"وضهرك للعادي/ وعليّ هاجم بالسيف".. "متنا بإيد إخوتنا/ باسم أمن الوطن". من مستشفاه العلاجي في باريس، انطلق صوت الفنان السوري سميح شقير داعما ثورة أهله في درعا وباقي مدن الوطن. شقير المعروف بأغانيه المنشغلة بالقضية الفلسطينية وبقضايا الفقراء المقهورين، لم يغب رغم مرضه عن ثورتي تونس ومصر. في تحيّته إلى الشعب التونسي، يبارك سميح «للعروس» ثورتها «بعد الأيام المرّة». مادحاً دورها في ثورات الشعوب العربية ضد الطغيان والقهر. كما يصوّر الملامح المهمة لثورة «الياسمين»، وتأثيرها في عقلية الحكام العرب: «يا شبابك نزلوا الشارع قالوا لا للديكتاتور/ هربت تماسيح امبارح وانقرض الديناصور/ مِن لمّا الثورة قامت، وكتار اللي خافوا، وارتجفوا، واهتزوا ويستنّوا (ينتظرون): مين اللي عليه الدور؟». وفي أغنيته عن ثورة مصر، استوحى شقير مِن إرث الشيخ إمام/ أحمد فؤاد نجم، عبر تطعيم النص بشذرات من أغنيات عدّة للثنائي المصري المناضل، إضافةً إلى تحية في الختام لسيد درويش عبر إدراج النشيد الوطني المصري، مع الإشارة إلى أن الأغنية لا تتطرق مباشرة إلى النظام المصري أو «الريّس»، وقد أنجزها في خضم الثورة، إنّما قبل خلع مبارك. الأغنيتان كما زميلتهما الثالثة "يا حيف" التي بدت بكائية تحريضية لانتفاضة سوريا، لم يغنها شقير بين آلاف المثقفين والنشطاء الذين اعتادوا الاحتفاء بموسيقاه في دمشق أو بيروت أو دبي أو تونس.. أو المهجر، بل على شبكة اليوتيوب. وخلافاً لفنانين ومثقفين سوريين كثر إنحازوا للنظام أو تفادوا إتخاذ موقف واضح.. مع النظام أم مع الشعب المقهور، شدا شقير مدافعا عن ثورة شعبه نحو الحرية ومنتقدا النظام السوري: "يا حيف/ زخّ رصاص على الناس العزّل يا حيف/ وأطفال بعمر الورد تعتقلن كيف؟/ كيف؟ وإنت ابن بلادي/ وتقتل بولادي/ وضهرك للعادي/ وعليّ هاجم بالسيف/ وهادا اللي صاير يا حيف/ وبدرعا ويا يمّا ويا حيف...". وفي مكان آخر: "مُتنا بإيد إخوتنا/ باسم أمن الوطن/ ونحنا مين نحنا/ اسألوا التاريخ يقرا صفحتنا/ مش تاري السجان يمّا/ كلمة حرية وحدِة هزتلو أركانو...". ثم محذراً: "والشعب مثل القدر/ مِن ينتخي مايِن/ والشعب مثل القدر/ والأمل بايِن". استمع للأغنية: http://www.youtube.com/watch?v=Us4_fvsugOw