقا لقياسات الأقمار الاصطناعية . وأضاف أن مستويات العمق البصري للهباء الجوي وصلت إلى مستويات عالية جدا من سبعة أو أعلى وهو ما تم تأكيده من خلال القياس الأرضي المستقل. و لتوضيح أهمية الموقف فإن العمق البصري للهباء الجوي لأحدها يشير بالفعل إلى الكثير من الهباء الجوي في الغلاف الجوي. والجدير بالذكر أن الهباء الجوى هو عبارة عن جزيئات عالقة في الهواء،و قد يقصد به أيضا الإيروسول . حيث يحتوي الغلاف الجوي علي كميات ضخمة من ذرات الغبار الدقيقة جدا مكونة من مواد صلبة غير غازية عضوية ولا عضوية ومن العناصر المعدنية ومن قطيرات وخثرات حمضية وهيدروكاربونية ودخان من مختلف الأصناف والأحجام تقل أقطارها كثيرا عن 100 ميكرومتر بحيث يقدر تركيزها في الغلاف الجوي فوق اليابسة بحوالي 10 آلاف جسيمة/ سم3 وسطيا.