أزمة محتملة قد تواجهها بنوك الدم فى مصر خلال الفترة المقبلة فى حالة استمرار تراجع أعداد المتبرعين بالدم بما ينذر بتراجع مخزون الدم وتهديد حياة الآلاف من المرضى.. الأزمة بدأت تظهر مع الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس «كورونا» والتى تم على أثرها إلغاء جميع التجمعات البشرية والنشاطات ومنها الجامعات والمساجد ومراكز الشباب والميادين التى كانت حملات الدم تعتمد عليها. وهو ما دفع القائمين داخل بنوك الدم وفى وزارة الصحة لإطلاق حملات توعية إلكترونية لحث المواطنين على التوجه لبنوك الدم والتبرع وتوعيتهم بأهمية التبرع لإنقاذ حياة مرضى السرطان ومصابى الحوادث والطوارئ. داخل بنك الدم الإقليمى بالإسماعيلية والذى يخدم محافظات القناة وسيناء تجولت عدسة «الوفد» لرصد حركة المتبرعين داخل المبنى الذى يحتوى على أحدث الأجهزة الطبية والمعامل للوقوف على حقيقة الأمر.. الهدوء يسيطر على المكان نهارًا مع انعدام أعداد المتبرعين فى ساعات الصيام فى نهار رمضان. لكن الأطباء والفنيين داخل المعامل يقومون بأعمالهم بصمت وهم يرتدون الكمامات والقفازات الطبية.. قسم العلاقات العامة ومراكز الاتصالات تنظم حملات الكترونية وتجرى مكالمات هاتفية يومية للمواطنين من خلال قاعدة بيانات لحثهم على التبرع بالدم. «# عشان _ الدم _ ميقلش»، هاش تاج انتشر على موقع التواصل الاجتماعى. فيس بوك وتويتر، دونه أطباء وجمعيات أهلية وزارة الصحة لحث المواطنين على التبرع بالدم، مع قدوم شهر رمضان الذى يشهد انخفاضًا فى عدد المتبرعين. وأكدت الدكتورة سلمى خطاب مدير مركز نقل الدم الإقليمى بالإسماعيلية مع «الوفد» وجود مشكلة فى التبرع بالدم تزامناً مع الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الحكومة لمكافحة فيروس «كورونا».. وقالت إن الأزمة ليست فى الإجراءات الاحترازية ولكن فى قلة وعى المواطنين فلديهم مخاوف من التبرع داخل المستشفيات، حتى لا يلتقطوا العدوى وهذا أمر غير صحيح تمامًا. وأضافت «خطاب»: «البنك يعقم ثلاث مرات يوميًا وأماكن التبرع وعملية التبرع تتم بكفاءة عالية لتحقيق الأمان الصحى الكامل فى المقام الأول للمتبرع وأيضًا لكفاءة كيس الدم»، وأشارت إلى أن الإجراءات تبدأ بالتعقيم وقياس درجة الحرارة للمتبرع ووضع ماسك على وجهه وذلك من التعليمات الجديدة التى تم اتخاذها فى كل بنوك الدم بعد تفشى فيروس «كورونا»، ويتم تحليل الأكياس قبل استعمالها داخل معامل البنك للتأكد من خلوها من فيروسات الكبد الوبائى B-C والإيدز والزهرى، وفى حالة ثبوت الإصابة بأى من هذه الفيروسات يتم إعلام المتبرع وبدء إجراءات العلاج معه. وتضيف دورنا الرئيسى هو دعم المستشفيات الحكومية بمحافظات قناة السويس الثلاث وسيناء بأكياس الدم التى يحتاجون إليها وتوفيرها مجانًا، خاصة فى حالات الطوارئ والحوادث دوريًا وفى الحالات المرضية الأخرى يتحمل المواطن تكلفة 25% فقط من ثمن تكاليف البنك فيما تتحمل الدولة ال75% الباقية. ونحن نعتمد فى الرصيد البنكى على التبرع الشرفى للأفراد وهو الركيزة الأساسية لتوفير الدم وتحقيق التكامل فى نسب التخزين لكن مع الظروف الراهنة تراجعت التبرعات بنسبة تجاوزت ال50% تقريبًا وقبل أزمة انتشار فيروس «كورونا» كان يأتى عشرات المتبرعين يوميًا، والآن نظل أيامًا كثيرة بلا متبرعين وأيامًا أخرى يأتى متبرع أو اثنان فقط، ما ينذر بأزمة خصوصًا مع حلول شهر رمضان، المعروف بانخفاض معدل التبرع بالدم. وتابعت «الرصيد الاستراتيجى للبنك بخير ومتواجد والمخزون آمن فى جميع الفصائل، بالإضافة إلى مخزون مشتقات الدم، لكن نحن نتحدث عن الرصيد اليومى الذى يتم استهلاكه وصرفه بشكل يومى للمرضى والمستشفيات الحكومية وخاصة الفصائل النادرة السلبية». وحذر الدكتور سعيد الشربينى نقيب الأطباء بالإسماعيلية من تراجع مخزون الدمن مؤكدًا أن الدم هو سائل الحياة الذى لا بديل عنه وأن تراجعه يهدد حياة آلاف المرضى. وطالب المواطنين بالالتحام للخروج من الأزمة الحالية فى ظل ظروف صحية تعيشها البلاد مع انتشار فيروس «كورونا». ودعت الدكتورة سوسن الهادى استشارى طب نقل الدم ورئيس قسم بنك الدم بمستشفى الإسماعيلية العام المواطنين بسرعة التوجه لبنك الدم والتبرع للمرضى وقالت: مرضى الفشل الكلوى والسرطان والكبد والأطفال بالحضانات وحالات الولادة والنزيف والحوادث والعمليات مرضى الثلاثيميا والهيموفيليا يعتمدون على الدم لاستكمال حياتهم وفى احتياج مستمر للدم. أطباء وأساتذة بجامعة قناة السويس استجابوا لمناشدات البنك وقاموا بالتبرع بالدم فى خطوة لطمئنة المواطنين لأهمية التبرع بالدم والتحذير من خطورة نقص التبرعات فى الفترة الحالية. وتقول وفاء محمد متطوعة فى فريق حياة «الفريق يهدف لتجميع قاعدة بيانات بأسماء المتبرعين من كل فصائل الدم فى محاولة لتوصيلهم بالحالات المرضية والطوارئ التى تحتاج نقل دم سريع وعاجل، خاصة الفصائل النادرة»، وأكدت «أنها تجد الآن صعوبة للتشبيك بين المتبرع وبين أهل المريض بسبب ضيق الوقت لظروف الحظر ومخاوف بعض المواطنين من التعامل مع أى منشأة طبية خشية العدوى وهى مخاوف غير حقيقية ولا أساس لها من الصحة». وقال محمد إبراهيم مدير العلاقات العامة ببنك الدم «نحن نقوم بحملات الكترونية يومية ونتحرك بسيارات البنك للمواطنين فى المكان الذى يرغبون التجمع فيه لتسهيل الوصول إليهم. وطالب المواطنين بالتواصل مع ذويهم وجيرانهم من منطقة واحدة والتواصل مع بنك الدم حتى يتم إرسال سيارات لهم فى المنطقة ليقوموا بالتبرع دون الحاجة للتنقل».