لا تمر مناسبة أو حدث إلا تنتهز فيها الأبواق الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية الفرصة للهجوم على الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وذلك ضمن حربها ضد الدولة المصرية والتى تسعى فيها إلى تزييف وعى المواطنين وإفقادهم الثقة فى القيادات السياسية التى تدير شئون البلاد، وكذلك القيادات الدينية المؤثرة في المجتمع. ويعتبر وزير الأوقاف عدواً لدوداً لهذه الجماعة، بسبب مواقفه الثابته من الإخوان ونجاحه على مدار السنوات الأخير فى إحباط مخططاتهم الإرهابية، ففى مارس الماضى دعا الإخواني الهارب بهجت صابر، أذناب الجماعة الإرهابية داخل مصر، الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، إلى أن ينشروا هذا الوباء عمدًا بين عناصر الشرطة والجيش والقضاء والإعلام، فانتفض الدكتور مختار جمعة وأطلق صرخة حذر فيها من خطورة مثل هذه الدعوة. وقال فى بيان له إن جماعة الإخوان اختل توازنها العقلى، وفاق إجرامها وفجرها كل التصورات الإنسانية، وصارت خطرًا يهدد العالم بأسره، داعيا العالم كله إلى التعرف على حقيقتها الضالة وخطورتها على الإنسانية جمعاء، بعد دعوة عناصرها لنشر الفيروس بين الأبرياء. وبين وزير الأوقاف الحكم الشرعى فى مسألة تعمد نقل الفيروس إلى أي شخص، موضحا أنه يعتبر إجرام وإثم مبين، فإن ترتب عليه موت أحد كان الفاعل قاتلاً عمدًا، مناشداً كل مصاب بإبلاغ الجهات الصحية بإصابته حماية لنفسه وللمجتمع . وكعادتهم فى تزييف الحقائق، أطلق الإخوان حملات إعلامية مضادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه صورة الوزير، والسخرية من تحذيره متعمدين إخفاء الفيديو الذى دعا فيه بهجت صابر لنشر كورونا بين المصريين الأبرياء. وبعدما علقت الأوقاف صلوات الجماعة والجمعة فى المساجد حفاظا على صحة وسلامة المصريين، بناءً على توصية وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، أطلقت الجماعة دعوات على موقع التواصل الاجتماعي لتحريض المواطنين على المطالبة بفتح المساجد خاصة فى شهر رمضان بدعوى أداء صلاة التراويح. الدكتور مختار جمعة انتبه لهذه المكيدة، فأعلن رفضه لمثل هذه الدعوات، مؤكدا أن فكرة إقامة التراويح في المساجد هذا العام غير قائمة لا بمصلين ولا بدون مصلين ، فالساجد قبل المساجد ، ودفع المفسدة وهي احتمال هلاك الأنفس مقدم على مصلحة الذهاب إلى المسجد، وشدد على أن عودة فتح المساجد مرتبطة بعدم تسجيل أي حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في مصر، وتأكيد وزارة الصحة أن التجمعات العامة لم تعد تشكل خطرًا على حياة الناس لانتهاء انتشار عملية الفيروس. بعد هذه التصريحات عمدت الجماعة إلى تأليب الرأى العام المصري ضد مختار جمعة، زاعمين بأن وزير الأوقاف أغلق المساجد لحرمانهم من صلاة التراويح، في الوقت الذي تعج فيه الأسواق والبنوك ومكاتب البريد ووسائل المواصلات، بتجمعات كبيرة للمصريين، تصل إلى التكدس، لكن المصريين فطنوا لألاعيب الجماعة الإرهابية وفوّتوا عليهم الفرصة بالتزامهم بالقرارات والإجراءات التى فرضتها الحكومة لمواجهة جائحة كورونا. أسباب كثيرة جعلت من وزير الأوقاف هدفا دائما للجماعة، لعل أبرزها، اتخاذه العديد من القرارات التى منعت التوظيف السياسى الحزبى أو المذهبى أو الطائفى للمنبر أو للمسجد،كقراره فى سبتمبر 2013، بمنع إقامة صلاة الجمعة فى الزوايا التى تقل مساحتها عن 80 متراً، ثم تبعه بقرار منع غير الأزهرين من الخطابة فى المساجد الحكومية والأهلية، ثم قرر فى 26 يناير 2014 توحيد خطبة الجمعة فى جميع مساجد مصر استناداً على أن الوزارة مسئولة عن إقامة الشعائر الدينية، وحذر من ضم أى مسجد تابع لأى جمعية لا يلتزم بهذا القرار ومحاسبة الأئمة والخطباء غير الملتزمين، ونتيجة للسياسة الجديدة، واستبعدت الوزارة نحو 12 ألف خطيب مكافأة مؤدلجين وغير مؤهلين ضمن مساعيها للسيطرة على الخطاب الدينى فى البلاد فى الوقت الذى كانت تسيطر فيها جماعات الظلام على المساجد. ومن الأسباب أيضًا ما حدث فى عام 2019 ، عندما وجه وزير الأوقاف ضربة موجعة إلى هذه الجماعة، تمثلت فى تغيير أسماء 516 مسجدًا، كانت تحمل أسماء جمعيات وجماعات متطرفة ورموز إخوانية دول داعمة لهذه الجماعات، فى 14 محافظة هى: القاهرة، والقليوبية، والغربية، والمنوفية، والدقهلية، وكفر الشيخ، و اسكندرية ودمياط والفيوم وبنى سويف، والمنيا، وسوهاج وأسوان والبحر الأحمر، بعض هذه المساجد كانت تحمل أسماء الرئيس المعزول محمد مرسي، وحسن البنا وسيد قطب. إلى جانب هذا، لم يترك وزير الأوقاف خلال السنوات الماضية أى مناسبة إلا ويلقى الضوء فيها على مساوئ الإخوان، عبر مقالاته ولقاءاته التليفزيونية، مؤكدا أنها جماعة إرهابية أسست على الخيانة، وطابورها الخامس يحاول عبثًا إرباك المشهد فى مصر بنشر الشائعات والتشكيك فى الدولة والقيادة السياسية، داعيا للتصدي بكافة السبل لمؤامراتها والوسائل والأسلحة التي يستخدمونها في مواجهة الدولة ومؤسساتها الوطنية.