من المقرر أن يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين زيارته الثانية في أقل من شهر إلى لبنان، على خلفية تداعيات الأزمة التي تشهدها البلاد في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، والذي أودى بحياة قرابة 200 شخص وتسبب في إصابة نحو 6 آلاف آخرين. انطلاق الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد لحكومة لبنان زيارة ماكرون: وحسب موقع سي ان ان، زيارة ماكرون، التي كان أعلن موعدها في وقت سابق من الشهر الجاري، تأتي فيما تستمر مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب في 10أغسطس الجاري. وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس الأحد، في كلمة إلى اللبنانيين، أن "وقت التغيير حان"، داعيًا إلى إعلان لبنان "دولة مدنية"، قبل ساعات من زيارة ماكرون، الذي طالب بإصلاحات سياسية في البلاد التي تشهد أزمة اقتصادية طاحنة. خطاب عون للشعب اللبناني: وقال عون في كلمته التي نقلها التيلفزيون اللبناني، "لأنني مؤمن أن الدولة المدنية وحدها قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية، أدعو إلى إعلان لبنان دولة مدنية، وأتعهد بالدعوة إلى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلًا إلى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة." وأضاف الرئيس اللبناني أن "تحوّل لبنان من النظام الطوائفي السائد إلى الدولة المدنية العصرية، دولة المواطن والمواطنة، يعني خلاصة من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها، وخلاصة من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصة التي تكبّل أي إرادة بنّاءة وتفرمل أية خطوة نحو الإصلاح". وفيما يتعلق بالاحتجاجات التي يشهدها لبنان منذ أكتوبر الماضي 2019، قال عون "شباب لبنان ينادون بالتغيير، أصواتهم تصدح في كل مكان تطالب بتغيير النظام، فهل نصغي إليهم؟ هؤلاء الشباب هم لبنان الآتي، ولأجلهم ولأجل مستقبلهم أقول نعم حان الوقت" لاتخاذ هذه الخطوة. ويصل ماكرون إلى العاصمة اللبنانيةبيروت، مساء اليوم الإثنين، لمتابعة التطورات فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية التي طالب بها في وقت سابق من الشهر الجاري، والخاصة ب"عقد سياسي جديد"، كشرط لتقديم مساعدات إلى البلد المنكوب. استدعاء سفير لبنان لدى ألمانيا: وقرر الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الإثنين، استدعاء سفير لبنان لدى ألمانيا الدكتور مصطفى أديب، إلى قصر بعبدا الجمهوري، لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وجاء قرار الرئيس اللبناني، في ضوء ما كشفت عنه نتائج تصويت أعضاء مجلس النواب على مدى اليوم خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء الجديد، وبعد التشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري واطلاعه رسميًا على نتائج الاستشارات. كان 90 عضوًا بمجلس النواب اللبناني قد اختاروا الدكتور مصطفى أديب لمنصب رئيس الحكومة الجديدة المرتقبة. وحصد "أديب" أصوات الكتل النيابية لكل من تيار المستقبل، وحزب الله، وتيار المردة، والحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار العزم، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر وحلفاؤه، ونائب واحد مستقل.