رأت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية في افتتاحيتها اليوم أن الشخص الوحيد الذي يستطيع ادعاء الفوز، بعد أحدث جولة من القتال بين إسرائيل وحماس هو الرئيس "محمد مرسي"، واعترفت بأن حماس خرجت أقوى من تلك الصراع. وقالت الصحيفة إنه كان هناك العديد من اللاعبين الآخرين وراء الكواليس في التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار غير مرسي، حيث إن المفاوضات كانت متعددة جنسيات، فعلى رأسها حماس والنظام الجديد في مصر الإسلامية، وكان هناك وراء مصر تركيا وقطر. وفي الخلفية كانت هناك كبار المسؤولين الأمريكيين كالرئيس "باراك أوباما"، الذي واصل المتابعة هاتفيا مع مرسي، وزيارة "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية، وفي الناحية الاخرى كان "تامير باردو" رئيس الموساد، الذي هو شريك لرؤساء المخابرات المصرية، وخلفه كان هناك رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو". وأضافت الصحيفة أن حماس لم تحصل على مثل هذا التكريم من قبل، ولا حتى خلال أيام المفاوضات لاطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "شاليط"، وعند تحليل المكاسب والخسائر التي حققتها حماس من أحدث جولة من العنف، فإن الاعتراف الدولي بالمنظمة واحتياجاتها سيكون على رأس قائمة المكاسب التي حققتها. ودبلوماسيا، جاءت حماس أقوى من هذه الجولة من القتال، والجيش الإسرائيلي يعترف بذلك، ولكن والسؤال هو ما إذا كان هذا هو جيد أم سيئ بالنسبة لإسرائيل. وأجريت المفاوضات، ولكن لم يكن هناك اتفاق، وعلى ما يبدو، لن يكون هناك اتفاق، حيث وافقت إسرائيل على إطلاق محادثات مع المصريين - في غضون فترة غير محددة من الزمن - والتي سيتم خلالها مناقشة احتياجات حماس ومطالبها. وفي حال وقف إطلاق النار، فإنه سيتعين على إسرائيل تخفيف سياستها مع المعابر الحدودية والسماح بنقل البضائع إلى غزة بعدما كان محظورا حاليا وسيتم تخفيف الحصار. وقالت الصحيفة إن مصر ستواصل لعب دور الوسيط بين إسرائيل وحماس في المستقبل، ويكمن التغيير الحادث في العلاقات بين النظام المصري وحركة حماس فقط. وأدعت الصحية قائلة: كان الراحل "عمر سليمان"، الرئيس السابق للمخابرات المصرية، اعتاد على إهانة قادة حماس في غزة خلال لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، وكان يشعر بالسعادة في كل ضربة إسرائيلية تلحق الضرر بحماس، وكان الرئيس المخلوع "حسني مبارك" أكثر سعادة، وبينما كان يدين علنا العمليات العسكرية الإسرائيلية كان في جلسات مغلقة يشجع الإسرائيليين على مواصلة قصف حماس. وتندمت الصحيفة على تغيير القيادة في مصر قائلة: ولكن كل شيء انتهى الآن، فكانت العملية في غزة هي أول اختبار للعلاقات بين النظام الجديد في مصر وإسرائيل، وأثبتت أنه لا يوجد أي علاقة حميمة، مؤكدة أنه لن يكون هناك، فلا توجد محبة متبادلة فحكومة "بنيامين نتنياهو" وحكومة مرسي في مواجهة بعضهما البعض وكذلك الإدارة الأمريكية تناور بحذر.